آخر تحديث :السبت - 28 يونيو 2025 - 02:20 م

حين نُصبح نحن السنين.. فلسفة البدايات وصناعة الحياة!

الثلاثاء - 31 ديسمبر 2024 - الساعة 10:44 ص

حسين القملي
الكاتب: حسين القملي - ارشيف الكاتب



لا وهم أكبر من تلك الكذبة التي نتداولها كل عام، كذبة إغلاق السنين وانتظار عام جديد يغير حياتنا، يرمم أحلامنا، ويعيد ترتيب أرواحنا.. ليست الأعوام من تصنعنا، نحن من نصنعها، ليست الأيام من تمنحنا الفرح أو الحزن، نحن من نحملها تلك المشاعر ونصبغها بألواننا.

كل عام نعلّق آمالنا على رقم جديد، كأنّ الزمن عصا سحرية قادرة على محو كل ما مضى وإهدائنا بداية بلا ألم، ولكن الحقيقة عكس ذلك تماماً، السنوات لا تُغلق معها الأوجاع ولا تضمن لنا الفرح؛ نحن وحدنا من نملك القدرة على إغلاق الأبواب أو فتحها، على حمل جراحنا معنا أو تركها خلفنا، على أن نبدأ حيث نشاء، بلا انتظار ولا مواسم.

الزمن ليس حارساً على أرواحنا ولا قاضياً يفصل بيننا وبين الآخرين، هو فقط مسرحٌ للأحداث، ونحن اللاعبون، نحن من نقرر أن نُبقي بعض الأشخاص أو نستغني عنهم، نحن من نصفي الأرواح من حولنا، ننصف من أحببناهم، ونتصالح مع من خذلونا أو نتركهم للزمن ليُعلمهم، نحن من نُمسك بزمام حياتنا، نحن من نختار كيف نكتب أيامنا، وكيف نحول خيباتنا إلى دروس، أو نتركها لتُنهك أرواحنا.

السنوات لا تغير شيئاً، نحن من نتغير، الحب يغيرنا، الفقد يغيرنا، اللقاء والفراق، الخيبات والانتصارات، مشاعرنا التي تتقلب تحت رياح الواقع هي التي ترسم ملامح أعمارنا، وما أجمل أن ندرك أن كل لحظة يمكن أن تكون بداية، كل يوم صفحة بيضاء تنتظر أن نخط فيها شيئاً جديداً.

ليست السنة القادمة أو التي بعدها هي مفتاح الخلاص، الخلاص فينا، في قرار نأخذه اليوم، في خطوة نبدأها الآن. لا نحتاج إلى تاريخ محدد لنحتفل بالبداية.. البداية هي تلك اللحظة التي نقرر فيها أن نواجه، أن ننهض، أن نترك خلفنا ما يثقل أرواحنا، وأن نسير نحو ما نحلم به.

نحن السنين، نحن الأيام، نحن الذين نمنح الزمن معناه، اختر تاريخك، اصنع بدايتك الخاصة، احتفل بانتصارك على الماضي، حينها فقط، ستصبح أنت السيد على أيامك، وستجد أن كل لحظة تحمل في طياتها عاماً كاملاً من الحياة.

في النهاية، ندرك أن الحياة ليست عدّاد سنوات ولا سباق أيام، بل هي تراكم لحظات نصنعها نحن بإرادتنا، ونلونها بقراراتنا، ونمنحها معناها الحقيقي من خلال شجاعتنا في التغيير.. ليست الأعوام من تمنحنا فرصة جديدة، بل قلوبنا التي تختار أن تؤمن بأن النور يمكن أن يولد في أعمق الظلمات، وأن البدايات لا تحتاج لتاريخ، بل لخطوة.

فلتكن كل لحظة بداية، وكل انكسار درسًا، وكل خيبة انطلاقة نحو أفق أرحب، الزمن ليس إلا شاهدًا على قصتنا، ونحن من نكتبها بأيدينا، فاجعل خاتمة هذا العام بداية جديدة لك، لا تقف عند الماضي ولا تنتظر المستقبل، بل اصنع حاضرًا يليق بك، لأنك أنت البداية وأنت النهاية، وأنت الحياة نفسها.





شاهد أيضًا

"ابتزاز على الطريق".. أكثر من 50 قاطرة غاز تتوقف في أبين وسط ...

السبت/28/يونيو/2025 - 10:50 ص

توقفت أكثر من 50 مقطورة محمّلة بالغاز المنزلي، السبت، على الطريق الدولي في محافظة أبين، احتجاجًا على ما وصفه السائقون بـ"الابتزاز المالي" من نقاط جباي


مجزرة.. مدمن يقتل فتاة ويقطع جثتها ويخفيها بالمجاري ...

السبت/28/يونيو/2025 - 08:50 ص

هزّت العاصمة اليمنية صنعاء، السبت، جريمة قتل مروعة راح ضحيتها فتاة شابة على يد مدمن من أصحاب السوابق، أقدم على قتلها وتقطيع جثتها إلى ثلاثة أجزاء، وإخ


الريال اليمني في مهبّ الانقسام.. أسعار الصرف ...

السبت/28/يونيو/2025 - 08:11 ص

تواصل أسعار صرف العملات الأجنبية تفاوتها الكبير بين عدن وصنعاء، في ظل الانقسام النقدي الحاد بين سلطات الطرفين. وبلغ سعر صرف الدولار في عدن 2735 ريالاً


صدمة في المعلا.. فتاة تُضبط وهي تدفن "أسحار" بين القبور! ...

السبت/28/يونيو/2025 - 02:55 ص

تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يُظهر فتاة داخل مقبرة المعلا في عدن، وهي تقوم بدفن مواد يُشتبه بأنها أعمال سحر وشعوذة. وأثارت الو