عاد اسم أمجد خالد إلى واجهة الأحداث مجدداً بعد ظهوره في تسجيل صوتي حمل لهجة تهديد واضحة ضد الجنوب، في وقت تشير فيه المعطيات إلى أن نشاطه ما يزال مرتبطاً بتحركات تهدف لزعزعة الأمن في العاصمة عدن والمحافظات المجاورة.
ويأتي هذا الظهور عقب سلسلة نجاحات أمنية حققتها الأجهزة في عدن خلال الأشهر الماضية، تم خلالها إحباط مخططات تستهدف قيادات وضباطاً جنوبيين، وهو ما أكّدته مصادر أمنية تحدثت عن حالة ارتباك واضحة في صفوف الخلايا المرتبطة به.
من هو أمجد خالد؟
برز اسم أمجد خالد أواخر عام 2015 عندما تمّ تقديمه إعلامياً من قبل حزب الإصلاح ضمن شخصيات ساهمت – بحسب تلك الأطراف – في مواجهة الحوثيين، غير أن الوقائع التي ظهرت لاحقاً ربطت نشاطه بعلاقة وثيقة بالقيادي الإرهابي وائل سيف المعروف بـ“أبو سالم التعزي”.
وفي عام 2017، صدر قرار بتعيينه قائداً للواء النقل العام ضمن قوات الحماية الرئاسية، وهو القرار الذي جاء بتوصية حزبية، ومهّد لصعوده كقيادة ذات نفوذ داخل تلك القوات.
اتهامات بالتورط في أحداث 2019
خلال الأزمة التي شهدتها عدن عام 2019، كان اسم أمجد خالد حاضراً بقوة في المشهد، وسط اتهامات بقيادته أنشطة عسكرية استهدفت قوات جنوبية وقيادات بارزة، أبرزهم القائد الشهيد أبو اليمامة، الذي استشهد في هجوم استهدف حفل تخرج بمعسكر الجلاء.
وعقب انتهاء المواجهات لصالح القوات الجنوبية، عُثر في منزله على جثث لجنود جنوبيين، ومعدات ومواد تدخل في تصنيع العبوات الناسفة، ما عزّز الشبهات حول دوره في إدارة خلايا إرهابية.
نشاط في التربة… وعمليات ضد عدن
بعد هزيمة قوات الحماية الرئاسية، اتخذ أمجد خالد من مدينة التربة بمحافظة تعز مركزاً لتحركاته، معتمداً على خلايا مشتركة مرتبطة بالإخوان والحوثيين، وفق مصادر أمنية أكدت أن عملياته تركزت على استهداف قيادات جنوبية وزعزعة استقرار عدن.
إقالة رسمية وأحكام قضائية
ورغم تراكم الأدلة ضده، ظل الرجل يتمتع بغطاء “شرعي” لفترة طويلة، قبل أن يصدر رئيس مجلس القيادة الرئاسي قراراً بإقالته في يناير 2024، بعد ضغط واسع من الشارع الجنوبي.
وسبق للمحكمة الجزائية المتخصصة في عدن أن قضت بالإعدام على أمجد خالد وسبعة آخرين، في قضايا تفجير مطار عدن الدولي، وتفجير موكب محافظ عدن أحمد لملس، واغتيال اللواء ثابت جواس.
لكن تنفيذ هذه الأحكام تعثر بعد إعلان قوات الجبولي اعتقاله ثم الإفراج عنه لاحقاً بضغط سياسي بحسب مصادر مطلعة.
تحالفات جديدة بإشراف حوثي
مؤخراً، أعلن المدعو عادل الحسني – المقيم في إسطنبول – عن تأسيس ما يسمى “المقاومة الوطنية الجنوبية” بقيادة أمجد خالد، غير أن متابعين للشأن الأمني أكدوا أن هذا الكيان ليس إلا غطاءً لتحركات تجري بدعم وتمويل مباشر من جماعة الحوثيين.
ويأتي هذا التطور في ظل محاولات لإعادة توظيف شخصيات متورطة في قضايا إرهابية ضمن معركة إعلامية ونفسية تستهدف الجنوب.
تهديدات أخيرة وحالة ارتباك
التسجيل المصور الأخير الذي ظهر فيه أمجد خالد حمل نبرة مرتفعة، تخللتها تهديدات باستهداف الجنوب مجدداً، وبحسب مصادر أمنية، فإن هذه اللهجة المتوترة تعكس حالة من التخبط بعد إحباط خططه خلال مراحلها الأولى من قبل أمن عدن.
مصادر في العاصمة عدن أوضحت بأن نشاط الخلايا المرتبطة به تلقى ضربات موجعة خلال العام الجاري، وهو ما قد يفسر تصاعد الخطاب التحريضي في تسجيلاته الأخيرة.
ليست عودة أمجد خالد إلى الواجهة حدثاً منفصلاً، بل تأتي ضمن مسار تحاول من خلاله أطراف سياسية ومسلحة إعادة إنتاج أدواتها القديمة بهدف إرباك المشهد الجنوبي.
ورغم أن تهديداته الأخيرة تحمل طابعاً دعائياً أكثر من كونها مؤشراً على قدرة فعلية، إلا أن خبراء أمنيين شددوا على ضرورة مواصلة العمل الاستخباراتي وتعزيز إجراءات منع أي نشاط يستهدف استقرار العاصمة عدن.