أعلنت رئاسة الصناعات الدفاعية التركية (SSB) عن طلب رسمي لتصنيع النموذج السادس من المقاتلة الشبحية التركية “KAAN”، في خطوة تعكس تسارع المشروع الوطني الهادف إلى إنتاج مقاتلة من الجيل الخامس بتصميم محلي كامل، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الصناعات الجوية التركية.
تركيا تسابق الزمن لإنتاج المقاتلة الشبحية المحلية “قآن”
ويُعد مشروع “قآن” .. “KAAN”، الذي تتولى قيادته شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية (TAI)، حجر الزاوية في رؤية أنقرة لبناء قاعدة صناعية جوية مستقلة، وتعزيز قدرات سلاح الجو التركي بمقاتلة متطورة قادرة على تنفيذ مهام التفوق الجوي والضربات الدقيقة، مع بنية تقنية تتماشى مع أحدث المعايير العالمية في ميدان الطيران الحربي.
من النموذج الأول إلى السادس .. خطة تطوير شاملة ومتعددة الأدوار
انطلق برنامج تطوير المقاتلة، المعروف سابقاً باسم TF-X، في عام 2016، وتم تقديم النموذج الأولي في معرض باريس للطيران عام 2019، قبل أن تُجري الطائرة أول تجربة على المدرج في مارس 2023، ثم أول تحليق لها في فبراير 2024.
وبحلول يوليو 2025، أصبح البرنامج يضم ستة نماذج أولية، تم تخصيص كل منها لمهام تطويرية مختلفة.
النموذج الأول خُصص لاختبارات الهيكل والطيران الأساسي، في حين تم توجيه النموذجين الثاني والثالث لاختبارات دمج الأنظمة الإلكترونية وأجهزة الاستشعار.
أما النموذجان الرابع والخامس فيستعدان لتجارب الطيران عالية الأداء وتجارب التسليح.
ويُنتظر أن يُستخدم النموذج السادس في اختبارات متقدمة تشمل التحمل البيئي، الأداء الحركي، تقييمات النفق الهوائي، واختبارات أنظمة الطيران الذكية.
مقاتلة شبحية بتقنيات الذكاء الاصطناعي
صُممت المقاتلة “KAAN” كمنصة جوية من الجيل الخامس، وتتميز بشكلها الشبحي وقدرتها على حمل الأسلحة داخل البدن لتقليل البصمة الرادارية. وتشمل قدراتها راداراً من نوع AESA، ونظام تتبع بالأشعة تحت الحمراء (IRST)، وقدرات حرب إلكترونية متقدمة، بالإضافة إلى معالجة بيانات ساحة المعركة بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي.
المقاتلة مصممة لتؤدي مهام التفوق الجوي والضربات الدقيقة في آن واحد، وهي قادرة على الاشتباك خلف مدى الرؤية (BVR) والقتال القريب، مع مرونة في تخصيص المهام بحسب متطلبات العمليات.
المقاتلة “قآن” تتفوق على طائرات أوروبا
رغم أن طائرات مثل “رافال” الفرنسية و”يوروفايتر تايفون” الأوروبية تُصنف كمقاتلات من الجيل 4.5، فإن افتقارها لتقنيات التخفي الداخلية يمنح KAAN تفوقاً واضحاً في بيئات القتال المعقدة.
وبالمقارنة مع مقاتلات “F-35” الأمريكية، تسعى تركيا لتوفير تجربة مشابهة في دمج الأنظمة والاستشعار، لكن ضمن إطار سيادة صناعية كاملة دون اعتماد على الشركاء الدوليين.
كما أن التصميم التركي يراعي قابلية التحديث في المستقبل، سواء على صعيد المحركات المحلية التي سيتم دمجها في النسخ اللاحقة (Block 30 وBlock 40)، أو في أنظمة الرادار والمهام، ما يعزز فرص تصدير الطائرة بأسلوب مرن ومخصص.
استقلال صناعي تركي كامل
يمثل النموذج السادس من KAAN مؤشراً على التزام تركيا بتسريع وتيرة الإنتاج، وتقليص الاعتماد على التكنولوجيا الغربية، وتعزيز قدرتها على إنتاج مقاتلة متطورة بقدرات تصديرية مستقبلية. ومع تقدم المراحل التطويرية، تُراهن أنقرة على أن تصبح KAAN ركيزة أساسية في أسطولها الجوي، ومنافساً قوياً في سوق الطائرات القتالية الشبحية حول العالم