في فضيحة مالية جديدة تفضح حجم العبث والفساد داخل مؤسسات الشرعية، كشف مدير عام حسابات وموازنة رئاسة الوزراء، فتحي منجد، عن أرقام صادمة تتعلق بالمرتبات الشهرية التي يتقاضاها مسؤولو الحكومة والقيادات الموالية لها بالعملة الصعبة، في الوقت الذي يعاني فيه ملايين اليمنيين من الجوع وانقطاع المرتبات وانهيار الخدمات.
ووفقًا للكشوفات التي نشرها منجد، فإن الإنفاق يتم من عائدات النفط عبر البنك الأهلي السعودي، في صورة مرتبات وإعاشات بالدولار، لتغطي شريحة واسعة من الوزراء والمستشارين والنواب والسفراء والإعلاميين.
أرقام تكشف حجم الفجوة:
• 37 وزيرًا يتقاضون 7,000 دولار شهريًا بإجمالي 259,000 دولار.
• 30 مستشارًا لرئاسة الوزراء يحصلون على 4,500 دولار للفرد بإجمالي 135,000 دولار.
• 220 وكيلاً للمحافظات برواتب 4,500 دولار شهريًا لكل وكيل، بإجمالي يقارب مليون دولار.
• 120 نائبًا برلمانيًا يتقاضون 5,500 دولار بإجمالي 660,000 دولار.
• 52 سفيرًا براتب 7,000 دولار شهريًا بإجمالي 364,000 دولار.
• 52 قنصلاً يتقاضون 4,500 دولار للفرد بإجمالي 234,000 دولار.
• 111 موظفًا تابعًا للوزراء يحصلون على 3,000 دولار للفرد بإجمالي 333,000 دولار.
• 600 إعلامي برواتب 2,500 دولار شهريًا، بإجمالي يصل إلى مليون ونصف دولار.
• 300 مستشارًا ومفوضًا للوزراء برواتب 4,000 دولار بإجمالي 1,200,000 دولار.
• 30 موظفًا في رئاسة الوزراء برواتب 2,500 دولار شهريًا، بإجمالي 75,000 دولار.
فساد ينهش الدولة.. وجوع ينهش المواطن
هذه الأرقام تعكس حجم الفجوة الطبقية التي صنعتها "الشرعية" بين قياداتها التي تتنعم برواتب بالدولار، وبين ملايين المواطنين الذين يقفون في طوابير طويلة من أجل كيس دقيق أو أسطوانة غاز، ففي حين يعيش الوزراء والمستشارون في الخارج حياة مرفهة ممولة من عائدات النفط، يواجه الداخل واقعًا من الفقر المدقع وانعدام الخدمات وانهيار العملة الوطنية.
سخرية مرة: "مطعم الإعاشة بالدولار"
المفارقة أن هذه الكشوفات لم تترك للمواطن اليمني سوى المرارة والسخرية؛ فبينما تصرف الملايين شهريًا على ما يسمى "إعاشة" القيادات، لا يجد ملايين اليمنيين إعاشة تقيهم الجوع أو تضمن لهم الحد الأدنى من الحياة الكريمة.
ولعلّ السؤال الأكثر إيلامًا: إلى متى يستمر هذا النزيف المالي بينما تتضاعف معاناة الشعب؟ وربما آن الأوان أن يطالب اليمنيون الشرعية – على سبيل السخرية – بافتتاح مطعم شعبي باسم "إعاشة بالدولار" بدلًا من هذه الكشوفات الفاضحة، علّ الشعب يذوق ولو مرة واحدة طعم الشرعية التي يدفع ثمنها دمًا وجوعًا.