تحدثت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن جمعية تسمى "جمعية المجد لتسفير الفلسطينيين"، وهي جهة غامضة أثارت تساؤلات واسعة خلال الأيام الأخيرة، بعد انتشار اسمها بشكل كبير على حسابات مواقع التواصل الاجتماعي المرتبطة بقطاع غزة.
وفي السياق ذاته أوضحت مصادر صحفية، أن الجمعية تمتلك موقعا إلكترونيا وتدعي أن هدفها مساعدة الغزيين على الخروج من قطاع غزة".
ماذا نعرف عن "جمعية المجد" ؟
ووفق المعطيات المتداولة، نجحت "جمعية المجد" بالفعل في نقل فلسطينيين على دفعتين خلال الأسابيع الماضية، رغم عدم معرفة أي جهة رسمية أو أهلية بها سابقًا.
وتشير الجمعية إلى وجود مكتب لها في حي الشيخ جراح في القدس، لكن هذا الادعاء تبين أنه غير صحيح.
كما تدعي امتلاك مكاتب في ألمانيا، إلا أن الفحص في سجل الجمعيات الألماني كشف أن هذا الادعاء غير صحيح أيضًا.
وتزعم الجمعية أنها قدمت مساعدات لمتضرري زلزال تركيا وسوريا عام 2023 لكنها لم تقدم أي إثباتات.
وبحسب دراوشة، فإن المعطى الأهم في تحقيق هآرتس هو أن الشخص الذي يدير الجمعية إستوني ويحمل الجنسية الإسرائيلية، وسبق أن سجل أربع جمعيات في بريطانيا، ثلاث منها توقفت عن العمل.
واضافت المصادر أن ذلك الشخص سبق أن استخدم عناوين وهمية في بريطانيا وإستونيا وقطر والإمارات وغيرها.
وذكرت الصحيفة أنها اتصلت برقم الهاتف المرفق على الموقع الإلكتروني لـ "جمعية المجد"، ليتبين أنه مرتبط بهذا الشخص الإسرائيلي، الذي أقر بأنه يعمل على إخراج الغزيين من القطاع
.ورغم أن الجمعية تروج لنفسها على أساس " مساعدة الغزيين"، إلا أن التحقيق كشف ارتباطا محتملاً بينها وبين الإدارة التي أنشأتها، وهي وزارة الأمن الإسرائيلية في الربيع الماضي لـ "تشجيع هجرة الغزيين طوعًا"، بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن "تحويل" غزة إلى ريفييرا".
وتبين، بحسب التحقيق، أن هذه الإدارة الإسرائيلية تواصلت مع الجمعية وطلبت منها التواصل مع "المنسق"، وهي الوحدة العسكرية التي تدير جوانب الحياة المدنية للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
جمعية المجد وتهجير الفلسطينيين
وتواصل الجمعية حتى الآن العمل على نقل فلسطينيين من غزة، وقد غادر عبرها أكثر من مئتي فلسطيني.
أما الآلية، فتبدأ بتسجيل الفلسطينيين عبر الموقع الإلكتروني، ثم التواصل معهم عبر رقم "واتساب" إسرائيلي، حيث تتم إضافتهم إلى مجموعة مغلقة يحصلون داخلها على تفاصيل المغادرة.
ووفق ما وثقته الصحيفة، تحدد الجمعية نقطة تجمع داخل غزة، ثم تصل حافلة تقل المسجلين إلى معبر كرم أبو سالم، ومنه إلى وجهات مجهولة.