في مرحلة مفصلية من تاريخ الجنوب، تتجه الأنظار إلى الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، الذي استطاع بحكمته السياسية وحنكته القيادية أن يحوّل الخلافات السابقة إلى فرص للتقارب، وأن يرسم ملامح مرحلة جديدة عنوانها وحدة الصف والكلمة.
تحت قيادته، يمضي الجنوب نحو استعادة مكانته السياسية الموحدة، مستنداً إلى إرثٍ من النضال والإيمان بمستقبل لا مكان فيه للانقسام أو الإقصاء.
نهج التسامح.. حجر الأساس في مشروع التصالح الجنوبي
لم تكن دعوات الرئيس الزُبيدي للتسامح مجرد شعارات تُرفع في المناسبات، بل تحوّلت إلى نهجٍ عمليّ ترجمه عبر مواقفه وخطواته الميدانية، سواء في لقاءاته مع القيادات السياسية والعسكرية أو في مبادراته المستمرة لرأب الصدع بين مختلف المكونات.
لقد أدرك القائد أن الجنوب لا يمكن أن ينهض إلا عندما تتصافى القلوب قبل أن تتوحد الصفوف، فعمل على تجسيد التسامح كقيمة وطنية جامعة لا كخيار سياسي مؤقت.
وفي قراءة "العين الثالثة"، فإن ما يقوم به الزُبيدي ليس مجرد جهد تصالحي، بل هو إعادة بناء للثقة المجتمعية والسياسية، وهي الثقة التي تمثل حجر الزاوية في أي مشروع وطني حقيقي.
توحيد القيادة.. ضمانة النصر والاستقرار
أدرك الرئيس الزُبيدي منذ وقت مبكر أن النصر لا يتحقق بالعدد والعتاد فقط، بل بالوحدة والانضباط تحت راية واحدة، ومن هنا جاءت مساعيه الحثيثة لتوحيد القرار الجنوبي، وتنسيق الجهود بين القيادات الميدانية والسياسية في الداخل والخارج، ليكون الجنوب كتلة متماسكة ذات رؤية واحدة ومصير مشترك.
وبينما شهدت الساحة الجنوبية سابقاً تباينات حادة في المواقف، تمكن الزُبيدي من تحويل التناقضات إلى تنوع إيجابي يخدم الهدف الأكبر، وهو بناء الدولة الجنوبية الحديثة على أسس المشاركة والعدالة.
العين الثالثة ترى في هذه الخطوات تجسيداً عملياً لفكرة القيادة الجماعية، حيث تُدار الملفات بروح الفريق الواحد، بعيداً عن الفردية أو الإقصاء، بما يعكس تحولاً نوعياً في نمط الإدارة السياسية الجنوبية.
رسالة وطنية تتجاوز الحدود
من كل منصة، وفي كل خطاب، يبعث الرئيس الزُبيدي برسائل واضحة مفادها أن الجنوب لن ينهض إلا بتكاتف جميع أبنائه، فهو لا يتحدث فقط عن وحدة الصف، بل يُمارسها قولاً وفعلاً، مؤكداً أن نجاح المشروع الجنوبي يتطلب الترفع عن الصغائر، والتعامل مع الواقع بروح المسؤولية الوطنية الكبرى.. وفي هذا السياق، تبرز مبادراته في دعم القيادات المحلية في المحافظات، وتوحيد الرؤى السياسية بين مختلف التيارات، ما جعل منه رمزاً جامعاً لا قائداً فحسب.
ما وراء الصورة
من زاوية التحليل الأعمق، تُظهر قراءة "العين الثالثة" أن ما يصنعه الزُبيدي اليوم هو تحول استراتيجي في الوعي الجنوبي، من الانشغال بخلافات الأمس إلى التركيز على استحقاقات المستقبل، فالسياسة التي ينتهجها لا تقتصر على إدارة الأزمة، بل تسعى إلى إعادة صياغة المشروع الوطني على أسس جديدة من التفاهم والتكامل، تجعل من الجنوب رقماً فاعلاً في معادلة الاستقرار الإقليمي.
بصوتٍ هادئ ورؤيةٍ بعيدة المدى، يمضي الرئيس الزُبيدي في مشروع التوحيد الوطني، متسلحاً بالحكمة والإصرار، ومؤمناً بأن طريق الجنوب نحو الدولة لا يُعبد إلا بالمحبة والتكاتف.
وبينما تتابع “العين الثالثة” هذا المسار عن كثب، تؤكد أن ما يجري اليوم ليس مجرد حراك سياسي، بل حالة وعي وطنية جديدة تتشكل، قوامها أن الجنوب لا يُبنى بالأيدي المتفرقة، بل بالكلمة الواحدة والقلب الواحد.