في ظل الأوضاع المعقدة التي تمر بها اليمن، تتزايد الانتقادات حول النهب المنظم لثروات البلاد النفطية من قبل شخصيات نافذة مرتبطة بمراكز القوى السياسية والعسكرية.
وقد برز في هذا السياق تغريدة للكاتب منير الماوري على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، كشفت فيها أسماء عدد من المتنفذين المتحكمين في الثروة النفطية عبر شركات عالمية ومحلية، مما يعمق الجدل حول استغلال الموارد الوطنية لمصالح شخصية.
في التغريدة، أبرز الماوري تفاصيل دقيقة حول أسماء هؤلاء المتنفذين والشركات التي يديرونها أو يملكونها بشكل مباشر أو غير مباشر.
جاء على رأس القائمة عائلة الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، التي اتهمت بالتحكم في عدد من الشركات النفطية، أبرزها المؤسسة اليمنية للنفط والغاز، والشركة اليمنية للاستثمارات النفطية والغازية، بالإضافة إلى شراكات مع شركات عالمية مثل توتال وكنديان نكسن.
كما تضمنت القائمة شخصيات بارزة أخرى من الأسرة الحاكمة ومراكز القوى السياسية في اليمن، مثل الشيخ حميد الأحمر الذي يمتلك شركة بترومسيلة وشركات أخرى، والجنرال علي محسن الأحمر الذي يدير شركة ذكوان للخدمات النفطية ويتعامل مع عدة شركات عالمية مثل أويل سيريش الأسترالية وبي جي بي الصينية.
أسماء أخرى بارزة في استنزاف النفط
التغريدة لم تقتصر على ذكر أسماء معروفة، بل كشفت عن دور عائلات وشخصيات أخرى، منها الشيخ حسين الأحمر المرتبط بشركة أوكسيدينتال الأمريكية، والشيخ محمد ناحي الشايف الذي يمتلك حصصًا في شركات كورية مثل KNOC ودايو، كما تم تسليط الضوء على شخصيات مثل يحيى محمد عبد الله صالح، ابن أخ الرئيس السابق، الذي يمتلك وكالة لشركة توتال الفرنسية.
من اللافت أيضًا ذكر الشيخ إبراهيم أبو لحوم الذي يمتلك حصصًا في شركة ترافيجورا، وعبد العزيز المحلافي الشريك مع توفيق صالح في وكالة شركة شلمبيرجر، إلى جانب أسماء أخرى تتحكم في مجالات مختلفة من صناعة النفط، مثل شاهر عبد الحق وكيل شركة DNO، وتوفيق صالح عبد الله وكيل شلمبيرجر، وعبد الله الأخرم الحاشدي وكيل شركة هنت.
مناطق النفوذ والسيطرة
أشارت التغريدة أيضًا إلى أن النفوذ لم يقتصر على شركات النفط العالمية، بل شمل التحكم في قطاعات نفطية محلية في مناطق مثل مأرب، شبوة، وحضرموت.
على سبيل المثال، يسيطر محسن علي محسن الأحمر على عدة بلوكات نفطية في مأرب، وهو وكيل لشركات دولية مثل أويل سيرش الأسترالية وسنوبيك الصينية. كما يمتلك يحيى محمد عبد الله صالح بلوكات نفطية في شبوة، ويتحكم في حصص من شركات مثل توتال وأبيدكس.
كما وردت أسماء أخرى مثل شوقي هائل سعيد أنعم، الذي يتعامل مع شركات مثل هود أويل وكلفالي وريلاينس، وحسين الحثيلي الذي انتقل من سائق إلى مستثمر في شركات نفطية كبرى مثل OMV ونكسن، أيضًا شاهر عبد الحق يسيطر على بلوكات نفطية عديدة عبر وكالاته لشركات مثل DNO ودوف.
سيطرة محلية وعالمية
التغريدة سلطت الضوء على التحول الكبير الذي شهدته بعض الشخصيات، مثل حسين الحاشدي الذي بدأ حياته سائقًا ليصبح الآن أحد أكبر مالكي الحفارات النفطية، وعبد السلام غالب القمش الذي كان ضابط أمن في شركة هنت وأصبح الآن يمتلك شركة الكون للحراسات الأمنية.
الفساد المستشري
هذه الأسماء والشركات التي ذكرتها التغريدة تعكس حجم الفساد المستشري في قطاع النفط اليمني، حيث تتسرب ثروات البلاد إلى جيوب نخبة محددة من المتنفذين.
ورغم الصراع الذي تعيشه اليمن منذ سنوات، إلا أن هذه الشخصيات استطاعت الاحتفاظ بنفوذها واستمرار هيمنتها على الموارد الحيوية.
إن كشف هذه المعلومات يعد بمثابة جرس إنذار للمجتمع الدولي واليمنيين على حد سواء، إذ تُظهر هذه التغريدة حجم التلاعب الذي يتم بمقدرات البلاد واستنزافها من قبل قلة من المتنفذين، مما يعيق أي تقدم اقتصادي أو تنمية مستدامة للشعب اليمني.