تصاعدت مظاهر التفكك الاجتماعي داخل مناطق سيطرة مليشيا الحوثي مع تسجيل حوادث صادمة خلال الساعات الماضية، عكست حجم التأثير المدمر للتعبئة الطائفية التي تمارسها المليشيا على عناصرها، بما في ذلك تجاه أقرب أقاربهم.
ففي مديرية سنحان جنوب العاصمة المحتلة صنعاء، أقدم مسلح حوثي على ارتكاب مجزرة مروعة راح ضحيتها خمسة أشخاص بينهم عمه (شقيق والده)، وذلك عقب عودته من دورة طائفية نظمتها المليشيا للمجندين الجدد، تم خلالها تلقينهم أفكاراً متطرفة تعبّئهم بعداء حتى لأسرهم.
ووفق مصادر محلية، فإن الجاني قتل عمه داخل منزله ثم أطلق النار على أربعة آخرين ممن حاولوا منعه من الفرار، قبل أن يلوذ بالفرار إلى جهة مجهولة؛ ورجّحت مصادر أن يكون قد لجأ إلى قيادات حوثية نافذة تحمي مثل هؤلاء المجرمين، مقابل الدفع بهم إلى جبهات القتال.
ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه محافظة إب حادثة مشابهة من حيث الطابع السلوكي المشوّه، حيث أقدم قيادي حوثي يُدعى محمد عبدالمجيد عضيب –ويشغل منصب مشرف ثقافي في مديرية المشنة– على سجن والده المسنّ في قسم شرطة الشعاب بمدينة إب، على خلفية خلاف شخصي يتعلق بملكية منزل.
وتعتمد مليشيا الحوثي وفق شهادات متطابقة، على غسل أدمغة المجندين بدورات فكرية مغلقة، وتعمل على تجنيد أصحاب السوابق والسجناء المدانين بجرائم قتل، قبل تهريبهم أو إجبار أولياء الدم على التنازل، ثم إرسالهم إلى الجبهات.
ويحذّر ناشطون من أن هذه الحوادث تمثل تحولاً خطيراً في نمط العنف الطائفي في مناطق سيطرة المليشيا، وتُظهر كيف تحوّل مشروع الحوثي إلى أداة تمزيق لا تتورع عن ضرب بنية الأسرة والمجتمع من الداخل، خدمة لأجندة إيرانية توسعية لا تتورع عن التضحية بالأقرباء تحت شعارات "الثأر لآل البيت".