آخر تحديث :السبت - 08 نوفمبر 2025 - 06:28 م

شاعر الأندلس لم يكن حزيناً: النهاية!

السبت - 09 أغسطس 2025 - الساعة 12:35 م

سمير عطاء الله
الكاتب: سمير عطاء الله - ارشيف الكاتب



شبكة حديدية ضخمة صدئة. تماثيل مكسورة، وأعمدة ساقطة بين أوراق الشجر المتعفنة. توقف عند بوابة ملكية قديمة، مدخل حديقة ضخمة لمنزل إقطاعي. حالتها المهملة، والوقت، والبرد جعلوا الوحدة أكثر حدة. فجأة شعر فيديريكو بالاكتئاب كما لو أن شيئاً ما على وشك أن يخرج من الفجر، شيئاً على وشك أن يحدث. جلس على قاعدة عمود مكسورة ملقاة هناك.


خرج حمل صغير ليرعى في أعشاب بين الأنقاض، بدا وكأنه ملاك من الضباب. ظهر من العدم، لتحوَّل الوحدة إلى شيء إنساني، تسقط كبتلة لطيفة على وحدة المكان. لم يعد الشاعر يشعر بالوحدة. فجأة، دخل قطيع من الخنازير إلى المنطقة. كان هناك أربعة، أو خمسة حيوانات داكنة، خنازير شبه برية ذات جوع شرس، وحوافر مثل الصخور. ثم شاهد فيديريكو مشهداً مروعاً: انقضت الخنازير على الحمل، ومزقته إرباً وافترسته، مما أثار رعب الشاعر.


هذا المشهد الدموي في ذلك المكان المنعزل، دفع فيديريكو إلى إعادة فرقته السياحية إلى الطريق على الفور. قبل ثلاثة أشهر من الحرب الأهلية، عندما أخبرني بهذه القصة المروعة، كان فيديريكو لا يزال يطارده رعبها. لاحقاً، أدركت بشكل أوضح أن الحادثة كانت رؤية لموته، نذيراً لمأساته المروعة.


لم يُقتل فيديريكو غارسيا لوركا فحسب، بل اغتيل. لم يخطر ببال أحد أبداً أنهم سيقتلونه يوماً ما. كان الأكثر حباً وتقديراً بين جميع الشعراء الإسبان. وكان الأقرب إلى الطفولة بسبب مزاجه المرح الرائع. من كان يصدق أن هناك وحوشاً على هذه الأرض، في غرناطة مسقط رأسه، قادرة على ارتكاب جريمة لا يمكن تصورها؟


كان هذا العمل الإجرامي بالنسبة لي، الأكثر إيلاماً في مسيرة نضال طويلة. كانت إسبانيا دائماً ساحة معركة للمصارعين، بلداً سالت فيه دماء كثيرة. حلبة مصارعة الثيران، بتضحياتها وأناقتها القاسية، تكرر - في مشهد مبهرج - الصراع القديم بين الظلام والنور حتى الموت.


سجنت محاكم التفتيش فراي لويس دي ليون، وعانى كويفيدو العذاب في زنزانة، وعرج كولومبوس، وهو مقيد بالسلاسل في كاحليه. وكان المكان الأكبر للعرض هو مقبرة الجثث في «إل إسكوريال»، تماماً كما هو الحال اليوم مع نصب الشهداء، حيث يقف الصليب فوق مليون قتيل وذكريات مظلمة لا حصر لها.


مر الوقت. كنا نبدأ في خسارة الحرب. انحاز الشعراء إلى الشعب الإسباني. قتل فيديريكو في غرناطة. تحول الشاعر ميغيل هيرنانديز من راعي غنم إلى كلمة قتالية. في زيه العسكري، كان يقرأ قصائده على خطوط الجبهة.




شاهد أيضًا

"فطوم".. اسم غامض يشعل الخيال ويحوّل الطريق البحري إلى لوحة ...

السبت/08/نوفمبر/2025 - 03:26 م

لم يكن أحد يتوقع أن يتحول اسم واحد إلى ظاهرة تشغل الشارع العدني، لكن ذلك حدث على الطريق البحري، حيث فوجئ المواطنون بعبارات ضخمة كُتبت على الحواجز الخر


إعلان يعلو على الشهادة.. جدل في الضالع بعد تصرف مستفز من بنك ...

السبت/08/نوفمبر/2025 - 03:10 م

أثار قيام بنك القطيبي بنصب لوحة إعلانية ضخمة أمام نصب شهداء الشوبجي في مدخل مدينة الضالع موجة استياء واسع بين الأهالي وذوي الشهداء، بعد أن أدى ذلك إلى


تدخل من إيزاك ورد فعل صلاح.. كواليس تدريبات ليفربول قبل موقع ...

السبت/08/نوفمبر/2025 - 03:15 ص

يواصل فريق ليفربول تدريباته استعدادًا الملاقاة مانشستر سيتي مساء الأحد على ملعب "الإمارات"، في ختام قمة الأسبوع الحادي عشر من منافسات الدوري


عاجل.. قرار من يايسله قبل مباراة الأهلي والاتحاد واستبعاد ثل ...

السبت/08/نوفمبر/2025 - 01:18 ص

السبت ٨ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٥ اتخذ ماتياس يا يسله المدير الفني لنادي الأهلي، قراراً قبل مباراة الأهلي أمام الاتحاد، في اللقاء الذي يجمع الفريقين