آخر تحديث :السبت - 21 يونيو 2025 - 10:21 ص

اخبار العالم

لبنان يرفض عرضا إسرائيليا يقضي بانسحاب حزب الله شمالا

الجمعة - 02 فبراير 2024 - 01:10 م بتوقيت عدن

العين الثالثة/متابعات

أعلن وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب، الخميس، أن بلاده رفضت مشروع إسرائيل القاضي بانسحاب حزب الله شمالا لتتمكن من إعادة مستوطنيها إلى منازلهم.

وتزامنت تصريحات وزير الخارجية اللبناني مع زيارة يؤديها نظيره البريطاني ديفيد كاميرون إلى بيروت حيث التقى بعدد من المسؤولين اللبنانيين لبحث سبل “إرساء تهدئة” على الحدود مع إسرائيل، بعد قرابة أربعة أشهر من التصعيد على وقع الحرب الدائرة في غزة.

وبحسب بيان للخارجية اللبنانية، قال بوحبيب في تصريحات للصحافيين “رفضنا المشروع الإسرائيلي لأننا نريد حلا كاملا، وهو تبيان الحدود بيننا وبينهم، والتي تم ترسيمها في العام 1923 وتم التأكيد عليها في اتفاقية الهدنة”.

وأضاف الوزير اللبناني “نريد استعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وهي لبنانية، وأن تتوقف إسرائيل عن خروقها الجوية والبحرية والبرية”.

وأفاد موقع “أكسيوس” الإخباري الأميركي في الخامس عشر من يناير المنقضي، أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بأنها تريد إبعاد حزب الله 6 أميال عن الحدود مع لبنان، كجزء من اتفاق دبلوماسي لوضع حد للتوتر هناك.

ووفقا للخارجية اللبنانية، فإن إسرائيل تواصل منذ عقود احتلال أراضي مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وتتقاعس عن إظهار الحدود في 13 نقطة تتحفظ عليها بيروت، ما يعرقل جهود التوصل إلى حل طويل الأجل.

وبخصوص فرص التفاوض، تابع بوحبيب أنه “لا يمكن التوقيع على أي اتفاقية قبل انتخاب رئيس للجمهورية، وفي الانتظار بإمكاننا التفاوض للوصول إلى اتفاقية من خلال تفاوض غير مباشر شبيه باتفاقية الترسيم البحري التي حصلت”.

وكرّر بوحبيب التأكيد أن “لبنان يريد السلام الكامل وليس أنصاف الحلول”، وأضاف “تكلمت في هذا مع الأميركيين، وكذلك مع سفيري فرنسا والولايات المتحدة لدى لبنان”.

ومنذ مطلع 2024، شهدت بيروت زحمة زيارات لموفدين غربيين، آخرها الزيارة التي بدأها وزير الخارجية البريطاني الخميس. حيث التقى كلا من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري وقائد الجيش جويزف عون.

وأفاد بيان عن مكتب ميقاتي إثر الاجتماع بأن البحث تطرق إلى سبل “إرساء التهدئة في جنوب لبنان والحل السياسي والدبلوماسي المطلوب”.

وأكد ميقاتي، وفق البيان، أن “لبنان يؤيد الحل السلمي في المنطقة”، وكذلك “تطبيق القرارات الدولية بحرفيتها، خاصة القرار 1701 واستمرار التعاون بين الجيش واليونيفيل”.

وتشهد الحدود الإسرائيلية – اللبنانية منذ الثامن من أكتوبر الماضي، توترا وتبادلا متقطعا للنيران بين الجيش الإسرائيلي من جهة، وحزب الله وفصائل فلسطينية من جهة أخرى، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، وفي صفوف المدنيين اللبنانيين.

كما أدى التصعيد إلى تهجير عشرات الآلاف من منازلهم على جانبي الحدود، في ظل مطالبات متكررة من جهات محلية ودولية عدة، أبرزها واشنطن، بضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 الذي عزز انتشار قوة اليونيفيل في جنوب لبنان إثر انتهاء حرب يوليو 2006 بين حزب الله وإسرائيل.

وكان القرار الأممي حظر أي انتشار مسلح في المنطقة الحدودية خارج قوات الجيش واليونيفيل، لكن لم يجر الالتزام به سواء من قبل حزب الله أو إسرائيل.

ويقول حزب الله، على لسان مسؤوليه، إن وقف الحرب في غزة هو المدخل الوحيد للتفاوض، رغم الضغوط التي يتعرض لها سواء من المجتمع الدولي أو من أهالي الجنوب الذين يطالبون بوقف المواجهات.

وصرح مصدر دبلوماسي غربي لوكالة فرانس برس بأن دولا غربية عدّة بينها بريطانيا تحاول إيجاد حلّ عملي لوقف التصعيد عند الحدود، وتحديدا من خلال “تطبيق كامل للقرار 1701 ومنح زخم لدور اليونيفيل”.

وأشار المصدر إلى “ازدياد خطر التصعيد من قبل إسرائيل لاعتبارات سياسية داخلية، في حين أنّ حزب الله لا يريد الحرب من جهته”.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أعلن الاثنين أنّ جيشه “سيتحرّك قريبا جدا” في شمال الدولة العبرية عند الحدود مع لبنان.

وقال غالانت موجها تحذيراته لحزب الله “القوات القريبة منكم… ستغادر الميدان وستتّجه نحو الشمال، استعدادا لما سيحصل تاليا”. وأشار إلى أن جنود احتياط سيتركون مواقعهم استعدادا لهذه العمليات المستقبلية.

ورد القيادي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق خلال حفل تأبين في جنوب لبنان الخميس بأن “التهديدات (الإسرائيلية) لن تغيّر المعادلات”، معتبرا أن “أي توسعة للحرب في لبنان تعني نتيجة واحدة، وهي توسعة وتعميق الهزيمة والمأزق الإسرائيلي”.