في خطوة أثارت سخطًا واسعًا بين المسافرين العالقين، حملت شركة طيران بلقيس الركاب اليمنيين المتواجدين في العاصمة المصرية القاهرة تكلفة رحلة العودة إلى مطار عدن الدولي، مما أدى إلى تفاقم معاناة هؤلاء المسافرين الذين يواجهون ظروفًا صعبة منذ أسابيع.
تفاصيل الفضيحة: مبالغ غير متوقعة للركاب العالقين
أفاد عدد من المسافرين العالقين في مصر بأن شركة طيران بلقيس قامت بإعادة جزء بسيط من قيمة تذاكر العودة، لا يتجاوز 84 دولارًا أمريكيًا لكل راكب، إلا أن المفاجأة كانت في تحميل الركاب تكلفة إضافية لتكملة مبلغ التذكرة، حيث يتعين عليهم دفع 277 دولارًا أخرى للحصول على مقعد على متن الخطوط الجوية اليمنية، التي ستقوم بنقلهم إلى عدن.. بذلك، تصل التكلفة الإجمالية للرحلة الواحدة إلى 361 دولارًا، وهو ما وصفه المسافرون بأنه استغلال واستلاب لحقوقهم.
معاناة العالقين والضغط على مكاتب اليمنية
تفاقمت الأزمة مع اكتظاظ مكتب الخطوط الجوية اليمنية في القاهرة بالركاب العالقين الذين يبحثون عن حجز للعودة إلى وطنهم.
وأدى هذا الضغط الكبير إلى إحداث حالة من الفوضى والحرج لإدارة المكتب، حيث يواجهون صعوبة في تلبية جميع الطلبات بسبب الحجز المسبق لركاب آخرين.
ورغم محاولة إدارة اليمنية توفير مقاعد إضافية للمسافرين العالقين من ركاب بلقيس، فإن المساحة المتاحة محدودة جدًا، ما يزيد من تعقيد الأمور ويؤجل عودة العديد من اليمنيين إلى بلادهم.
أوضاع صعبة للعالقين: لا تذكرة ولا مقومات للحياة
تزداد الأوضاع سوءًا بالنسبة لبعض الركاب العالقين الذين لا تتوفر لديهم القدرة المالية لتسديد قيمة تذكرة العودة المقدرة بـ277 دولارًا، ويعتبر مبلغ الـ84 دولارًا الذي قدمته شركة بلقيس غير كافٍ لتغطية نفقات الرحلة أو حتى لتحمل تكاليف الحياة اليومية في القاهرة، حيث يتطلب بقاؤهم دفع تكاليف الإقامة والمعيشة من إيجار السكن والطعام والشراب.
ردود الفعل الغاضبة: استغلال صارخ وغياب للمسؤولية
أعرب المسافرون عن غضبهم واستيائهم الشديدين من تصرفات شركة طيران بلقيس، معتبرين أنها تخلت عن مسؤولياتها تجاه الركاب الذين علقوا خارج اليمن بسبب ظروف خارجة عن إرادتهم.
واعتبروا أن تحميلهم تكاليف إضافية على الرحلة يُعد استغلالًا صارخًا لأوضاعهم، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها اليمنيون سواء داخل البلاد أو في الخارج.
وفي حديث لبعض المسافرين، قالوا إنهم "كانوا يأملون أن تقوم الشركة بإعادتهم دون تكاليف إضافية، خاصة بعد تأخر الرحلات لفترة طويلة، لكن بدلاً من ذلك، فوجئنا بمطالبتنا بتسديد مبالغ كبيرة مقابل العودة، وهو أمر غير مقبول على الإطلاق."
التداعيات على سمعة طيران بلقيس
تعد هذه الفضيحة ضربة جديدة لسمعة شركة طيران بلقيس، التي تعاني بالفعل من انتقادات متكررة بسبب خدماتها السيئة والتأخيرات المتكررة في الرحلات.
وقد بدأ العديد من المسافرين بالتعبير عن مقاطعتهم للشركة عبر منصات التواصل الاجتماعي، داعين إلى محاسبة المسؤولين عن هذه الفوضى ومعالجة الأوضاع بشكل عاجل.
مطالبات بالتحقيق والمحاسبة
من جهتهم، طالب عدد من المسافرين الجهات المختصة في الحكومة اليمنية بفتح تحقيق رسمي في هذه الحادثة ومحاسبة المسؤولين في شركة بلقيس عن استغلال الركاب العالقين وتحميلهم تكاليف إضافية غير مبررة.
كما دعوا إلى تنظيم عملية نقل الركاب بالتنسيق مع الخطوط الجوية اليمنية بطريقة تضمن عودة الجميع بأقل التكاليف وفي أسرع وقت ممكن.
أزمة عالقة بانتظار الحلول
في ظل هذه الفضيحة التي لا تزال تتفاعل، يبقى الركاب العالقون في القاهرة بانتظار حلول عاجلة تخرجهم من معاناتهم وتعيدهم إلى وطنهم بكرامة ودون تكبد نفقات إضافية ترهقهم، حتى يتم ذلك، فإن هذه القضية ستبقى شاهدة على تدهور مستوى المسؤولية لدى بعض الشركات التي لا تتوانى عن استغلال أزمات الناس لتحقيق مكاسب مالية.