يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى انتزاع موافقة إسرائيلية على خفض عمليات الجيش العسكرية داخل سوريا والمضي نحو تفاهمات أمنية مع دمشق، في وقت، يعلن عن دعمه الكامل لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بيتامين نتنياهو بشأن طلب العفو عنه في قضايا فساد
وألقى منشور ترامب على منصة تروت سوشيال، أمس الإثنين، والذي طالب فيه إسرائيل بالامتناع عن الانخراط العسكري في سوريا، الضوء على مدى تعقيد العلاقة بين الطرفين.
وفي حديثه عن الغارة الإسرائيلية التي وقعت الأسبوع الماضي في قرية بيت جن السورية وأسفرت عن قتلى، دعا ترامب إلى الحفاظ على قناة حوار جادة وبناءة مع سوريا، كما أثنى على ما وصفه بتقدم التعاون بين واشنطن ودمشق، وعلى الجهود التي يبذلها الرئيس السوري أحمد الشرع الإعادة إعمار البلاد.
وجاء هذا التصريح بالتزامن مع زيارة المبعوث الأميركي توم باراك إلى دمشق ولقائه الرئيس الشرع، وبعد ساعات من انتشار منشور ترامب أعلن مكتب نتنياهو أنه تلقى دعوة لزيارة البيت الأبيض في المستقبل القريب.
هل هي صفقة غير معلنة ؟
تتزايد المؤشرات على تفاهم سياسي غير رسمي بين الطرفين، دعم ترامب المساعي. العفو عن نتنياهو مقابل التزام إسرائيلي کامل برؤية ترامب لإعادة صياغة النظام الأمني في الشرق الأوسط، ويشير محللون إلى أن العلاقة الشخصية بين الرجلين ليست دافئة، لكن مصالحهما الآن متداخلة، بحسب موقع المونيتور
وعصر أمس الإثنين، أكد نتنياهو في تصريحاته أن إسرائيل ستواصل حماية حدودها الشمالية وحلفائها من الدرون مضيفا أن تل أبيب تتوقع من دمشق إنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح تمتد من العاصمة السورية وحتى المنطقة الحدودية الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، بما يشمل محيط جبل الشيخ، وتابع قائلا: في أجواء إيجابية وتفاهم متبادل، يمكن الوصول إلى تسوية مع السوريين...
وقد ازدادت الشكوك حول صفقة خلف الكواليس بعدما فجر نتنياهو مفاجأة سياسية بتقديمه طلبا رسميا للعفو من الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، حيث يواجه نتنياهو لائحة اتهام تشمل الاحتيال وخيانة الأمانة والرشوة، في محاكمة ممتدة منذ عام 2020، وبعد تقديم الطلب بيوم واحد تحدث مع ترامب هاتفيا، واتفقا على اللقاء قريبا في واشنطن.
وقال مصدر سياسي رفيع لـ المونيتور� إن ترامب ربما يجدد علنا المطالبة بالعفو عن نتنياهو خلال اللقاء، رغم أن ذلك بعد تدخلا مباشرا في الشأن الداخلي لدولة إسرائيل ومنا بسيادتها.
ويضيف المصدر أن ترامب لا يهتم فعليا بمسار المحاكمة القانونية لنتنياهو، بل يركز على دوره في ملفات الشرق الأوسط معتبرا غزة وسوريا مجالين يسعى لتسجيل انجازات عاجلة فيهما.
وأضاف المصدر، وفقا للموقع الإخباري: �القد فرض ترامب على نتنياهو عدم تقويض وقف إطلاق النار في غزة رغم البطء في جهود إعادة الإعمار، كذلك رفض السماحالإسرائيل بتعريض العلاقة مع الشرع للخطر، في المقابل، يمنح ترامب إسرائيل مساحة مناورة أكبر في لبنان، بما في ذلك احتمال فتح جولة قتال جديدة إذا اعتبرتها ضرورية..
حادثة بيت جن... نقطة الانفجار
جاءت موجة غضب ترامب عبر منصته الاجتماعية عقب العملية الإسرائيلية التي جرت مساء الخميس داخل الأراضي السورية على عمق 11 كيلومترا، وبحسب مصادر عسكرية، كانت العملية تهدف الاعتقال اثنين من عناصر جماعة مسلحة المرتبطة بحماس وحزب الله، لكن القوة الإسرائيلية وقعت في كمين وتم نقلها لاحقا باستخدام غارة جوية كثيفة. وأدى ذلك إلى مقتل 13 سوريا بينهم مدنيون، مما أشعل ردود فعل غاضية في سوريا والعالم، بما في ذلك داخل الإدارة الأمريكية.
وقال دبلوماسي إسرائيلي رفيع إن صبر ترامب قد نفد، وإن الرئيس الأمريكي ينظر إلى الصورة الكبرى الاتفاق الأمني الذي توقع التوصل إليه بين إسرائيل وسوريا يبدو أنه يتبخر تدريجيا.
ما الذي يريده ترامب؟
ويرى بعض المقربين من ترامب أن إسرائيل لا تسعى فعلا لتهدئة الجبهات بقدر ما تسعى للإبقاء عليها مفتوحة كورقة ردع وضغط وهو توجه ترسخ بعد 7 أكتوبر 2023، لكن ترامب لا يتبنى هذا المنطق بالكامل، وهو السبب وراء غضبه المتزايد من نتنياهو وخاصة فيما يتعلق بالجبهة السورية.