أثارت التكلفة الباهظة التي خصصتها الحكومة الأرمينية لتنظيم حفل نجمة البوب الأمريكية جينيفر لوبيز في العاصمة يريفان جدلا واسعا في البلاد، وسط اتهامات بانتهاك الدستور وشبهات فساد.
وأقيم حفل لوبيز يوم الأحد على الملعب الجمهوري في يريفان، وأفادت وسائل إعلام محلية بأن تكلفة إحياء الحفل بلغت 6 ملايين دولار، فيما صرح لاحقا نائب عمدة يريفان، أرمين بامبوكيان، بأن الحكومة خصصت فعليا 7 ملايين دولار، معتبرا أن هذه النفقات "مبررة"، على حد تعبيره.
وأثار الحفل، موجة واسعة من الانتقادات في مواقع التواصل الاجتماعي داخل أرمينيا، حيث أعرب العديد من المستخدمين عن استيائهم مما وصفوه بـ " تبديد المال العام على فعالية فنية"، في وقت كان من الأجدر بالحكومة توجيه هذه النفقات نحو قطاعات أكثر أولوية كالتعليم والصحة والبنية التحتية.
وفي سياق متصل، وصف رئيس وزراء أرمينيا السابق، غرانت باغراتیان، تخصيص ملايين الدولارات من ميزانية الدولة لإحياء حفل لوبيز بأنه "انتهاك للدستور".
وقال باغراتيان في تصريحات صحفية تخصيص 6 ملايين دولار من أموال الدولة لحفل جينيفر لوبيز يُعد مخالفا للدستور. فالدولة ليست جهة تجارية، مثل هذا الإنفاق ينطوي على مخاطر فساد جسيمة".
وأشار إلى أن بيع تذاكر الحفل يعد مؤشرا على وجود شق تجاري في هذه الفعالية، مما يعني أن استخدام الأموال العامة لمصلحة محدودة يخالف مبدأ العدالة الاجتماعية
مضيفا: "نحن أمام نشاط ذي طابع تجاري جزئي، والمال العام ملك لجميع المواطنين في حين لم يتمكن سوى عدد محدود من حضور الحفل. ويجب على النيابة العامة والهيئات المختصة بمكافحة الفساد فتحتحقيق فوري في هذه المسألة".
ودعا باغراتيان وزيرة التعليم والعلوم والثقافة والرياضة، جانا أندرياسيان، إلى توضيح الأساس القانوني الذي اعتمدت عليه لتنظيم الحفل، كما طالب باستجواب وزير المالية فاهيه أوفانيسيان بشأن صرف أموال لم تدرج ضمن الميزانية الرسمية للدولة.