تعيش منطقة الشرق الأوسط في خضم تغيرات معقدة في توازن القوى، حيث تتصاعد التوترات بين القوى الإقليمية الكبرى، مما يؤثر على الأوضاع السياسية والاقتصادية في دول متعددة. في مقالها العميق بعنوان "تغيير توازن القوى: هل سيمنح بيروت استعادة دولتها وصنعاء استعادة جمهوريتها؟"، تناقش الكاتبة وداد الدوح كيف يمكن أن يؤثر هذا التغيير على لبنان واليمن، مسلطة الضوء على دور إيران وإسرائيل ومجموعات المقاومة.
تحليل الوضع الإقليمي:
تؤكد الكاتبة أن التوترات الحالية بين إيران وإسرائيل تشير إلى نقطة تحول تاريخية في الصراع الإقليمي، فقد كانت إيران تعتمد في معظم نزاعاتها السابقة على وكلائها في المنطقة، مثل حركة حماس والجهاد الإسلامي في غزة، وحزب الله في لبنان، والمليشيات المسلحة في العراق وسوريا، لكن الوضع الحالي يشي بوجود رغبة إيرانية في التحول نحو المواجهة المباشرة، بعد ما يبدو أنه تحول في مجريات الصراع.
تقول الدوح إن التصعيد الحالي لم يكن في حسابات إيران، التي دأبت على استخدام وكلائها كدرع لحماية مصالحها. لكن بعد اغتيال حسن نصر الله وفقدان حزب الله الكثير من قوته، يبدو أن طهران مضطرة للبحث عن خيارات جديدة لاستعادة هيبتها في المنطقة.
حزب الله وتداعيات الصراع:
تعتبر الكاتبة أن فقدان حزب الله لنفوذه يمثل فرصة للبنان لاستعادة دولته، حيث أن الحزب الذي خدم كأداة لإيران في لبنان أصبح الآن في حالة ضعف، فقد خسر الحزب نصف قادته، وتعرضت مخزونه من الأسلحة للتدمير بشكل كبير، مما يجعله غير قادر على القيام بدوره التقليدي كحامٍ لمصالح إيران في المنطقة.
تأثيرات على الحوثيين في اليمن:
من جانب آخر، تثير الكاتبة تساؤلات حول مصير الحوثيين في اليمن، تشير إلى أن الوضع القائم قد ينذر بنهاية قريبة للحوثيين، الذين لم يعودوا قادرين على تغيير معادلة الصراع كما كان يفعل حزب الله، وتشير الدوح إلى أن إيران لم تعد تعول على الحوثيين بنفس القدر الذي كانت تعول فيه على حزب الله، مما يضع مستقبلهم في خطر.
استعادة الجمهوريتين:
مع تداعيات التغيرات في توازن القوى، تتساءل الدوح: هل ستحصل بيروت على فرصة لاستعادة سيادتها واستقلالها؟ وهل ستنجح صنعاء في استعادة جمهوريتها المخطوفة من الحوثيين؟ تعكس هذه الأسئلة القلق المتزايد في المجتمعات التي عانت من الاستبداد والفساد، حيث تتطلع الشعوب إلى غدٍ أفضل.
وتقدم الكاتبة وداد الدوح تحليلاً عميقاً للوضع الراهن في المنطقة، وتوضح كيف يمكن لتغيير توازن القوى أن يؤثر على الدول المستهدفة.
وتبقى التحديات قائمة على آمال الشعوب في استعادة دولتها وجمهوريتها تتعاظم مع تغير موازين القوى في المنطقة. تظل الأسئلة مفتوحة حول المستقبل، ولكن الأمل في التغيير والحرية لا يزال قائماً.