آخر تحديث :السبت - 12 يوليو 2025 - 11:50 ص

شهر أو شهرين.. حالة إذلال

الإثنين - 06 يناير 2025 - الساعة 05:49 ص

علي حسن زكي⁩
الكاتب: علي حسن زكي⁩ - ارشيف الكاتب


إن شعب الجنوب لم يعانِ قط في تاريخ حياته حاله إذلال كتلك التي يحاولون أن يفرضوها عليه اليوم في سياق معاناته الحياتية المعيشية والخدمية، أسبوع متواصل حتى الآن بدون كهرباء ومعها الماء لأسباب مفتعلة ربما تقف خلفها مماحكات سياسية في إطار حالة الإذلال إياها مع استمرار الارتفاعات السعرية لكل متطلبات العيش والحياة وبصورة غير مسبوقة، لقد تضاعفت حالة الناس وزادت سوءا على سوء وموظفو الخدمة المدنية والعسكرية والأمنية بدون مرتبات لشهري نوفمبر وديسمبر 2024م.

خزينة البنك المركزي فارغة وموازنة الدولة تعاني من عجز كما يقولون. جاءت المنحة السعودية وضخ البنك المركزي المرتبات وتراكم الموظفون أمام محلات الصرافة وهم يتساءلون مع بعضهم بعضاً "جابوا لكم شهر أو شهرين؟" وفي حالة إذلال لم يسبق لها مثيلاً بما هو الراتب لا يكفي مصاريف الأسرة لأسبوع خمسين ألف ريال يساوي عشرون دولاراً.

لقد صار شعب الجنوب يتسول إنقاذه من جور معاناته المعيشية والخدمية وموظفوه يتسولون فتات راتب وفي ظل تغييب وصمت مطبق لخيراته وعائداته وموارده الكفيلة بذلك كأنها لم تكن. مترافقاً ذلك ربما مع تعويل المجلس الرئاسي والحكومة على المنح الخارجية وهل في ذلك الحل المستدام؟ حتى متى سيظل مصير معيشة شعب الجنوب وخدماته العامة ورواتب موظفيه -رهينة منح- ؟ أين هي خيرات وعائدات وموارد ثروات الجنوب من النفط والغاز والمعادن وغيرها من الثروات الأخرى بما فيه رماله السوداء المحتوية على الذهب؟ أين هي موارد الميناء والمطار ومصافي الزيت من العملات الصعبة والمحلية؟ أين هي موارد الضرائب العامة/ المحلية؟ أين هي مساعدات ودعم وهبات ومنح الصناديق والمنظمات الدولية من العملات الصعبة؟ إلى أين تذهب؟ ولماذا كل ذلك على أهميته في حياة الناس واستقرار معيشتهم وخدماتهم والإيفاء بدفع مرتبات الموظفين في أوقاتها دون الحاجة لانتظار زخة أكسجين منحة خارجية مسكوتاً عليه؟

إن مسؤولية الكشف عن تلك كل الموارد والعائدات ومصارحة الشعب تقع بدءاً على قيادة المجلس الانتقالي وعلى الجنوبيين الموجودين في عضوية المجلس الرئاسي -الحكومة-البرلمان - هيئة التشاور والمصالحة وفي مقدمتهم ممثلو المجلس الانتقالي وكذلك على شعب الجنوب وكل فعالياته السياسية والنقابية والعمالية والثقافية والصحافية والتربوية والعسكرية والأمنية والوجهات والشخصيات الاجتماعية الوازنة وكل منظمات المجتمع المدني الجنوبية في رفع الصوت عالياً وفي إطار حق ممارسة النضال السلمي بأشكاله وأساليبه الحضارية والمدنية باعتبار قضية ثروات وعائدات وموارد شعب الجنوب ترتبط ارتباطاً وثيقاً بحياته المعيشية قضية حق ووجود وخلاص من حالة إذلال وتسول وممارسة حقه في الحياة الحرة والعيش الكريم في رحاب دولته الجنوبية كاملة الحرية والسيادة والاستقلال سيداً على أرضه ومالكاً لثرواته وقراره الوطني.




شاهد أيضًا

هل كان حرقها أولوية؟.. الداعري يثير جدلاً بعد إحراق كميات ضخ ...

السبت/12/يوليو/2025 - 09:45 ص

أثار الصحفي ماجد الداعري موجة جدل واسعة عقب منشور كتبه على صفحته في "فيسبوك"، تعقيبًا على عملية إحراق كميات ضخمة من المخدرات المضبوطة يوم أمس في مدينة


حكومة بن بريك.. "اجتماعات لا تموت" والشعب يُشوى تحت حرارة ال ...

الجمعة/11/يوليو/2025 - 04:00 م

يبدو أن الحكومة في عدن باتت تمتهن فناً فريداً لا تجيده إلا في اليمن: فن الدوران في حلقة مفرغة من الاجتماعات والبيانات، بينما المواطنون يغرقون في أزمات


“مازوت بلا مال”.. حكومة تعِد وكهرباء عدن تنهار مجددًا! ...

الجمعة/11/يوليو/2025 - 02:20 م

بعد أيام قليلة فقط من تعهدات الحكومة اليمنية باتخاذ إجراءات عاجلة لحل أزمة الكهرباء في عدن، عادت الخدمة للانهيار مجددًا، في مشهد أثار استياء واسعًا بي


اليافعي: نحن في زمن المفارقات.. المناضل يُحاكم والفاسد يُكرّ ...

الجمعة/11/يوليو/2025 - 02:10 م

انتقد الصحفي الجنوبي ياسر اليافعي، في منشور على صفحته بموقع فيسبوك، المفارقات التي تعيشها البلاد، حيث يُلاحق المناضلون في المحاكم، بينما يُكرَّم الفاس