شهدت عدة بلدان في آسيا وصول كميات من الغبار البركاني إليها عقب الثوران الأخير لبركان هايلي غوبي الواقع في شمال إثيوبيا الأمر الذي دفع الحكومات هناك إلى إصدار تنبيهات صحية تحت السكان على ارتداء الكمامات وتجنب التعرض المباشر للهواء الخارجي، خصوصاً في المناطق الساحلية والمنبسطة.
وأوضح مختصون في شؤون المناخ أن عمود الرماد الذي ارتفع إلى نحو 15 كيلومتراً داخل الغلاف الجوي يحمل معه مركبات من ثاني أكسيد الكبريت، والتي قد تذوب في الرطوبة الجوية لتشكل أمطاراً حمضية محتملة. وقد تمتد آثار هذه الأمطار إلى الأراضي الزراعية في اليمن وسلطنة عمان، إضافة إلى تسببها في ارتفاع مؤقت في مستويات تلوث الهواء.
وبحسب الدكتور تحسين شعلة، أستاذ تكنولوجيا النانو وخبير المناخ، فإن مصر تقع خارج نطاق تأثير هذا الرماد تماماً، إذ اتجهت الرياح المحملة بالغبار شرقاً نحو شبه القارة الهندية وشمال باكستان مشيراً إلى أن موقع مصر الجغرافي بعيد عن مناطق النشاط الزلزالي والبركاني التي تشهدها المنطقة حالياً.
وتعليقاً على المخاوف المتعلقة بوجود براكين داخل الأراضي المصرية، أكد شعلة أن آخر نشاط بركاني معروف في مصر حدث قبل ما يقرب من 30 مليون عام ما يجعل احتمالات عودة هذا النشاط شبه معدومة، وبالتالي فإن الحديث عن أمطار حمضية قد تؤثر على البلاد غير قائم علمياً.
وأشار الخبير كذلك إلى أن مراقبة حركة الرياح في طبقات الجو المختلفة تبقى جزءاً أساسياً من تحليل مسارات الرماد البركاني وأن الجهات المختصة في الدول المتأثرة تعمل حالياً على إصدار التعليمات الوقائية للحفاظ على صحة المواطنين وحماية المحاصيل. كما شدد على أن مصر ليست ضمن دائرة الخطر، ولا توجد أي حاجة لاتخاذ إجراءات استثنائية داخل أراضيها في هذه المرحلة.