آخر تحديث :الخميس - 18 سبتمبر 2025 - 04:10 م

بمفردي واجهت أيامي الصعبة.. فمن أنت لتخبرني أنك معي؟

الجمعة - 20 ديسمبر 2024 - الساعة 05:55 م

حسين القملي
الكاتب: حسين القملي - ارشيف الكاتب



كم مرة شعرنا بالخذلان من كلمات لا تُسمن ولا تغني من جوع، كلمات تُلقى بلا وزن ولا عمق، تُقال حين يتأخر الوقت كثيرًا، وحين تكون الجروح قد تعمقت، والدموع قد جفت، والنفس قد اعتادت المضي وحيدةً رغم العواصف.

حين كنت في أصعب أوقاتي، وحين كانت الحياة تثقلني بتحدياتها، واجهتها وحدي.. لا يد تُمد، ولا صوت يُطمئن، ولا أحد كان يرى تلك العتمة التي أقاتل فيها لأبقى واقفًا، لقد تعلمت أن أكون لنفسي سندًا، وأن ألملم شتات روحي حين تتكسر، لأنني أدركت أن انتظار الدعم من الآخرين كمن يطارد سرابًا في صحراء قاحلة.

عندما كنتُ أواجه تلك الليالي الطويلة، حيث الوحدة تُصارعني والأفكار تُثقلني، لم أجد إلا نفسي، لا أحد كان هناك ليقول "أنا معك".. فكيف تأتي اليوم لتقولها بعدما عرفت أنني نجوت بمفردي؟، كيف تجرؤ على ادعاء وجودك في وقتٍ كنت فيه ظلًا غائبًا؟

لا أنكر أن الألم كان معلمي، وأن العزلة جعلتني أقوى، فقد صنعت مني الأيام الصعبة إنسانًا مختلفًا، يعرف قيمة نفسه، ويؤمن أن الاعتماد على الآخرين ما هو إلا وهم قد يهدم أكثر مما يبني، لقد أصبحت أكثر وعيًا بأن النور الذي انتظرته كان داخلي، وأن الأمل الذي بحثت عنه كان في إصراري على النهوض رغم السقوط المتكرر.

إن من يقول اليوم "أنا معك" عليه أن يسأل نفسه: أين كنتَ حين كنتُ أسير وحدي في تلك الطرقات الموحشة؟، أين كانت كلماتك حين كنت أحتاج لأبسط دعمٍ أو دفء؟

ربما لا ألوم أحدًا، فأحيانًا غيابهم كان الدرس الذي جعلني أقف وحدي، فالإنسان الحقيقي يُصقل في أشد لحظاته وحدة، وحين تُقفل الأبواب في وجهه، يعرف أن الطريق الذي يسلكه وحده هو الطريق الذي سيقوده إلى ذاته.

لذا لا أريد كلمات تُقال من باب المواساة المتأخرة، فأنا لم أعد أحتاجها، أنا اليوم أعي جيدًا أنني لا أحتاج سوى نفسي وإيماني بقدرتي على تجاوز كل شيء.

فإن كنتَ معي اليوم، فلا بأس.. لكن لا تخبرني أنك كنتَ معي وقت الشدة لأنني كنت وحدي، وبمفردي واجهت كل شيء.. وهذا يكفي، الوحدة التي كانت ضعفًا يومًا ما، أصبحت قوتي التي لا تُقهر.

وفي النهاية، تعلمت أنني وحدي كنت كافيًا، لقد واجهت ضعفي، وسرت في الظلام حتى أصبحت أنا النور، فلا حاجة لي بوعود زائفة أو كلمات تُقال بعد فوات الأوان، من يريد أن يكون معي، عليه أن يعرف أنني اليوم أقف بثبات، لا أحتاج سوى نفسي وإيماني بقوتي، فإن كنت ستبقى، فابقَ بصمتٍ صادق، وإن كنت سترحل، فارحل بلا عتاب، أما أنا.. فسأكمل طريقي كما كنت دائمًا، ثابتًا، شامخًا، وواثقًا بأنني قادر على مواجهة الحياة، بمفردي.




شاهد أيضًا

الزُبيدي والبحسني يلتقيان سفراء بريطانيا وفرنسا وأمريكا.. وت ...

الخميس/18/سبتمبر/2025 - 03:23 م

التقى الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، ونائبه اللواء فرج سالمين البحسني، الخميس في الرياض، سفيرة المملكة المتحدة عبد


ثلاثون رصاصة على جسد امرأة… ناشط: مجتمعنا مقبرة كبرى بلا روح ...

الخميس/18/سبتمبر/2025 - 03:19 م

كتب الناشط الصحفي زيد بن يافع منشورًا ساخرًا ولافتًا على صفحته في "فيس بوك"، رصدته العين الثالثة، قال فيه إن "المجتمع الذي تُهان فيه المرأة وتُقتل بثل


أرادت أن تنظف #قذارتهم… لكن #القذريين اغتالوها.. الغلبان يشع ...

الخميس/18/سبتمبر/2025 - 03:01 م

نشر الناشط نبيل الغلبان على صفحته في فيسبوك منشورًا لاذعًا وساخرًا رصده موقع العين الثالثة، استخدم فيه لغة تصويبٍ حادة تجاه مجموعة لم يسَمِّها، وذلك ت


رصاص الإرهاب يحصد الحياة.. ثلاثون طلقة تخترق جسد امرأة كانت ...

الخميس/18/سبتمبر/2025 - 02:54 م

كتب الإعلامي منصور صالح في منشور ساخر ومرير على صفحته في فيسبوك – رصدته العين الثالثة – تعليقًا على جريمة بشعة هزّت مدينة تعز، قال فيه: "ثلاثون طلقة ف