آخر تحديث :الخميس - 24 يوليو 2025 - 01:00 ص

إنقاذ الرئاسي بالتعديل والتغيير لمنع انهياره

الأربعاء - 23 يوليو 2025 - الساعة 06:15 م

صالح شائف حسين
الكاتب: صالح شائف حسين - ارشيف الكاتب



للتذكير والتأمل والتفكير جديا بخطوات إنقاذ الجنوب، هذا ما طالبنا به في مقالنا المنشور في 29 سبتمبر عام 2022م؛ أي بعد خمسة أشهر فقط من الإعلان عن تشكيل المجلس في ختام مشاورات الرياض؛ وها هو المجلس اليوم قد وصل لطريق مسدود؛ ويعيش في ظل أزمة خانقة حادة تنذر بما لا يحمد عقباه إن خرجت عن السيطرة؛ وإن كانت غير معلنة وبانتظار قرار التحالف بصفته (الولي الشرعي عن الشرعية )؛ بعد أن فشل فشلًا ذريعًا في تحقيق ما حددت له من مهام وفقا لبيان نقل السلطة.

وبعد أن أوصل الأوضاع بفشله إلى مستويات كارثية غير مسبوقة؛ وتحديدا في العاصمة عدن وبقية محافظات الجنوب؛ وهي نتاج لموقف سياسي متعمد يعرف شعبنا أسبابه وخلفياته ومن يقف خلف معاناته وتعذيبه؛ الأمر الذي يدفع بالجنوبيين مجبرين وبقوة وحسم نحو تقريب يوم الخلاص من مأساتهم؛ وبالطرق والأشكال والإجراءات المناسبة لهم سياسيًّا ووطنيًّا وتاريخيا.

وفيما يلي نص المقال كما نشر حينها ⬇

"نقول بوضوح وبالمختصر المفيد ووفقاً لما سارت عليه الأمور منذ سبعة أبريل الماضي وحتى اليوم؛ بأن نقل السلطة من رئيس واحد إلى مجلس مكون من رئيس وسبعة نواب؛ بأنها حالة غير مسبوقة في التاريخ؛ وبخلفيات مختلفة وأهداف ومشاريع سياسية متناقضة؛ وبمخزون نفسي متنافر بل ومشحون بالعداء والكراهية وعدم استمزاج الجلوس جنباً إلى جنب في مجلس مطلوب منه أن يقود البلاد والعباد وفي ظروف استثنائية معقدة للغاية".

لقد كان ذلك في تقديرنا نتاج (طبخة سياسية) مشتركة لأكثر من (طباخ) وقدمت إلى مائدة المشهد السياسي اليمني وهي غير مكتملة النضوج؛ ولكنها مشبعة بالبهارات والروائح الجاذبة والألوان المطلوبة ليستحسن مذاقها كل من قبلوا الجلوس على تلك المائدة؛ وهو ما يعني بأن القرار كان مستعجلًا وتحت ضغط الظروف وبدوافع وأهداف غامضة؛ حتى لا يغادر (المعزومين) ويتركون مائدة الدعوة.

لذلك نرى بأنه لا مفر من إعادة النظر في الأمر جديًّا والتوافق على التعديل والتغيير المناسبين لمرحلة استثنائية تتداخل فيها المهمات الصعبة وتتعدد المتطلبات والإجراءات التي ينبغي اتخاذها لمعالجة قضايا الناس وهمومهم الكثيرة؛ بالتوازي مع الاستعداد الجاد لإسقاط الانقلاب بالحرب دون سواها؛ وبغير ذلك ستبقى سلطة الانقلاب قائمة كأمر واقع ولن يطول الوقت حتى يتم الاعتراف بذلك من قبل المجتمع الإقليمي والدولي والمؤشرات على هذا الأمر كثيرة؛ بعد أن سلم أغلب سكان الشمال بذلك ولا من مقاومة تذكر ضد من يحكمون صنعاء اليوم؛ ولا استعداد حقيقي أيضاً للجيش (الوطني) للقيام بالمهمة حتى الآن والأسباب والمبررات معروفه؛ ولم يتم تنفيذ اتفاق الرياض بشأن نقل القوات الشمالية من الجنوب إلى جبهات القتال ضد الانقلابيين ولأهداف لم تعد مجهولة.

فالتعديل والتغيير ضرورة ملحة للغاية لمنع انهيار أعلى سلطة سيادية في هرم الشرعية؛ ويلبي في نفس الوقت الحاجة لوجود تفاهم وتناغم وانسجام ولو بالحد الأدنى في رئاسة الدولة؛ وينسجم أيضاً مع المعطيات والحقائق على الأرض؛ ويأخذ بعين الاعتبار حضور القضية الوطنية الجنوبية كحقيقة تاريخية قائمة في المشهد السياسي العام؛ وبما يمكن الجنوبيين من تهيئة أنفسهم وإعداد ممثليهم للذهاب إلى التسوية الشاملة كطرف فاعل رئيسي لا كملحق بغيره؛ لأن قضيتهم جوهرية ورئيسية وليست هامشية؛ ويمكنهم ودون ضغوط من أي طرف كان من التعبير والدفاع عن استحقاقات شعبهم الوطنية غير القابلة للمساومة أو القفز عليها؛ ووفقًا لآلية مناسبة يتم التوافق عليها من قبل الأطراف الإقليمية والدولية الراعية والمنظمة لمؤتمر التسوية المنتظرة وبرعاية الأمم المتحدة.

أما ترحيل الحلول ومساومة الانقلابيين وتقديم التنازلات المتتالية لهم وفقاً لشروطهم المتجددة على الدوام؛ فلا يعني ذلك بالنسبة للجنوبيين غير التآمر الفاضح على قضيتهم؛ وهو ما سيدفع بهم ويجعلهم مجبرين على اتخاذ القرارات المصيرية الصعبة للدفاع عن أنفسهم ومستقبلهم وحقهم المشروع في استعادة دولتهم الوطنية الجنوبية كاملة السيادة؛ وسيكون لهم ذلك مهما كانت التحديات وتنوعت مصادرها.




شاهد أيضًا

هزة أرضية بقوة 5.3 ريختر في بحر العرب ...

الأربعاء/23/يوليو/2025 - 11:11 م

سجل مركز رصد الزلازل هزة أرضية متوسطة في بحر العرب بقوة 5.3 على مقياس ريختر في تمام الساعة 02:02 مساءً. ويبعد مركز هذا الزلزال حوالي 235 كم جنوب جنوب


الرئيس الزُبيدي يعلن مرحلة جديدة من العمل المؤسسي في المجلس ...

الأربعاء/23/يوليو/2025 - 06:31 م

عقدت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، اليوم الأربعاء، اجتماعها الدوري، برئاسة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس، وبحضور الوزراء ونوا


النخبة الحضرمية في مهب التدخلات: دور بن حبريش وتأجيج الانقسا ...

الأربعاء/23/يوليو/2025 - 04:17 م

تشهد محافظة حضرموت خلال الفترة الأخيرة حالة من التوتر السياسي والاجتماعي والقبلي المتصاعد، في ظل محاولات ممنهجة لإضعاف المنجزات الأمنية والعسكرية التي


أمن عدن يوجه صفعة جديدة للجريمة: الإطاحة بعصابة سرقة بطاريات ...

الأربعاء/23/يوليو/2025 - 08:30 ص

في إنجاز أمني جديد، تمكنت الأجهزة الأمنية في مديرية المنصورة بالعاصمة عدن، من تفكيك عصابة إجرامية مكوّنة من ثلاثة أفراد تورطوا في سلسلة سرقات لبطاريات