آخر تحديث :الجمعة - 22 أغسطس 2025 - 08:35 م

اخبار وتقارير


الصبيحة من الفوضى إلى الاستقرار.. قصة تحول أمني استثنائي

الجمعة - 22 أغسطس 2025 - 06:00 م بتوقيت عدن

الصبيحة من الفوضى إلى الاستقرار.. قصة تحول أمني استثنائي

العين الثالثة/ تقرير ماهر عثمان


شهدت مناطق الصبيحة الرابضة على شريط ساحلي يزيد على 180 كيلو يربطها بالبحرين العربي والأحمر، فضلاً عن كونها "بوابة اليمن الجنوبية الغربية" ورئتة النابضة، والشرفة التي يطل من خلالها على باب المندب عصب وشريان طرق التجارة والملاحة الدولية، كما أنها من خلال موقعها المتمايز تعد بمثابة حلقة الوصل والربط بين قارتي آسيا وأفريقيا، حيث يحتدم الصراع الدولي وتتقاطع المصالح العالمية الكبرى، شهدت خلال العامين الماضيين عقب تشكيل الحملة الأمنية المشتركة أواسط العام 2023م بقيادة العميد حمدي شكري وبتوجيهات ودعم مباشر من قبل مجلس القيادة الرئاسي ممثل برئيس المجلس الدكتور رشاد العليمي ونائبيه اللواء أبو زرعة المحرمي قائد قوات ألوية العمالقة، واللواء عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي، وبإشراف من معالي وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري، تحولات إستراتيجية وأمنية، بشكل استثنائي وغير مسبوق، لم تشهد الصبيحة له مثيلاً منذ عقود خلت، كتبت فيها الصبيحة فصلاً جديداً من فصول الأمن والاستقرار في غضون عامين ونيف من الآن فقط.


لكنه وعلى الرغم من موقعها الاستراتيجي الهام وإطلالتها البحرية الفريدة، إلا أنها ظلت طيلة العقود الماضية خارج العصر تكابد آلام جرح وطني عميق ومنسي، حينها كادت الحياة أن تنطفىء على جغرافيا مترامية الأطراف دخلت هي الأخرى مرحلة حرجة من التجاهل والإهمال في ظل عجز الساسة والقادة العسكريين على تحديد مكامن الألم.

تلك البقعة من الجغرافيا اليمنية الملتهبة ظلت لسنوات تُروى بالدم، ومسرحاً مخترقاً للمهربين وشبكات التهريب والمافيا، كما أنها وعلى مدى سنوات كتبت اراضي الصبيحة تاريخها بحبر الفوضى، بعد أن كابدات جراحها لسنوات، وكان الجميع يسأل باستغراب ومرارة ووجع منسي لازم الصبيحة" من يملك مفاتيح الخلاص، وقبلها من يملك الشجاعة والجرأة، حتى جاءها الخلاص في هيئة قائد من ابنائها واشجعهم أنه القائد الصلب العميد " حمدي شكري " صانع التحولات في الصبيحة، وعقب اشهر قليلة من تشكيل العميد شكري الحملة الأمنية نفضت الصبيحة عن نفسها غبار الفوضى، ولم تعد الصبيحة اليوم مثلما كانت بالأمس مسرحاً للفوضى والجريمة المنظمة.


كما لم تكن الصبيحة يوماُ على امتداد جغرافيتها من كرش وحتى باب المندب مرادفاً للأمن والاستقرار طيلة العقدين الأخيرين على الأقل بل توشحت واتسمت بالفوضى، وظلت مسرحاّ مفتوحاً على كافة الجوانب لعصابات وشبكات التهريب، ونقطة عبور رئيسية لتغذية مليشيات الحوثي الإرهابية، بكل ما يلزمها من الأسلحة والمخدرات وكافة الممنوعات، فضلاً عن بقائها لسنوات مرتعاً وبؤرة للثأرات وجرائم التقطع والنهب برعاية وتمويل حوثية، إلى جانب دعم وتغذية شبكات التهريب والفوضى، التي أرادت بقاء الصبيحة في حالة انفلات دائم وخارج سلطات الدولة .

اوجاع وهموم ومخاوف لازمت منطقة الصبيحة بمحافظة لحج  لعقود من الزمن عاش خلالها الناس بؤسا تتخطمه الفوضى على طريق الضياع، ولم يكن للصبيحة من بد للخروج من هذه الحالة المستعصية إلا بيقظة أهلها وتضافر جهود المخلصين من أبنائها وفي مقدمتهم الفريق الركن محمود أحمد سالم الصبيحي، واللواء الركن أحمد التركي والعميد حمدي شكري والعميد بشير المضربي، وآخرين كانوا بمثابة الغيث الذي أحياء يباب الأرض من بعد العجاف وزرع الأمل في قلوب البشر .


وما كان ذلك ليتحقق لولا رجال الصبيحة المخلصين وحملتها الأمنية والعسكرية بقيادة العميد حمدي شكري، حينما تمكنت الحملة الأمنية المشتركة من إعادة كافة مناطق الصبيحة لحضن الدولة، وهي تعيش اليوم واقعاً مغايراً تمامًا، أضحت فيه دولة تنعم بالأمن والاستقرار والعدالة، بفضل الحملة الأمنية وقيادتها التي بسطت سلطة الدولة، وإعادة تثبيت الأمن والاستقرار وفرضت هيبة القانون، وقضت على كافة أشكال التهريب والتقطع، وتمكنت من إيقاف الثأرات القبيلة وأعمال الحرابة، التي كانت تغذيها مليشيات الحوثي وبعض شبكات التهريب المستفيدة من انتشار الفوضى .


- مسيرة نجاح كُتبت بتضحيات الشرفاء وبالعرق والدم بعد سنوات ظلت فيها الصبيحة تحت أجهزة التنفس الاصطناعي


تلك البقعة الجغرافية الأهم بموقعها الحيوي والاستراتيجي الفريد، حيث تتقاطع الجغرافيا الاستراتيجية مع التحديات الأمنية والعسكرية الأعقد ، ظلت ترزح لسنوات تحت التنفس الاصطناعي، واسيرة تحت طائلة الفوضى والثأرات والتقطع، وطريق لشبكات وعصابات التهريب، وبعد عامين من عمر الحملة الأمنية في الصبيحة، بقيادة العميد حمدي شكري، تحولت كافة مناطق الصبيحة من كرش الى باب المندب تحول جذري واستراتيجي، نقلها من واقع قاتم اتسم بالفوضى والتقطع وطريق للتهريب ومرتع للأقتتال والثأرات، إلى واقع آخر من الأمن والاستقرار والسلم والتعايش، بعد تضحيات وتحديات ومخاطر وجهود شاقة، خاضتها قوات الحملة الأمنية وقيادتها ممثلة بالعميد شكري، ومعه العشرات من القادة والمشائخ والعقلاء من شرفاء الصبيحة، وبدعم ومساندة شعبية قل نظيرها، لتخرج الصبيحة من بوتقة الفوضى إلى مسارح النور وميادين السلام .


لم يكن الطريق سهلاً وسالكاً أو مفروشاً بالورود لإعادة تصويب بوصلة الصبيحة في وقت قياسي، وتغيير واقع ظل جاثماً على صدور أبناء الصبيحة عمرة مايقرب من عقدين من الانفلات، لتصبح في وقت وجيز نموذجاً وطنياُ مشرفاً، يُفخر به كافة أبناء الصبيحة، بفضل الحملة الأمنية وقائدها الفذ العميد حمدي شكري، الذي عمل ليلاً ونهاراً ليصنع المستحيل، وبدعم ومساندة من قبل الشرفاء والمخلصين من قيادة ومشائخ الصبيحة، الذين دعموا وساندوا وازروا جهود الحملة وقيادتها، ليتحقق هذا الإنجاز الاستراتيجي الهام، ولم يكن إنجازاً أمنياً وعسكرياً فقط بل أعاد صياغة المنطقة.


تفاجئك الصبيحة اليوم أرضًا وانساناً بسلام وأمن واستقرار ودعة أهلها، بعدما كنا نقرأ ونسمع ونشاهد نقيضه خلال السنوات والأعوام الماضية التي أعقبت حرب العام 2015م، احداث مؤسفة تسبب بها البعض شوهت سمعة الصبيحة وابنائها وتاريخها النضالي، وجعل هؤلاء من الفوضى ماركة مسجلة على الصبيحة، وليست احداث فردية ارتكبها بعض المهربين والمخلين بالأمن والاستقرار وقطاع الطرق، لكن ما اعقب الفاتح من مايو 2023م، ليس كما قبله ولن يعود.

هذا التاريخ تحديدًا والمتمثل بتشكيل حملة أمنية مشتركة في الصبيحة، لضبط الأمن والاستقرار ومكافحة التهريب، وملاحقة المهربين والخارجين عن القانون، أعاد للصبيحة مكانتها وسمعتها المستحقة، وأصبحت الحملة الأمنية المشتركة بقيادة العميد حمدي شكري قائد الفرقة الثاني عمالقة واللواء السابع مشاة، وبدعم ومشاركة فاعلة من قوات درع الوطن بقيادة العميد بشير المضربي إلى جانب عدد من الوحدات العسكرية الأخرى، جعل من الحملة الأمنية المشتركة وإنجازاتها حديث محطات ووسائل الإعلام، ليس على المستوى المحلي وحسب، بل حتى المستوى الإقليمي والدولي.


- انجازات بارزة حققتها الحملة الأمنية المشتركة في الصبيحة تمثلت بتثبيت الأمن والاستقرار وانهاء الثأرات والانتصار على شبكات التهريب والفوضى ودك أوكارها


منذ تشكيل الحملة الأمنية بقيادة العميد حمدي، وانطلاقها في مايو 2023م ابتدأ من عاصمة الصبيحة مديرية طور الباحة، بدأت المديرية تستعيد عافيتها وأمنها واستقرارها، مع وصول أول كتيبة عسكرية قادها العقيد عبدالفتاح الاربد قائد اللواء 21 عمالقة، وبمشاركة وتعزيز من اللواء 22 عمالقة بقيادة العقيد عزام المغربي ويتبع الوائين للفرقة الثاني عمالقة بقيادة العميد حمدي شكري، وكان للواء الـ 21 واللواء الـ 22 الدور البارز في تأمين مديرية طورالباحة بشكل كامل وكافة طرقها .


ومع انتشار قوات اللواء 21 بقيادة العقيد عبدالفتاح الاربد مدعومة بقوات من اللواء 22 في مديرية طورالباحة وعلى طول الطريق الرابط بين الوهط وطور الباحة، وتحت إشراف ومتابعة مباشرة من قائد الحملة الأمنية العميد حمدي شكري، تم استعادة فرض الأمن والاستقرار في المديرية، وملاحقة المهربين وقطاع الطرق والمطلوبين أمنياً والخارجين عن القانون، ومن صدرت بحقهم أوامر قبض قهرية من الجهات القضائية، ومنعت حمل السلاح والتجول به، والقت قوات الحملة القبض على عشرات المطلوبين، وأحرقت أحواش المهربين للأحباش القادمين من القرن الافريقي، وأغلقت محال بيع الأسلحة في المديرية، ومنعت التجول به في الأسواق والمدن، ورفعت عشرات من نقاط الجباية التي كانت منتشرة على الخط العام الوهط - تعز .


وبعد تلك النجاحات وضبط الأمن واستبابه وإعادة تطبيع الأوضاع واستقرارها في طور الباحة، تعاونت العديد من القبائل مع جهود الحملة، وجنحت جميع القبائل المتحاربة للسلم، وابرم يومها مشائخ ووجهاء الصبيحة في مديرية طورالباحة أول تعاهد قبلي لقائد الحملة الأمنية العميد حمدي شكري، واعلنوا وقوفهم إلى جانب قوات الحملة وتعهدوا بتسليم كل من ثبت تورطة في أعمال الفوضى والحرابة والتقطع، وتبرأهم من كافة الأعمال المسيئة للصبيحة .

ومنذ الوهلة الأولى للانطلاق عملت الحملة على تأمين خطوط النقل الرئيسية والطرقات الداخلية، بعد أن تمكنت من وقف التقطعات المسلحة، وتتبعت المخربين وقطاع الطرق، وإعادة الأمان للطريق والأمن للمسافرين بعد سنوات من الخوف والهلع من قطاع الطرق واللصوص، وبموازاة ذلك شكلت لجان مجتمعية لمعالجة قضايا الثأر وإصلاح ذات البين وسط تفاعل مجتمعي كبير .

وعقب الاستقرار الذي تحقق في طورالباحة تشكلت وانطلقت الحملة الأمنية المشتركة في مديرية المضاربة ورأس العارة وشريطها الساحلي، في الـ 5 من أغسطس ٱب العام 2023م، وتشكلت من اللواء السابع مشاة إلى جانب عدد من ألوية الفرقة الثاني عمالقة تحت قيادة العميد حمدي شكري أبرزها اللواء 21 بقيادة العقيد عبدالفتاح الاربد واللواء 22 بقيادة العقيد عزام المغربي، إلى جانب عدد من ألالوية الآخرى التي انخرطت ضمن قوات الحملة الأمنية والعسكرية، بينها الشريك الرئيسي الفاعل في الحملة الأمنية ممثل بقوات درع الوطن تحت قيادة العميد بشير المضربي، الذي تشارك قواته في الحملة الأمنية بفاعلية على امتداد مديرية المضاربة وراس العارة بعدد من ألالوية العسكرية أبرزها اللواء الأول درع الوطن بقيادة العقيد مجدي مناضل، واللواء الرابع درع الوطن بقيادة العقيد عبدالخالق الكعلولي نائب قائد الحملة الأمنية في الصبيحة، وكذلك بمشاركة من اللواء 17 عمالقة بقيادة العقيد ماجد عمر سيف، وقوات الشرطة العسكرية لقوات العمالقة بقيادة العقيد جعفر الكعلولي، واللواء الثالث حزم بقيادة محمود صائل، وقوات من لواء زايد تحت قيادة عبدالغني الصبيحي، وقوات من الحزام الأمني بقيادة العميد وضاح عمر سعيد .


وباشرت الحملة منذ يومها الأول بملاحقة المهربين وتفكيك شبكات التهريب، وإحراق احواش المهربين التي كانت تنتشر على طول الشريط الساحلي، كما أوقفت الهجرة غير الشرعية، وأمنت خط المخا عدن، ولاحقت قطاع الطرق والمهربين والمطلوبين أمنياً وناهبي سيارات المنظمات الدولية العاملة في اليمن، وناهبي سيارات وأطقم الوية العمالقة وسيارات المواطنين واوقفت تهريب السلاح والمخدرات والممنوعات، والقت القبض على أكثر من( 850) من مهربي الاتجار بالبشر .

كما تولت الحملة منذ اليوم الأول في الساحل بإحراق جميع الأحواش وتفكيك الهناجر الموجودة على امتداد سواحل العارة، وما حولها من المناطق ، والتي كانت تستخدم لتجميع المهاجرين غير الشرعيين، قبل نقلهم إلى وجهات متعددة صوب مناطق الحوثي على حدود المملكة العربية السعودية، وقامت الحملة  بإتلاف كميات كبيرة من الخمور المصنوعة محليّا وتدمير معامل تصنيعها، كما تولت الحملة ضبط كميات مهولة من الذخائر والأسلحة والمخدرات والحشيش والادوية المهربة والمنتهة الصلاحية، وشمة الحوت وغيرها الكثير من الممنوعات، التي تم ضبطها وتسليمها للأجهزة القضائية المختصة ممثلة بالنيابة العامة.

جغرافيا غطت الحملة الأمنية مساحة شاسعة على شريط ساحلي يبلغ طوله 180 كيلو متر، وعملت على تأمين بري كامل لمديرية طور الباحة، المضاربة، ورأس العارة، وكرش والعند، مما ساهم في تأمين جميع الطرق الداخلية وخطوط النقل الرئيسية بين العاصمة عدن ومحافظة تعز، وعادت مع ذلك الحياة إلى كافة ربوع المنطقة.

كما أن انجازات الحملة الأمنية لم تقتصر على السيطرة الجغرافية وحسب، بل امتدت لتشمل تفكيك الشبكات الإجرامية المعقدة، إلى جانب ضبط مئات المهربين والمطلوبين واحبطت المئات من محاولات التهريب للمخدرات والأسلحة والخمور والسموم والممنوعات المختلفة، ولاحقت القتلة والمتقطعين وكل مرتكبي الجرائم، الذين حولوا مناطق الصبيحة وطرقها خلال السنوات الفارطة إلى مراتع للفوضى وبؤر للجرائم والقتل وسفك الدماء والتقطع .


وخلال أقل من عامين استطاعت الحملة الأمنية أن تنهي سنوات طويلة من الفوضى الأمنية، المصحوبة بعدد من المشاكل منها عملية تهريب البشر والسلاح والمخدرات والحشيش والخمور، فضلاً عن إنهاء الثأرات القبلية والتقطع والحرابة وغير ذلك من الظواهر المجتمعية المزعزعة للأمن والاستقرار، وبموازاة ذلك تمكنت الحملة من قطع واحد من شرايين الامداد للمليشيات الحوثية، تلك الضربات الموجعة والمؤلمة التي وجهتها الحملة الأمنية للمليشيات الحوثية واذرعها من شبكات ولوبيات التهريب، افقدتها مصالحها التي كانت تُدر عليها مئات الملايين من الدولارات عبر السوق السوداء، وقضت على شبكات التغلغل والفساد والجريمة المنظمة .

كما أن من بين أبرز إنجازات الحملة الأمنية تمكنها في وقت قياسي من تجفيف منابع التهريب، التي كانت الرئة التي تتنفس منها المليشيات الحوثية عبر الشريط الساحلي للصبيحة، الممتد على طول يناهز الــ 180 كيلو متر، إذ كانت المليشيات تعتمد علية لسنوات، وتعتبره شرياناً مهما يغذيها بالأسلحة والمخدرات والخمور وتهريب البشر من القرن الافريقي، وبسيطرة قوات الحملة الأمنية على الشريط الساحلي تم قطع احد أهم طرق الإمداد الرئيسية التي كانت تجني عبرة مئات الملايين من الدولارات سنوياً.

وهنا لابد من التأكيد أن الأمر لم يكن مجرد ضبط شحنات المهربات من الممنوعات وحسب، بل كانت خطة مزمنة لتدمير وتفكيك منظومة تهريب متكاملة تدار من قبل المليشيات واذرعها المحلية وتحت إشراف مافيا وشبكة اكبر عابرة للحدود .

كما انه لابد من الإشارة إلى أن الحملة الأمنية المشتركة منذُ تشكيلها منتصف العام 2023م، انطلقت في أكثر من اتجاه وضربت بأكثر من يد، حتى افقدت شبكات التهريب والعصابات المنظمة توازنها، ولم تعطها الوقت الكافي لالتقاط الأنفاس، وشنت حربّا طاحنة على شبكات وعصابات تهريب المخدرات، وشبكات تهريب البشر من القرن الافريقي، وشبكات تهريب الأسلحة والممنوعات، وتهريب الأدوية والخمور، بناءا على عمل استخباراتي دقيق وتنسيق أمني عالي المستوى، وصرامة وطنية منقطعة النظير.

مع العلم أن جميع تلك الشبكات التي كانت تتخذ من الشريط الساحلي للصبيحة والممتد من رأس عمران وصولاً إلى باب المندب لم تكن مجرد شبكات عادية لتهريب السلاح والمخدرات والممنوعات والبشر ، بل كانت منظومة مصالح اقتصادية ضخمة تُدار راساّ من قبل مافيا تهريب منظمة عابرة للحدود، وتتخادم معها شبكات محلية لتجارة الممنوعات، وتدر عليهم مئات الملايين من الدولارات، وبذلك باتت شبكات التهريب المحلية اليوم في عداء دائم مع قوات الحملة الأمنية وقيادتها، وكل من يدعم جهود الحملة الأمنية، وجندت تلك الشبكات عشرات الأبواق الإعلامية التابعين لمطابخ تلك الشبكات لمهاجمة كل قيادة الحملة وكل من يقف في صفها .

كما تمكنت الحملة الأمنية خلال الفترة الماضية من القضاء على العشرات من شبكات التهريب المتنوعة، واوقعت بمئات المهربين وتمكنت من تأمين لكامل مناطق الصبيحة، من كرش حتى باب المندب بمساحة تناهز الــ 10 الف كيلو متر، وتحادد ثلاث محافظات، وفرضت الأمن والاستقرار وافشلت المئات من عمليات التهريب .

وعلى طريق استعادة ثقة المجتمع الدولي بقدرة القوات العسكرية والأمنية الشرعية وتأمين واحد من أهم الممرات الدولية كثفت الحملة الأمنية من جهودها  براً وبحراً، واستطاعت أن تعالج جملة من المشاكل على كافة المستويات الأمنية والعسكرية والاقتصادية والتنموية، وقد ظهر ذلك جلياً في أكثر من ملمح، بداية بتفكيك شبكة تهريب البشر متعددة الجنسيات، وتسجل الإحصاءات ضبط قرابة ١٥ الف مهاجر غير شرعي في مديرية المضاربة ورأس العارة.


وعلى ضوء هذا الاستقرار الأمني في منطقة الصبيحة استقرت الحياة وعادت الحركة التجارية والأنشطة الاقتصادية المختلفة، وبرز دور المنظمات والمجتمع المدني، وساد السلام والوئام بين الأوساط المجتمعية، وما كان لذلك أن يتحقق بالأمنيات بل بالعمل الجاد والمنظم والمقاصد الوطنية النبيلة والإحساس بمعاناة الناس وأوجاعهم وبالغيرة على الأرض من المجرمين واللصوص وقطاع الطرق والقراصنة والمهربين .


- من أبرز إنجازات الحملة الأمنية انهاء قضايا الثأرات وتوقيع ميثاق الشرف الوطني الجامع


وبموازاة تلك النجاحات الأمنية والعسكرية التي حققتها قوات الحملة الأمنية، تم تشكيل لجان مجتمعية لمعالجة قضايا الثأر وإصلاح ذات البين وسط تفاعل مجتمعي كبير .

وهنا لابد من الأشارة إلى أنه من بين أبرز إنجازات الحملة الأمنية المشتركة، أن طوت الصبيحة صفحة سوداوية من  تاريخها مع الثأرات القبلية، واطفئت مؤخراً وبجهود قيادتها ومشائخها المخلصين ثأئرة الثأر، التي مزقت وفرقت وحدة المجتمع الصبيحي ونسيجه الاجتماعي وقطعت اوصاله على مدى عقود .

وبفضل الإرادة الصلبة والعزيمة والإصرار للجنة حل قضايا الثأرات والنزاعات التي تشكلت من خيرة القيادات وبدعم ومساندة شعبية وقبلية لجهودها، الذين هبوا جميعًا لتغيير واقعهم المأساوي الذي سادة التقاتل والتناحر بين عشرات القبائل في الصبيحة، تاركين خلفهم البندقية التي ظلت لسنوات تتحدث مع الآخر بلغة ثأرية فجة .

اللجنة التي أشرف عليها وقادها خيرة زعماء وقيادات ومشائخ الصبيحة، بقيادة العميد حمدي شكري ومعه كوكبة من القادة والمشائخ والشرفاء، بذلت كل ما تستطع من جهود قطعت فيها الليل بالنهار لإخراج الصبيحة من براثين الفوضى والتناحر .


ولم يكن خافيّا على أحد ما عاشته الصبيحة طيلة السنوات الماضية، حينما وجدت معظم القبائل نفسها في أتون صراعات وحروب أهلية ، ووسط هذا المشهد المحزن كان لاصوت يعلو على صوت الرصاص، ولا تفوح من خصوماته الا رائحة الدم والموت، وكان الجهل وحده هو المنتصر الوحيد فيها .

- عضو لجنة حل الثأرات "بفضل الحملة الأمنية تحقق الأمن والاستقرار وتم معالجة قضايا الثأر"

 أكد الشيخ والقائد جلال الكعلولي عضو لجنة معالجة الثأرات في الصبيحة، واحد الوجهاء البارزين في صناعة ميثاق الشرف الصبيحي وحلحلة قضايا الثأرات، خلال  تصريحات خاصة : أنه بفضل الله ثم بفضل الحملة الأمنية بقيادة العميد المجاهد حمدي شكري تحقق الأمن والاستقرار في الصبيحة وتم معالجة قضايا الثأر .

وقال الكعلولي : بخصوص الحملة الأمنية وثمار الحملة الأمنية ونتائج الحملة الأمنية كثيرة جداً، وكوني عضو لجنة معالجة الثأر كنا نعمل في هذا الجانب من مدة، ولكن كان الوضع مش ولابد، "لم يكن على مايرام" وحينما جاءت الحملة الأمنية نهاية العام 2023م، بدأنا نتحرك بقوة في الميدان، ووصلنا إلى توقيع ميثاق شرف بين جميع القبائل، ووصلنا إلى عهود قبلية وانهينا موضوع الثأر بين جميع أبناء الصبيحة من كرش إلى باب المندب ، وهذا طبعا بفضل الله ثم بفضل وجود الحملة الأمنية بقيادة العميد المجاهد حمدي شكري .

مضيفاً : خلال المدة التي أعقبت وضع ميثاق الشرف تم حلحلة كثير من القضايا، وحتى التي كانت سابقاً عالقة تم معالجتها ودفع ديات وانهاء جميع القضايا ووصلنا إلى نسبة 70 في المئة أو اكثر ولم يتبق الا في حدود 20٪ أو أقل أو أكثر للقضايا العالقة سوأ كانت شخصية أو في إطار القبيلتين .

وتابع: إن شاء الله نحن عازمون بفضل الله سبحانه وبفضل الحملة الأمنية وقيادتها الحكيمة على إنهاء جميع قضايا الثأر، واي قضايا قادمة في قادم الأيام تعد قضايا شخصية ليس لها أي علاقة بالثأر، وهذا يعد أكبر إنجازا تحقق  نتيجة جهود الحملة الأمنية .

وأردف الكعلولي قائلاً :  طبعا الحملة الأمنية لا يقتصر وجودها على موضوع كيف تنجز موضوع الثأر وحسب، ولكن في عدة قضايا،  الحملة الأمنية وصولها للمديرية يعني استتباب  الأمن والاستقرار، ووجدت التنمية وظهرت المشاريع، تأمن المسافر، تعالجت القضايا، تم القبض على اي انسان يُقدم على اي قضايا جنائية، تم ضبط عمليات تهريب البشر غير الشرعيين القادمين من القرن الأفريقي، وغيرها من القضايا، فنحن نقول الحمد لله رب العالمين الأمور طيبة، وإن شاء الله نتمنى تحقق المزيد والمزيد من النجاحات والتطور .

واختتم الشيخ جلال الكعلولي بقولة : نحن من هنا ندعو جهات الاختصاص أن تدعم الحملة الأمنية وجهودها ، لأن هناك تكاليف كثيرة وكبيرة بالنسبة للجهود التي تبذلها الحملة الأمنية، ونتعشم خيراً في قيادتنا السياسية بأن لا تبخل في الدعم المادي والمعنوي، وإن شاء الله سيعم الخير للصبيحة وجميع أبناء الصبيحة .

- دعم ومساندة شعبية واسعة للحملة الأمنية وقيادتها ودعوات تحذيرية للحفاظ على المكتسبات المتحققة


يرى قطاع واسع من أبناء الصبيحة " أن الحملة الأمنية لم تكتفي بتثبت الأمن، بل عملت جنباً إلى جنب على إنهاء الثأرات القبلية، مؤكدين أن الحملة الأمنية وقيادة لجنة معالجة قضايا الثأرات، نجحوا في إنجاز ما عجزت عن إنجازه الحكومات المتعاقبة في العقود الماضية، في فرض هيبة الدولة وسلطة القانون ومعالجة قضايا الثأرات القبلية، التي ظلت لسنوات تفتك بالنسيح الاجتماعي للصبيحة .

مؤكدين " أن ذلك تحقق بعد جهود مضنية واجتماعات متواصلة رعتها لجنة معالجة قضايا الثأر برئاسة العميد حمدي شكري، وباقي أعضاء اللجنة، وتحت إشراف مباشر من قبل المرجعية والاب الروحي للصبيحة الفريق الركن محمود الصبيحي، إلى جانب مشاركة فاعلة من قبل نجل شيخ مشائخ الصبيحة الشيخ عبدالرحمن جلال شاهر، ومعهم العشرات من مشائخ ووجهاء الصبيحة، وبجهودهم جميعاً حققت الصبيحة أهم إنجاز في تاريخها الحديث، تمثل بتوقيع ميثاق شرف وطني صبيحي قبل عامين من الآن يحمي ويحقن دماء كافة ابناء الصبيحة، ويردع وينبذ كل من يهدد الأمن والاستقرار، ووقعتة والتزمت به كافة قبائل وافخاذ الصبيحة من كرش وحتى باب المندب، وكان بمثابة نقطة التحول الأبرز في تاريخ الصبيحة، وبفضلة يعيش الجميع اليوم أجواء الاستقرار والوئام والتآلف، وهذا يحدث للمرة الأولى، حتى في الأزمنة الغابرة لم تشهد الصبيحة مثل هذا الانسجام والتلاحم ونبذ كافة مهددات السلم والاستقرار .

ويرى هولاء " أنه لأول مرة تتحقق  المصالحة والتوافق على إنهاء آفة الثأرات القبلية، بعد جهود مضنية رعتها لجنة حل الثأرات وقيادات ووجهاء الصبيحة، لتنهي بذلك عشرات القضايا الثأرية التي ازدادت عقب الإنقلاب الحوثي وأودت بحياة المئات من أبناء الصبيحة بين قتيل وجريح وعطلت اعمال الكثيرين .

وبارك المئات من مشائخ ووجهاء وشخصيات مدنية وعسكرية وسياسية وإعلامية ومنظمات المجتمع المدني في الصبيحة، الإنجازات التي تحققت خلال العامين الماضيين ، واتفاقيات الصلح القلبية وتوقيع ميثاق الشرف الوطني، ووقوفهم الداعم والكامل إلى جانب الحملة الأمنية المشتركة في الصبيحة، ومساندتهم لجهودها، والوقوف بحزم ضد كل من يعمل على تعكير الصفو المجتمعي، ويهدد السلم الأهلي، واي محاولات تسعى لجر الصبيحة وإعادتها لمربع الفوضى والتناحر، وان الجميع سيقف صفاّ واحدًا بوجه كل من يحاول العبث بأمن واستقرار الصبيحة لخدمة أجندات خارجية .



- ميثاق الشرف الوطني الصبيحي نقل الصبيحة نقله نوعية من الفوضى إلى السلم والاستقرار والتعايش المجتمعي ووضع نهاية للثأرات


باتفاقيات الصلح القبلية، صنعت الصبيحة وأرست أسس سلام اجتماعي يستحق أن يحتذى به، وعمقت الروابط الأخوية بين مختلف أبناء الصبيحة، وطوت بذلك صفحة قاتمة ومظلمة من صراعات الثأر الجاهلية .

لطالما عانت الصبيحة أكثر من غيرها خلال العقود الماضية من توسع رقعة الثأرات القبلية، وبخاصة خلال الفترة التي أعقبت حرب العام 2015م، اذ انتشرت الظاهرة بشكل لافت وطالت عشرات القبائل، بما فيها تلك القبائل التي كان يعرف عنها السلم، لتنجح الصبيحة أخيراً من إيقاف نزيف الثأر وكتابة صفحة جديدة من التاريخ الصبيحي، وطي صفحة سوداوية اتشحت بالفوضى ، حينما وقعت كافة قبائل الصبيحة قبل عامين من الآن ميثاق شرف وطني صبيحي، بفضل الشرفاء من قيادة الصبيحة وفي مقدمتهم قيادة الحملة الأمنية ولجنة معالجة قضايا الثأر .

واعُتبر هذا الميثاق الوطني الجامع، بأنه اول وثيقة شرف وطنية جامعة أنهت عقود من التناحر ، وحقنت دماء الصبيحة من السقوط، وقطعت دابر المؤامرات، وأعادت الأمن والأمان لكافة بلدات الصبيحة وحاضرها وطرقها، وأنهت جرائم التقطع والحرابة، وانعشت جهود المصالحات المجتمعية، و اوقفت دوامة الثأرات التي كانت تغذيها مليشيات الحوثي وأطراف مرتبطة بها، لإضعاف الصبيحة وتمزيق نسيجها الاجتماعي، وهذا الميثاق الوطني المعزز بدعم الحملة الأمنية نقل الصبيحة من خانة الفوضى و الاحتراب، ومن حالة الا سلم إلى حالة السلم والاستقرار الاهلي والمجتمعي، واعاد الثقة لكافة أبناء الصبيحة وقبائلها وأثبت قدرته على تعايش الجميع تحت مضلة الأمن والاستقرار وهيبة النظام والقانون .


- تحذيرات ورفض شعبي لأي محاولات للأرتداد على الواقع الجديد الذي تدعمه شبكات ومافيات التهريب التي فقدت مصالحها



كافة النجاحات والانجازات التي تحققت على امتداد جغرافيا الصبيحة مترامية الأطراف تتطلب دعما أوسع وامكانيات أكبر ويقظة دائمة، لا سيما وأن شبكة كبيرة من المستفدين من الوضع السابق لن يدخروا وسيلة لإفتعال القلاقل والفتن ومحاولة الارتداد على الواقع الجديد .

رغم تلك النجاحات والانجازات التي تحققت، إلا أن التهديدات المستمرة المحدقة بالصبيحة واستقرارها تظل قائمة، خاصة إذا علمنا أن شبكات ومافيات التهريب والجريمة، في تٱمر مستمر ودائم لاستهداف الصبيحة، اذا لم يتم التعامل معها بحزم وبموقف قوي وموحد، من قبل كافة قبائل الصبيحة ومشائخها وقيادتها العسكرية والمدنية والنشطاء والمثقفين، الذين يتوجب عليهم كلاً من موقعة دعم جهود الأمن والاستقرار ومساندة الحملة الأمنية، وتوعية الناس بمخاطر تلك الشبكات والجرائم التي ارتكبتها بحق الصبيحة وابنائها، والوقوف بحزم ضد مطابخ شبكات التهريب والجريمة وما تبثه من سموم ليل نهار لثبيط جهود الشرفاء .

كما لا يخفى على أحد أن هناك العديد من المتمردين والمتربصين من الأطراف الداخلية والخارجية، التي فقدت مصالحها وتم القضاء على أعمالها غير المشروعة وغير الأخلاقية، من تجارة وتهريب المخدرات والحشيش والأسلحة والخمور والجبايات والنهب ونشر الفوضى، لن تدخر جهداً في إشعال واختلاق الفتن والاضطرابات، وتغذية وتمويل صراعات جديدة، تستهدف من خلالها تهديد النسيج الاجتماعي للصبيحة، وتزرع الفتن والتوترات القبلية وتهدد الأمن والسلم المجتمعي والأهلي.


كما أن تلك النجاحات التي قطعتها الصبيحة خلال العامين الماضيين، لن تمر دون ردود فعل مضادة، كون الكثير من المنتفعين من الأوضاع السابقة وجدوا أنفسهم خارج المعادلة، وفقدوا شبكة مصالح ومنافع كانت تُدر عليهم مئات الملايين من الدولارات، على حساب الصبيحة وابنائها وسمعتها، فراحوا يعملون بكل ما أمكنهم لإختلاق الفوضى والقلاقل، ودعم عدد من الأطراف داخل الصبيحة وخارجها، وحتى تمويل وسائل إعلام ونشطاء لتشويه الصبيحة وقيادتها والحملة الأمنية وقيادتها .


ولا يُستبعد ان تستغل تلك الأطراف التي فقدت مصالحها من شبكات التهريب التي كانت تنشط على طول سواحل الصبيحة، والتي خسرت بحسب بعض التقارير ما يربوا من 200 مليون دولار، بفعل الضربات المؤلمة التي وجهتها لها الحملة الأمنية، من تجارة المخدرات والأسلحة والخمور وتهريب البشر، استغلال الأحداث الأخيرة ووقوفهم ودعمهم لها، خاصة وقد شاهدنا مطابخ وأبواق إعلامية معادية للصبيحة والجنوب تعمل لصالح تلك الشبكات منذُ بداية الأسبوع الحالي وحتى اليوم وهي تنفث سمومها وتدعم وتؤجج وتفبرك اخبار وفيديوهات، وتصدر بيانات مزورة دعما لحالة التمرد التي حصلت، ولم يدخروا أي وسيلة في محاولة الزج بإسم قبيلة الكعللة وابنائها ومشائخها الشرفاء في تلك الأحداث، والجميع يعرف أن لا علاقة لقبيلة الكعللة ومشائخها وعقلائها بها، بل إنها احداث فردية، من قبل متمردين يساندهم أشخاص مطلوبين قضائيا وكذلك الكثير من المهربين وممن فقدوا مصالحهم من اعمال الفوضى .

في حين استغل أباطرة التهريب والفوضى وشبكاتهم ومطابخهم القذرة هذه الفرصة لتحقيق ما عجزت عن تحقيقة والقيام به شبكات ومافيات التهريب واذرعها  خلال العامين الماضيين لدعم ومساندة اي أعمال تمرد وفوضى  تقويض حالة السلم والاستقرار الذي تعيشه الصبيحة اليوم.

ولا غرابة اذا شاهدنا ورأينا قيام شبكات التهريب والفوضى والنهب بدعم وتمويل وحشد وحتى تسليح لأي أعمال فوضى، والدفع بأي طرف يحقق لها رغبتها بالنيل من قيادة الحملة الامنية واستهداف قوات وافراد الحملة الأمنية في الصبيحة، وإيقاف نجاحاتها او الحد منها، فهم وحدهم المستفيد من اي أعمال للفوضى في الصبيحة، بعد أن وجدت جماعات وشبكات التهريب المنظم نفسها أمام واقع جديد وباتت خارج المشهد الصبيحي، ولم تعد الصبيحة ممراً آمناً لأعمالها القذرة والمشبوهة .


والجميع بات يعلم يقيناً أن شبكات ومافيات التهريب والفوضى لم تُسلم بخسائرها وما فقدته من منافذ هامة للتهريب، بالإضافة إلى انها لم تهضم بعد التحولات الجارية في الصبيحة، والنجاحات البارزة التي تحققت خلال العامين الماضيين ، وانه لا رجعة للصبيحة إلى الوراء مهما كانت حجم التضحيات للقضاء على تلك الشبكات ومن يقف خلفها ويغذيها .


- رفض شعبي ومجتمعي لاي أعمال تمرد تُقوض وتهدد السلم المجتمعي وتنسف الإنجازات التي تحققت



خلال الأحداث الأخيرة التي شهدتها الصبيحة خرج المئات من العقلاء والمثقفين والنشطاء والمشائخ للتحذير من اي دعوات للارتداد على الواقع الجديد، والانقلاب على الإنجازات المتحققة، وعلى الأمن والاستقرار، محذرين من اي دعوات تدعم اي تمرد وتصطف خلف الفوضى، التي تقوض وتهدد السلم الاهلي والمجتمعي، وتنسف الميثاق الوطني الصبيحي الذي حقن دماء الصبيحة واوقف الثأرات القبلية خلال العامين الماضيين .

كما أن التحركات والأحداث الأخيرة والمشبوهه التي جرت في مديرية المضاربة ورأس العارة، دعمتها واججتها إعلامياً مطابخ معادية معروفة تابعة لشبكات ومافيات التهريب والنهب والفوضى، وهي بلا شك من دفعت بها للواجهة، قد قوبلت برفض وإدانة واسعة من قبل مشائخ وشخصيات مدنية وعسكرية وإعلامية، ومن جل الشرفاء في الصبيحة، الذين يدركون جميعاً مخاطر اي ارتداد على ما تحقق من إنجازات في كافة ربوع الصبيحة، بفضل الحملة الأمنية وقيادتها، معتبرين أن أي تصعيد وتحشيد لاستهداف قوات الحملة الأمنية، هو تهديد مباشر للصبيحة ووحدتها ونسيجها وأمنها، وتشق الصف الصبيحي وتهدد بنسف ميثاق الشرف الوطني الجامع و الانقضاض علية، والعودة إلى مربع الفوضى والثأرات .

والحقيقية أن جل مشائخ ووجهاء وابناء قبيلة الكعللة الشرفاء تنبهوا لهذه المخاطر، وكانوا بحق في مقدمة من أدان أي أعمال فوضى تستهدف أمن الصبيحة وتنسف جهود الأمن والاستقرار، كيف لا ومشائخ ووجهاء وابناء الكعللة كانوا في مقدمة القبائل التي صنعت الانتصارات في الصبيحة مقدمين مئات الشهداء والجرحى، إلى جانب مشاركتهم  في جهود الحملة الأمنية وفي صناعة ميثاق الشرف الوطني الصبيحي الجامع، ومشاركتهم في لجنة المصالحات وحل قضايا الثأرات، كما أن الكعلله عانت لسنوات من فوضى الثأر، وبات اغلب قيادتها وابنائها أكثر حرصاً ويدركون مخاطر اي انزلاق في الصبيحة.

ومهما حاولت قوى الظلام والنهب والفوضى من جر قبيلة الكعللة وجعلها بمثابة حصان طروادة لتحقيق مآربها وتكون هذه القبيلة سبب في إعادة الفوضى، لكننا نعلم ونعرف جيداً أن قبيلة بحجم الكعللة الضاربة جذورها في عمق تاريخ الصبيحة والجنوب وخط الدفاع عنهما، كانت وستظل على مدى تاريخها قلعة دفاع وصد لاي مؤامرات تستهدف الصبيحة، وهي اكبر واكبر من أن تكون سُلماً وطوق نجاة تتسلق علية تلك القوى العابثة، سوأ الخارجية أو الداخلية لصناعة الفوضى في مناطق الصبيحة وهي أكبر من أن تسقط في هذا الفخ .



- حمدي شكري .. الثائر الصامت صانع التحولات والاستقرار .. سيف الصبيحة والجنوب وحارس السواحل ومطرقة الأمن في وجه التهريب


ما أن توقفت جولات ومعارك الحرب مع مليشيات الحوثي لأجل غير مسمى، بدأت في مناطق ومديريات الصبيحة غرب لحج وفي بوابة العاصمة عدن الغربية والشمالية حرب من نوع اخرى، أنها حرب تثبيت الأمن والاستقرار واستعادة هيبة الدولة وفرض سلطات القانون، بعدما اختطفت مليشيات الفوضى وشبكاتها الصبيحة، وعبثت بها ونشرت الخراب وغذت الثأرات والتقطعات، وزعزعت الأمن، وغيبت سلطة مؤسسات الدولة، وجعلت منها مسرح مفتوح وميدان خصب للمهربين، ولم يكد يمر يوم واحد إلا ونشهد حدثًا هنا وجريمة هناك واروحا تزهق على قارعة الطرق وفي الأسواق، كما لم يمر يوم إلا ونسمع عن جريمة تقطع ونهب وسلب لعابري طرق الصبيحة والسالكين دروبها .

لتبدأ على هذه الجغرافيا الملتهبة عندما بدأ العميد حمدي شكري بخوض أولى جولات معاركة لتثبت الأمن وفرض هيبة القانون، وبسط سلطة الدولة وإعادة بنائها من تحت الركام، وملاحقة المهربين والمطلوبين للعدالة والمتقطعين والقتلة وقوى النهب والظلام التي حولت الصبيحة بوابة للفوضى، وذلك بعد تشكيل الحملة الأمنية المشتركة التي انطلقت في بادى الأمر من مديرية طورالباحة عاصمة الصبيحة، في مايو من العام 2023م، ومن ثم المضاربة ورأس العارة مطلع اغسطس من ذات العام.

وبعد تشكيله الحملة الأمنية بدأ شكري بإعادة ترميم عمق العاصمة عدن والجنوب الغربي، وبدأ بملاحقة المهربين وتجار المخدرات والمجرمين وقوى الفوضى والمرتبطين بشبكات مصالح معقدة ومتجذرة مع مليشيات الحوثي، والقي القبض على المئات منهم، وكل من ثبت تورطهم في جرائم قتل وتقطع ونهب، ومن يغذون الفتن والصراعات في الصبيحة وكذلك من صدرت بحقهم احكام قضائية .

قاد الرجل حملة أمنية وعسكرية غير مسبوقة والأولى من نوعها في البلاد، اتسمت بالصرامة والجدية والشدة والشجاعة، وضربت بكل قوة وبيد من حديد، واسفرت عن تحقيق نتائج ثمارها سريعاً، وأدت إلى تفكيك شبكات التهريب والجريمة المنظمة، وطالت يدها أباطرة وقيادات كبرى، لم يكن ليقدر على مقارعتهم غير حمدي شكري، وأغلقت كافة منافذ ومسالك التهريب، وضبطت العشرات من قوارب التهريب في السواحل وفي عمق المياه الإقليمية، ومن يزور مناطق الصبيحة اليوم سوف يدرك أنها باتت المنطقة الأكثر آمنا وأماناً على طول البلاد وعرضها، وهي اليوم تفخر بابنها البار العميد حمدي شكري وكل من كان له يد في إعادة صناعة هوية الصبيحة ومجدها.

نجح شكري بعزيمة وإصرار وتحدي وشجاعة لاتلين، وقيادة لاتعرف طريقًا للوساطات ولا المساومات، في القضاء على أوكار الفوضى والجرائم والمافيا، وخاض مواجهات شرسة مع مهندسي واباطرة التهريب وكبار كهنة الفوضى، وامراء الجريمة المنظمة عابري الحدود، الذين يمتلكون كافة وسائل الحرب، السلاح والمال وشبكات ومطابخ الإعلام القذرة، التي تحرض ليل نهار ضدة وضد الحملة الأمنية وضد قيادة الصبيحة، وفرض الأمن والاستقرار واعاد هيبة الدولة ومعها أعاد سمعة الصبيحة ومجدها، بعدما لطختها أيادي الإجرام وجعلت منها منطقة موبوءة .


راسماً للصبيحة واقعًا جديداً لتصبح اليوم واحدة من أفضل مناطق البلاد التي تشهد أمن واستقرار، ولم يتحقق ذلك كله من خلال الشعارات والإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي كما هو حال جل القادة اليوم ، فهو لم يبحث يوماً عن التغطيات الإعلامية، بل من خلال العمل الجاد على الأرض وفي الميدان، وأثبت مجدداً أنه ليس قائد عسكري يخوض حروبة مع مليشيات الحوثي وينتصر فيها وحسب، بل إنه رجل دولة ورجل أمن من طراز نادر وفريد أعاد للصبيحة مكانتها وسمعتها وكرامتها التي تستحق .

رجل وقائد شجاع وصادق لا يساوم ولا يهادن ولا يلين في قضايا ومصير وطنه وشعبة، وأمنهم وحمايتهم من شبكات التهريب والاجرام والمخدرات، صادقًا في وعودة وفياً لشعبة ولدماء الشهداء والأبطال، محولاً جبال وسهول واوديه وسواحل الصبيحة إلى مناطق محرمة على المهربين والمجرمين، أنه العميد "حمدي شكري" الثائر الصامت، صانع الأمن والاستقرار ومُفجر المقاومة وقاهر التهريب والفوضى وحارس السواحل، وسيف الصبيحة والجنوب ودرعهما الحصين، والصخرة التي تحطمت على يديها شبكات ومافيات التهريب والفوضى


يتبع الحلقة الثالثة 👈🏼

شاهد أيضًا

الصبيحة من الفوضى إلى الاستقرار.. قصة تحول أمني استثنائي ...

الجمعة/22/أغسطس/2025 - 06:00 م

شهدت مناطق الصبيحة الرابضة على شريط ساحلي يزيد على 180 كيلو يربطها بالبحرين العربي والأحمر، فضلاً عن كونها "بوابة اليمن الجنوبية الغربية" ورئتة النابض


السيول تجرف محافظ حضرموت وموكبه خلال جولة ميدانية ...

الجمعة/22/أغسطس/2025 - 10:25 ص

كادت السيول الجارفة في وادي غبر أن تجرف موكب محافظ حضرموت، الشيخ مبخوث مبارك بن ماضي، أثناء جولته التفقدية لمديريات دوعن، ووادي العين، وحورة، والقطن،


الانتقالي يحشد لإنهاء إضراب المعلمين بعدن قبيل انطلاق العام ...

الجمعة/22/أغسطس/2025 - 09:00 ص

كثفت قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي تحركاتها لإنهاء إضراب المعلمين بعدن المستمر للعام الثاني على التوالي، مع اقتراب بدء العام الدراسي الجديد. وعقد عض


عاجل :العراق.. استهداف مقر رئيس حزب الاتحاد الوطني الكردستان ...

الجمعة/22/أغسطس/2025 - 06:20 ص

عاجل :العراق.. استهداف مقر رئيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني #بافل_طالباني