آخر تحديث :الإثنين - 30 يونيو 2025 - 08:50 م

اخبار وتقارير


أمجد خالد.. رجل الظلال بين الإصلاح والحوثي وراعي التخادم الإرهابي في عدن!

الإثنين - 30 يونيو 2025 - 04:00 م بتوقيت عدن

أمجد خالد.. رجل الظلال بين الإصلاح والحوثي وراعي التخادم الإرهابي في عدن!
.

العين الثالثة/ تقرير خاص

في مشهد معقّد من التحالفات المتبدلة والصراعات الخفية، يعود اسم العميد أمجد خالد إلى واجهة الأحداث في اليمن، لكن هذه المرة كعنوان لواحدة من أخطر الشبكات الإرهابية التي تورطت في التنسيق بين جماعات متطرفة ذات مشارب مختلفة: من القاعدة وداعش إلى الحوثيين، وفقًا لتحقيقات رسمية نادرة أزاحت الستار مؤخرًا عن دوره المزدوج في إشعال الجبهات وزعزعة المناطق المحررة.


▪ بين التربة وعدن.. الطريق المفخخ
خلال سنوات ما بعد تحرير عدن عام 2015، بدأت خيوط لعبة معقدة تُنسج بصمت، فالرجل الذي شغل قيادة لواء النقل بدعم من مراكز نفوذ إخوانية، تحوّل تدريجيًا من شخصية عسكرية محسوبة على "الشرعية"، إلى حلقة وصل بين تيارات متطرفة، تمتد من معسكرات الإخوان في تعز إلى دوائر صنع القرار الحوثي في صنعاء.

تقرير صادر عن اللجنة الأمنية العليا كشف مؤخرًا عن شبكة إرهابية تديرها شخصيات على صلة مباشرة بأمجد خالد، وتربطها علاقات مع قيادات حوثية بارزة، من بينهم رئيس أركان المليشيات محمد عبدالكريم الغماري، ونائب رئيس جهاز الأمن والمخابرات عبدالقادر الشامي.

وبحسب التقرير، فإن الشبكة كانت مسؤولة عن اغتيالات وتفجيرات هزّت عدن خلال الأعوام الماضية، من أبرزها اغتيال موظف برنامج الغذاء العالمي مؤيد حميدي.

▪ من الإصلاح إلى الحوثيين.. الوجه المتحوّل
لم يكن أمجد خالد مجرد قائد عسكري ضمن ألوية الحماية الرئاسية، بل تحوّل إلى أداة مرنة في يد القوى التي تتقاطع أجندتها في تقويض الجنوب واستهداف أمنه، علاقته بحزب الإصلاح وفّرت له غطاءً سياسيًا وأمنيًا خلال وجوده في التربة، قبل أن يتصدّع هذا التحالف مع نهاية "شهر العسل"، ويكشف خالد عن وثائق وتهديدات تُظهر مدى التشابك بينه وبين شخصيات نافذة داخل التنظيم.

مصادر أمنية أكدت أن خالد، بعد تورطه في عدة جرائم إرهابية، فرّ من اليمن إلى الخارج، ثم عاد مطلع العام الجاري إلى التربة، مستفيدًا من غطاء سياسي وفرته شخصيات في حزب الإصلاح، لكن الأحداث تصاعدت لاحقًا، خاصة بعد إصدار القضاء المتخصص أحكامًا بالإعدام ضده وضد مجموعة من معاونيه، بتهم تتعلق بالاغتيالات والتفجيرات التي استهدفت مسؤولين مدنيين وعسكريين، بينهم محافظ عدن أحمد لملس.

▪ خريطة الدم.. والمعامل السرية
لم تقتصر جرائم الشبكة المرتبطة بخالد على تنفيذ عمليات اغتيال وتفجير، بل امتدت لتشمل إنشاء معامل تصنيع عبوات ناسفة داخل منازل مدنية، وتخزين متفجرات وسيارات مفخخة في مناطق آهلة بالسكان، وهو ما وثّقته أجهزة الأمن في مديريات بمحافظة لحج وتعز، كما عثرت القوات الأمنية على تسجيلات مصوّرة توثق لحظات التنفيذ وتوضح طبيعة التكليفات والأهداف.

واستنادًا إلى تقارير رسمية، فإن بعض العمليات الإرهابية نُفذت بالتنسيق مع الحوثيين الذين وفّروا الدعم الفني واللوجستي، فيما تولّت خلايا موالية للإخوان توفير الغطاء والتنقل، ما يعكس تخادمًا مزدوجًا بين جماعات تبدو متنافرة من حيث الخطاب، لكنها متقاطعة من حيث الأهداف على الأرض.

▪ لماذا لم يُسلَّم خالد حتى الآن؟
رغم صدور توجيهات من مجلس القيادة الرئاسي بإلقاء القبض على خالد وتسليمه، إلا أن الرجل لا يزال خارج قبضة العدالة.

تقارير أمنية تشير إلى تواطؤ فصائل موالية للإصلاح في تهريبه، واحتضانه داخل مناطق خاضعة لسيطرتها، بل ونقل بعض أتباعه إلى مناطق أخرى جنوب تعز بهدف إعادة تموضعهم.

وبينما خرج خالد في تسجيل مرئي يهدد بنشر "غسيل" الاتفاقات السابقة مع الإخوان، فإنه أعاد تسليط الضوء على أزمة أعمق تتمثل في تغلغل الجماعات الإرهابية داخل بعض الهياكل الأمنية والعسكرية، واستغلالها للنفوذ السياسي في تنفيذ أجندات مزدوجة تُهدد الأمن الوطني برمته.

▪ وجه حقيقي للتحالفات المتقلبة
ما يكشفه مسار أمجد خالد هو الوجه العاري للتحالفات المؤقتة بين جماعات تتاجر بالدين والسياسة على السواء، فالتنقل من خندق الإصلاح إلى أحضان الحوثيين، لا يمثل انقلابًا على المواقف، بقدر ما يُجسد منطقًا قائماً على البراغماتية العنيفة، حيث لا مكان للثوابت، بل للوظيفة التي تخدم الهدف المرحلي.

هذا النموذج يفتح بابًا واسعًا أمام أجهزة الدولة والشارع الجنوبي لتقييم حجم الاختراق الذي طال المؤسسات، وضرورة تفكيك الشبكات المرتبطة بأذرع الإرهاب، وتجفيف بيئة الحماية السياسية والتنظيمية التي مكّنت أمثال خالد من البقاء فاعلين طوال هذه السنوات.

▪ العدالة المؤجلة.. والملف المفتوح
ورغم إعلان السلطات عن توجيه طلبات للشرطة الدولية (الإنتربول) لتسليم خالد ومحاكمته في الداخل، إلا أن عدم استرداده حتى الآن يُلقي بظلال من الشك حول الإرادة السياسية في الحسم.

كما يثير تساؤلات عن الدور الغامض لبعض القوى التي لا تزال تستخدم ملفات مثل خالد كورقة مساومة في مشهد معقّد لا يزال يبحث عن معادلة استقرار حقيقي.

وبينما تتسع رقعة التحقيقات، يبدو أن أمجد خالد ليس سوى رأس جبل الجليد في شبكة أوسع، تربط بين الفساد السياسي والتطرف المسلح، في واحدة من أخطر التحديات التي تواجه الجنوب في معركته من أجل الأمن والسيادة.

شاهد أيضًا

أمجد خالد.. رجل الظلال بين الإصلاح والحوثي وراعي التخادم الإ ...

الإثنين/30/يونيو/2025 - 04:00 م

في مشهد معقّد من التحالفات المتبدلة والصراعات الخفية، يعود اسم العميد أمجد خالد إلى واجهة الأحداث في اليمن، لكن هذه المرة كعنوان لواحدة من أخطر الشبكا


صورة من قلب عدن.. رجل يفترش الرصيف هربًا من لهيب الصيف وانقط ...

الإثنين/30/يونيو/2025 - 03:30 م

رصدت عدسة أحد المواطنين في العاصمة عدن مشهدًا يعكس حجم المعاناة التي يواجهها أهالي المدينة، حيث ظهر رجل يفترش رصيف شارع، هاربًا من حرارة الصيف الخانقة


الرئيس الزُبيدي يبحث مع السفير الهندي التعاون الأمني والخدمي ...

الإثنين/30/يونيو/2025 - 02:57 م

استقبل الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، في مقر إقامته بالعاصمة السعودية الرياض، اليو


رئاسة الانتقالي: إصلاح شامل لمؤسسات الدولة هو مفتاح النجاة م ...

الإثنين/30/يونيو/2025 - 02:42 م

عقدت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، اليوم الإثنين، اجتماعها الدوري في العاصمة عدن، برئاسة القائم بأعمال رئيس المجلس، رئيس الجمعية الوطنية، الأست