نشر الدكتور حسين العاقل، الأكاديمي والناشط الجنوبي، على صفحته بموقع "فيسبوك" منشوراً تابعه "العين الثالثة" بعنوان "أنقذوا شعب الجنوب العربي من عرب 48"، والذي أثار فيه قضية حساسة تتعلق بالجنوب العربي والهيمنة التي يفرضها ما وصفهم بـ "عرب 48".
وفي هذا المنشور، تناول العاقل النقاط الرئيسية المتعلقة بالاستبداد والهيمنة التي يمارسها هؤلاء على الشعب الجنوبي، كما تساءل عن الوقت المناسب للتخلص منهم وتحرير المؤسسات الجنوبية.
سياسات الهيمنة
أشار العاقل في منشوره إلى أن عرب 48 هم الفئة التي تمارس استبدادها على الجنوب بشكل خاص، متجاهلين المطالب المشروعة للشعب الجنوبي في استعادة دولته المستقلة، ويرى العاقل أن هذه الفئة قد تحولت إلى عائق أمام تطلعات الجنوب نحو الاستقلال، حيث تُفرض عليهم الهيمنة السياسية والاقتصادية، ما ينعكس سلباً على قدرة المؤسسات الجنوبية على النهوض وخدمة أبناء الوطن.
كما انتقد العاقل بشدة "وحدة النهب والفساد والإرهاب اليمني"، التي يعتبرها السبب الرئيسي في انهيار الوضع العام في الجنوب، واعتبر أن احتلال أرض الجنوب منذ عام 1994 هو جريمة سياسية وتاريخية أدت إلى تدهور الحياة الاقتصادية والاجتماعية، إلى جانب الفساد الذي بات يتغلغل في كل مفاصل الدولة.
هل حان وقت التحرر؟
واختتم العاقل منشوره بتساؤل جريء: "فهل حان الوقت لإمكانية التخلص منهم وتحرير مرافقنا ومؤسساتنا الجنوبية من هيمنتهم وعبثهم؟" هذا التساؤل يعكس إحساساً متزايداً لدى العديد من الجنوبيين بأن الوقت قد حان لاتخاذ خطوات جريئة نحو التحرر من القوى التي تعرقل تطلعاتهم.
سياق تاريخي ومستقبل الجنوب
إن طرح الدكتور العاقل لهذه القضية يتماشى مع مطالب الجنوبيين التي تعود إلى فترة ما بعد الوحدة اليمنية في عام 1990، والتي شهدت عدة صراعات أبرزها حرب 1994، ومنذ ذلك الحين، تزايدت الأصوات الداعية إلى استعادة دولة الجنوب التي كانت قائمة قبل الوحدة، مع التأكيد على ضرورة بناء دولة مستقلة ذات سيادة.
يرى البعض أن دعوة العاقل للتحرر من عرب 48 تعبر عن رفض تام لأي سياسات تتبعية تُفرض على الجنوب، وتأتي هذه الدعوة في وقت تشهد فيه الساحة السياسية اليمنية انقسامات متزايدة، خاصة مع استمرار الصراع الدائر في البلاد وتدهور الأوضاع الاقتصادية والأمنية.
الآثار السياسية والاجتماعية
يُعد هذا المنشور بمثابة صرخة تحذير حول مستقبل الجنوب في ظل الظروف الراهنة، فالهيمنة التي تحدث عنها العاقل قد تؤدي إلى تفاقم المشاعر الوطنية في الجنوب، ما يدفع بالمزيد من الناس إلى تأييد خيار الاستقلال التام.
من جهة أخرى، قد يؤدي هذا النوع من الخطابات إلى تصعيد التوتر بين القوى السياسية المختلفة، وخاصة تلك التي تسعى إلى الحفاظ على وحدة اليمن بأي ثمن، إذ أن طرح مثل هذه القضايا علنًا قد يزيد من حدة الانقسامات ويُعقد جهود التسوية السياسية.
التحديات أمام الجنوب
إن المطالبة بالتحرر من الهيمنة والتبعية ليست بالأمر السهل، فالوضع الراهن في الجنوب يتسم بتحديات عدة، بدءًا من الانقسامات الداخلية بين الفصائل الجنوبية، مرورًا بالضغوط الإقليمية والدولية، وصولاً إلى التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها البلاد بشكل عام.
في هذا السياق، تأتي دعوة العاقل كتحفيز للتفكير في الخطوات المقبلة لتحقيق الأهداف الجنوبية، ويرى بعض المحللين أن تحقيق استقلال الجنوب يحتاج إلى توافق داخلي قوي، ودعم دولي وإقليمي يساعد في بناء مؤسسات قوية ومستقلة.
ويعكس منشور الدكتور حسين العاقل مدى الغضب والإحباط الذي يشعر به العديد من أبناء الجنوب تجاه ما يرونه استبداداً وهيمنةً على مؤسساتهم ومرافقهم.
تساؤله حول ما إذا كان الوقت قد حان للتحرر ليس مجرد تساؤل عابر، بل هو دعوة إلى التفكير العميق في مستقبل الجنوب وتحدياته، ويبقى السؤال الأهم: كيف سيتمكن الجنوب من تحقيق تطلعاته في ظل الظروف الراهنة؟ وهل سيسمع المجتمع الدولي أصواتهم ويقدم الدعم المطلوب؟