الأربعاء، 8 أكتوبر / تشرين الأول 2025
تواصلت، الثلاثاء، في منتجع شرم الشيخ المصري المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس، ضمن الجهود الرامية لتنفيذ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخاصة بقطاع غزة، وسط حضور إقليمي ودولي متزايد ومؤشرات على تصاعد الخلافات حول الضمانات وآلية الانسحاب الإسرائيلي.
وقالت قناة القاهرة الإخبارية، نقلاً عن مصادر مطلعة، إن الجانب المصري بدأ مناقشة قوائم الأسرى الفلسطينيين المزمع الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية، مقابل تحرير الأسرى الإسرائيليين في غزة، والذين يُقدر عددهم بـ48 أسيراً، بينهم 20 على قيد الحياة، بحسب تل أبيب.
في المقابل، أكدت حركة حماس أن إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين مشروط بانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، مشددة على أن آخر رهينة لن يُفرج عنه إلا بالتزامن مع استكمال الانسحاب.
🔸 مطالب وضمانات
ووفقًا لمصادر دبلوماسية، فقد طالبت حماس بتوضيحات وضمانات مكتوبة تضمن التزام إسرائيل بتنفيذ بنود خطة ترامب، وعلى رأسها وقف دائم لإطلاق النار، وإنهاء الحرب، وضمان عدم تكرار العدوان.
وقال القيادي في حماس فوزي برهوم إن وفد الحركة يسعى إلى "تذليل العقبات أمام اتفاق يلبي طموحات شعبنا في غزة"، موضحاً أن أبرز تلك الطموحات تشمل:
وقف شامل ودائم لإطلاق النار.
انسحاب إسرائيلي كامل من القطاع.
إدخال المساعدات دون قيود.
عودة النازحين.
بدء إعادة الإعمار بإشراف وطني فلسطيني من التكنوقراط.
وحذر برهوم من محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عرقلة المفاوضات، كما فعل في جولات سابقة، في وقت تلاحقه مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية منذ نوفمبر 2024 بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.
🔸 دور الوسطاء
من جانبه، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إن المباحثات تبحث "آلية أمنية تضمن انسحاب إسرائيل الكامل من غزة"، مشيراً إلى تنسيق مصري–أمريكي–قطري–تركي لدعم المفاوضات.
وأضاف أن المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف سيتوجه إلى مصر خلال الساعات المقبلة، لبحث قرار محتمل في مجلس الأمن لاعتماد خطة ترامب ونشر قوات دولية لتأمين الجانب الفلسطيني.
كما أعلنت مصادر تركية أن رئيس جهاز المخابرات إبراهيم قالن يتوجه إلى شرم الشيخ للمشاركة في المفاوضات، بينما ينضم رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى الاجتماعات اليوم الأربعاء، في مسعى "لتسريع التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب الكارثية في غزة"، وفق ما صرّح به المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري.
في المقابل، يتوجه رون ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية ورئيس الوفد الإسرائيلي المفاوض، إلى شرم الشيخ اليوم، في وقت تصف فيه وسائل إعلام مصرية أجواء اليوم الأول من المحادثات بأنها إيجابية وحذرة في آن واحد.
🔸 خلفية النزاع
وتستمر إسرائيل، بدعم أمريكي، في عملياتها العسكرية على قطاع غزة منذ 8 أكتوبر 2023، والتي وصفتها منظمات دولية بأنها إبادة جماعية أودت بحياة أكثر من 67 ألف شهيد و170 ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى تفاقم أزمة المجاعة نتيجة إغلاق المعابر ومنع المساعدات الإنسانية.
ومع تصاعد الضغط الدولي واشتداد الكارثة الإنسانية، تبدو مفاوضات شرم الشيخ كفرصة أخيرة لوقف حرب استنزفت الجميع، فيما يترقب العالم ما إذا كانت قوائم الأسرى ستكون مفتاحاً للتسوية أم شرارة لجولة جديدة من التصعيد.
