اندلع حريق أمس الأربعاء في جزيرة قبالة سواحل غرب كندا على المحيط الهادئ ما يثير قلق سكان مدينة صغيرة تتهددها النيران، بينما يقترب حريقان آخران من مدينتين أخريين في شرق البلاد.
وأصدرت السلطات تحذيرات لمناطق
عدة في بورت ألبيرني الواقعة في جزيرة فانكوفر (غرب)، داعية السكان البالغ عددهم نحو 20 ألفاً إلى الاستعداد للإخلاء في مواجهة حريق هائل على بعد 12 كيلومتراً أتى على أكثر من 1500 هكتار في حوالى 36 ساعة.
وقال أحد سكان المدينة ويدعى روس ويتاس (69) سنة) لوكالة الصحافة الفرنسية، "أعيش في بورت ألبيرني منذ العام 1956 وهذا أحد أكبر الحرائق التي رأيتها على الإطلاق".
ولا تبعث توقعات الطقس الحار والجاف ليومي أمس الأربعاء واليوم الخميس، على التفاؤل، بينما يعيش السكان في حالة من التأهب.
وقال تيد ها غارد إنه "أمر جنوني أن نرى مدى ضخامة الحريق". وكان هذا العامل يتابع تقدم الحريق على وسائل التواصل الاجتماعي لكنه توجه إلى المكان ليعاين ما يحدث.
وفي الطرف الآخر من البلاد، على ساحل المحيط الأطلسي، صدرت أوامر إخلاء عدة مناطق في مدينة سان جان التي يبلغ عدد سكانها 224 ألف نسمة، وذلك بسبب حريق يهددها.
وأمس الأربعاء اندلع حريق آخر قرب هاليفاكس المدينة البالغ عدد سكانها نحو نصف مليون نسمة والواقعة في مقاطعة نوفا سكوشا في شرق البلاد.
وتشهد كندا هذا العام ثاني أسوأ موسم الحرائق الغابات في تاريخها، حيث احترق 7,5 مليون هكتار من الغابات.
غير أن العام 2023 يبقى قياسيا، فقد طالت الحرائق حينها 17,3 مليون هكتار من الغابات، وهو رقم تاريخي.
وأمس الأربعاء، كان لا يزال هناك أكثر من 700 حريق غابات في جميع أنحاء كندا. 161 منها "لم تتم السيطرة عليها"، وفقاً السلطات.
وأثر الدخان الناتج عنها على جودة الهواء العشرات الملايين من الناس في مختلف أنحاء أميركا الشمالية، وصولاً إلى أوروبا على الجانب الآخر من الأطلسي.
ومع الاحتباس الحراري، تتأثر كندا بشكل متزايد بالظواهر الجوية المتطرفة، وترتفع فيها درجات الحرارة بوتيرة أسرع من أنحاء أخرى في العالم.
من ناحية أخرى، أعلنت مدريد مساء أمس الأربعاء أنها طلبت من الاتحاد الأوروبي تفعيل الآلية الأوروبية لمكافحة الحرائق بهدف مساعدتها في إخماد حرائق الغابات العديدة التي تجتاح البلاد.
وقال وزير الداخلية الإسباني فرناندو غراندي - مارلاسكا لمحطة كادينا
سير " الإذاعية "لقد قدمنا هذا المساء (الأربعاء) طلباً رسمياً إلى الاتحاد الأوروبي". وأضاف "لقد طلبنا وحدة مكونة من طائرتي إطفاء" متخصصتين في مكافحة الحرائق.
ويأتي هذا الطلب بعد أن أعلنت السلطات أنها أجلت ما يقرب من ستة آلاف شخص من منازلهم في 26 قرية تتهددها النيران مشيرة إلى أن فرق الإطفاء تكافح 14 حريقاً كبيراً ولا سيما في شمال البلاد.