أعربت خمس دول عربية، خلال الساعات الماضية، عن قلقها البالغ إزاء التطورات الأخيرة على الساحة اليمنية، مؤكدةً دعمها للجهود الإقليمية الرامية إلى الحفاظ على استقرار اليمن ووحدة أراضيه، ومثمّنةً الدور المحوري الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في هذا الإطار.
مصر: دعوة للحكمة وخفض التصعيد
وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، إنها تتابع باهتمام بالغ المستجدات في اليمن من خلال اتصالات مكثفة تُجرى على أعلى المستويات مع مختلف الأطراف المعنية.
وأعربت القاهرة عن ثقتها في حرص الرياض وأبوظبي على التعامل بحكمة مع التطورات الراهنة، بما يصون وحدة الصف العربي والمصير المشترك، مؤكدةً تقديرها لنهج القيادتين السعودية والإماراتية في دعم استقرار اليمن والحفاظ على سيادته ومصالح شعبه.
وشددت مصر على استمرار مساعيها الدبلوماسية لخفض التصعيد والعمل مع الأطراف الإقليمية والدولية للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة تلبي تطلعات الشعب اليمني في الأمن والاستقرار.
الخليج: دعم الشرعية ووحدة اليمن
وفي بيانات منفصلة، أكدت كل من دولة قطر ودولة الكويت ومملكة البحرين متابعتها الدقيقة للتطورات في اليمن، مجددةً دعمها الكامل للحكومة اليمنية الشرعية ووحدة اليمن وسلامة أراضيه.
وأشارت الدول الثلاث إلى أن أمن المملكة العربية السعودية وأمن دول مجلس التعاون الخليجي جزء لا يتجزأ من أمنها القومي، مثمنةً الدور الذي تقوم به السعودية والإمارات في دعم استقرار اليمن وتعزيز مبادئ حسن الجوار، ومؤكدةً قدرتها على احتواء أي تباينات ضمن إطار البيت الخليجي الواحد.
كما جدّدت دعمها للحلول الدبلوماسية والحوار باعتبارهما السبيل الأمثل لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
سلطنة عُمان: تغليب الحوار وضبط النفس
من جهتها، دعت سلطنة عُمان إلى ضبط النفس وتغليب صوت الحكمة، مؤكدةً أهمية معالجة الخلافات عبر الحوار والتفاهم الأخوي، واحترام سيادة اليمن وأمنه واستقراره وإرادة أبنائه.
وأعربت مسقط عن دعمها للمواقف الداعية إلى خفض التصعيد وإنهاء مسببات الأزمة من جذورها، وصولًا إلى حلول سياسية توافقية تحقق السلام للجميع.
تصاعد التوتر وبيانات متبادلة
وفي سياق متصل، شهدت الساعات الماضية تصاعدًا في حدة التوتر، إذ أصدرت وزارة الخارجية السعودية بيانًا اعتبرت فيه تحريك قوات المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظتي حضرموت والمهرة تهديدًا مباشرًا للأمن الوطني للمملكة ولمستقبل الاستقرار في اليمن والمنطقة، مؤكدةً أن هذه الخطوات لا تنسجم مع أسس تحالف دعم الشرعية.
وكان تحالف دعم الشرعية قد أعلن تنفيذ عملية عسكرية “محدودة” استهدفت أسلحة وعربات قتالية في ميناء المكلا، قال إنها أُفرغت من سفينتين وصلتا من ميناء الفجيرة دون تصاريح رسمية، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية عن المتحدث باسم قوات التحالف اللواء تركي المالكي.
وتأتي هذه المواقف العربية في ظل مساعٍ إقليمية ودولية مكثفة لاحتواء التصعيد، والدفع نحو مسار سياسي يضمن أمن اليمن واستقراره ويحفظ أمن المنطقة.