آخر تحديث :الإثنين - 12 مايو 2025 - 06:55 م

اخبار العالم


هل يصبح الحوثيون جزءا من صفقة ترامب "الكبرى"؟

الإثنين - 12 مايو 2025 - 04:00 م بتوقيت عدن

هل يصبح الحوثيون جزءا من صفقة ترامب "الكبرى"؟

العين الثالثة/ متابعات

وصف مسؤولون ومحللون سياسيون، الاتفاق الأمريكي مع ميليشيا الحوثيين على وقف إطلاق النار المتبادل بين الجانبين، بـ"التهدئة التكتيكية المؤقتة" ترقبا لخيارات المنطقة المستكشفة، خلال زيارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب للمنطقة، منتصف الأسبوع الجاري، حيث من الممكن أن تصبح الميليشيا جزءا من "صفقة كبرى" مع إيران.


وبعد قرابة الشهرين من الضربات الأمريكية العنيفة، أعلن ترامب الثلاثاء الماضي على نحو مفاجئ، توقف عمليات بلاده في اليمن، استجابة لتعهّد الحوثيين بعدم التعرّض للسفن الأمريكية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.



وفي ظل الحديث الأمريكي عن "صفقة كبرى مفاجئة" في المنطقة، يتساءل اليمنيون عن مدى تأثير اتفاق واشنطن مع الحوثيين، على مستقبل التفاهمات بشأن وضع الميليشيا المستقبلي، وانعكاساته على الأزمة المحلية ومسار المباحثات السياسية الرامية للوصول إلى سلام مستدام محليا.


ويرى وكيل وزارة الإعلام لدى الحكومة اليمنية، أسامة الشرمي، أن التهدئة الأمريكية جاءت بعد تأكيد الحوثيين على إيقاف هجماتهم على الملاحة الدولية في البحر الأحمر؛ ما يجعل الاتفاق مطابقا للأهداف التي أعلنتها واشنطن لعملياتها العسكرية ضد الميليشيا.



وقال الشرمي، في حديثه لـ"إرم نيوز"، إن إيران "رمت عربون محبة لترامب قبل زيارته المرتقبة إلى المنطقة، والتي يمكن من خلالها التمهيد لصفقة كبرى أو معركة أكبر ضد النظام الإيراني، ومن ثم فإن موقف الحوثيين الجديد، يأتي بإيعاز من طهران، لإبداء حسن نواياها".


وذكر أن إيران، متوجسة من فترة ترامب الرئاسية الثانية، "ولذلك هي إزاء تقديم كثير من التسهيلات والأدوات الناعمة للمجتمع الدولي، تحاول من خلالها تفادي معركة كبرى، خصوصا بعد الخسائر الفادحة التي مُنيت بها أذرعها في المنطقة".



وبحسب المسؤول اليمني، فإن قرار التهدئة ليس بأيدي ميليشيا الحوثيين؛ "لأن إيران إذا ما وجدت أن رسائلها الموجهة للأمريكان لم تجد نفعا، وبأن المعركة التي يزعم نتنياهو خوضها ضدها، فإنها ستعيد توجيه الحوثيين لاستئناف هجماتهم على الملاحة الدولية والمجتمع الدولي ودول الجوار ومناطق سيطرة الحكومة الشرعية".


مضيفا، "نحن إزاء تهدئة يمكن وصفها بالمؤقتة والمرتبطة بموعد زيارة ترامب إلى المنطقة، وبعدها ربما سيشهد الشرق الأوسط انفراجة كبرى، أو تحضيرا لمعركة أوسع".



وتوقع الشرمي، ألا تتمكن إيران من تقديم ما يريده الأمريكان ولا الإسرائيليين، ولا يستطيع الإسرائيليون ولا الأمريكان من خلفهم أن يصبروا على ما تريده إيران، "ومن ثم فإن المعركة واردة لا محالة، خاصة وأن ترامب في حملته الانتخابية قد زايد على سلوك أوباما وبايدن في التعامل مع إيران، وهو الآن بعد وصوله إلى سدّة القيادة، لن يستطيع استخدام الأساليب ذاتها التي اتخذها سلفه أوباما في فترته الماضية".


اختلاف الوضع


من جهته، يرى المحلل السياسي، أنور التميمي، أن تعهّد الحوثيين بعدم استهداف الملاحة البحرية، وتوقف القصف الأمريكي في المقابل، يشيران إلى تراجع سيناريو القيام بعمليات برّية شاملة أو محدودة، من قبل التشكيلات العسكرية المحلية المناوئة للميليشيا.


وقال التميمي لـ"إرم نيوز"، إن الحديث عن عمل برّي مرتقب، بالتزامن مع احتدام ضربات واشنطن، تردد كثيرا على لسان ساسة وقادة عسكريين محسوبين على الشرعية اليمنية، كما ورد في صيغة مطالبات ونصائح، "وقد ذهب البعض إلى أبعد من ذلك، مبشرا بإسناد عسكري أمريكي للعمليات البرّية".


وأشار إلى أن التفاهمات الإيرانية الأمريكية، قلّصت حدوث هذا السيناريو إلى حدّ بعيد على المديين القريب والمتوسط، وبثّت الروح فيما يسمى بـ"مبادرة السلام"، بعد أن اعتقد البعض أنها طُويت ولم تعد صالحة في الوقت الحالي.


وحذّر التميمي من الوقوع في خطأ استراتيجي إذا ما مُررت هذه المبادرة بصيغتها السابقة؛ "لأن وضع الحوثيين العسكري لم يعد كما كان، بعد أن تراجعت إمكانياتهم وقدراتهم إلى حدّ بعيد، إضافة إلى الوقائع التي تشير إلى اعتزام طهران التخلي التدريجي عنهم، مقابل مكاسب موعودة على طاولة المفاوضات الدولية".



ورجح أن تقتصر جهود السلام الدولية والإقليمية على إدارة الحالة اليمنية كما هي في الوقت الحالي، مع السعي إلى حلحلة القضايا المرتبطة بحياة الناس المعيشية والخدمة، "أما الحلّ النهائي للبلد، فإن تداخلات الأزمة تحول دون إنجازه في الظروف الراهنة".


ويعتقد الباحث السياسي، خالد بقلان، أن تهدئة الحوثيين الحالية في البحر الأحمر، ناتجة عن ضغوط العمليات العسكرية الأمريكية المؤثرة، وليست وليدة استجابة طوعية، ومن ثم فإن الاتفاق لا يمهّد الطريق أمام عودة الحراك السياسي المتعلق بالأزمة الداخلية الراهنة.


واستبعد بقلان في حديثه لـ"إرم نيوز"، عدم وجود "صفقات سياسية أو تسويات بالمعنى الأدق، على الأقل في المرحلة الحالية، لأن الحوثيين ما يزالون مصنفين كمنظمة إرهابية أجنبية من قبل الإدارة الأمريكية".


وذكر أن هدف الولايات المتحدة من وقف عملياتها ضد الميليشيا "تكتيكي، وهو في الوقت ذاته يحدّ من جموح نتنياهو الذي يتخذ من هجمات الحوثي مبررا لمواصلة عملياته العسكرية، سواء في قطاع غزة أو نحو بلدان أخرى".


مختتما حديثه بالإشارة إلى أن ما يجري "يمكن وصفه بالمناورات التي قد تعيد جماعة الحوثي خطوات إلى الخلف، أسوة بالنموذج الذي حدث لحزب الله في لبنان"

شاهد أيضًا

الإنتربول في عدن.. تنسيق دولي لتعزيز الأمن ومكافحة الجريمة ...

الإثنين/12/مايو/2025 - 04:50 م

في زيارة رفيعة، بحث وفد من الإنتربول مع مدير أمن عدن اللواء مطهر الشعيبي آليات التعاون الأمني وتطوير برامج تدريبية لمكافحة الجريمة المنظمة وتعزيز الاس


17 يومًا خلف القضبان.. فتاتان يمنيتان في قبضة الأمن المصري. ...

الإثنين/12/مايو/2025 - 11:17 ص

اعتقلت السلطات الأمنية المصرية فتاتين يمنيتين من داخل محل صرافة بالعاصمة القاهرة، ضمن حملة أمنية مكثفة تستهدف الوافدين بحجة حيازة العملة الصعبة، في وق


اليمنية توضح: طائراتنا مؤمّنة دوليًا.. باستثناء تغطية الحرب ...

الإثنين/12/مايو/2025 - 10:36 ص

أكدت الخطوط الجوية اليمنية – فرع صنعاء – أن طائراتها تخضع لتأمين دولي شامل يغطي جميع المخاطر باستثناء الأضرار الناجمة عن الحرب داخل الأراضي اليمنية، و


تصعيد حضرمي في وجه الرئاسة اليمنية: «الحكم الذاتي» على الطاو ...

الإثنين/12/مايو/2025 - 10:21 ص

رغم تكليف عضو مجلس القيادة الرئاسي، فرج البحسني، بمهمة احتواء التوترات في حضرموت، تمسّك "حلف قبائل حضرموت" بمطلبه الصريح بتطبيق الحكم الذاتي، معتبرًا