آخر تحديث :الأحد - 11 مايو 2025 - 01:35 م

حين نُصبح نحن السنين.. فلسفة البدايات وصناعة الحياة!

الثلاثاء - 31 ديسمبر 2024 - الساعة 10:44 ص

حسين القملي
الكاتب: حسين القملي - ارشيف الكاتب



لا وهم أكبر من تلك الكذبة التي نتداولها كل عام، كذبة إغلاق السنين وانتظار عام جديد يغير حياتنا، يرمم أحلامنا، ويعيد ترتيب أرواحنا.. ليست الأعوام من تصنعنا، نحن من نصنعها، ليست الأيام من تمنحنا الفرح أو الحزن، نحن من نحملها تلك المشاعر ونصبغها بألواننا.

كل عام نعلّق آمالنا على رقم جديد، كأنّ الزمن عصا سحرية قادرة على محو كل ما مضى وإهدائنا بداية بلا ألم، ولكن الحقيقة عكس ذلك تماماً، السنوات لا تُغلق معها الأوجاع ولا تضمن لنا الفرح؛ نحن وحدنا من نملك القدرة على إغلاق الأبواب أو فتحها، على حمل جراحنا معنا أو تركها خلفنا، على أن نبدأ حيث نشاء، بلا انتظار ولا مواسم.

الزمن ليس حارساً على أرواحنا ولا قاضياً يفصل بيننا وبين الآخرين، هو فقط مسرحٌ للأحداث، ونحن اللاعبون، نحن من نقرر أن نُبقي بعض الأشخاص أو نستغني عنهم، نحن من نصفي الأرواح من حولنا، ننصف من أحببناهم، ونتصالح مع من خذلونا أو نتركهم للزمن ليُعلمهم، نحن من نُمسك بزمام حياتنا، نحن من نختار كيف نكتب أيامنا، وكيف نحول خيباتنا إلى دروس، أو نتركها لتُنهك أرواحنا.

السنوات لا تغير شيئاً، نحن من نتغير، الحب يغيرنا، الفقد يغيرنا، اللقاء والفراق، الخيبات والانتصارات، مشاعرنا التي تتقلب تحت رياح الواقع هي التي ترسم ملامح أعمارنا، وما أجمل أن ندرك أن كل لحظة يمكن أن تكون بداية، كل يوم صفحة بيضاء تنتظر أن نخط فيها شيئاً جديداً.

ليست السنة القادمة أو التي بعدها هي مفتاح الخلاص، الخلاص فينا، في قرار نأخذه اليوم، في خطوة نبدأها الآن. لا نحتاج إلى تاريخ محدد لنحتفل بالبداية.. البداية هي تلك اللحظة التي نقرر فيها أن نواجه، أن ننهض، أن نترك خلفنا ما يثقل أرواحنا، وأن نسير نحو ما نحلم به.

نحن السنين، نحن الأيام، نحن الذين نمنح الزمن معناه، اختر تاريخك، اصنع بدايتك الخاصة، احتفل بانتصارك على الماضي، حينها فقط، ستصبح أنت السيد على أيامك، وستجد أن كل لحظة تحمل في طياتها عاماً كاملاً من الحياة.

في النهاية، ندرك أن الحياة ليست عدّاد سنوات ولا سباق أيام، بل هي تراكم لحظات نصنعها نحن بإرادتنا، ونلونها بقراراتنا، ونمنحها معناها الحقيقي من خلال شجاعتنا في التغيير.. ليست الأعوام من تمنحنا فرصة جديدة، بل قلوبنا التي تختار أن تؤمن بأن النور يمكن أن يولد في أعمق الظلمات، وأن البدايات لا تحتاج لتاريخ، بل لخطوة.

فلتكن كل لحظة بداية، وكل انكسار درسًا، وكل خيبة انطلاقة نحو أفق أرحب، الزمن ليس إلا شاهدًا على قصتنا، ونحن من نكتبها بأيدينا، فاجعل خاتمة هذا العام بداية جديدة لك، لا تقف عند الماضي ولا تنتظر المستقبل، بل اصنع حاضرًا يليق بك، لأنك أنت البداية وأنت النهاية، وأنت الحياة نفسها.





شاهد أيضًا

الريال اليمني يترنح أمام العملات الأجنبية ويواصل هبوطه الحاد ...

الأحد/11/مايو/2025 - 09:00 ص

يواصل الريال اليمني انهياره أمام العملات الأجنبية، في ظل غياب أي حلول اقتصادية فاعلة، ما يزيد من معاناة المواطنين في جميع المحافظات، ويهدد بمزيد من ال


رئيس الوزراء يطلق خطة عاجلة لإغاثة كهرباء عدن ...

الأحد/11/مايو/2025 - 12:40 ص

أصدر رئيس الوزراء الدكتور سالم صالح بن بريك، توجيهات عاجلة بتزويد مؤسسة كهرباء عدن بكميات إسعافية من وقود الديزل، وذلك من المخزون المتوفر لدى أحد التج


فضيحة وقود الكهرباء.. تاجر يبتز الحكومة وسفينة الديزل تغيّر ...

الأحد/11/مايو/2025 - 12:15 ص

في أول أزمة تواجه رئيس الوزراء الجديد سالم بن بريك، رفض تاجر مشتقات نفطية تفريغ شحنة ديزل مخصصة لمحطات الكهرباء في عدن قبل تحويل قيمتها المالية مسبقًا


عُمان والحوثيون بين الدعم العسكري والدبلوماسي.. توازن معقّد ...

السبت/10/مايو/2025 - 10:00 م

دراسة تحليلية تعد سلطنة عُمان من بين اللاعبين الإقليميين الذين حاولوا الحفاظ على الميليشيات الحوثية من نشأتها حتى اللحظة. فقد انتهجت سياسة حياد مستمر