آخر تحديث :الجمعة - 14 نوفمبر 2025 - 10:55 م

صرخات في صمت الحكومة: انهيار الريال اليمني ووجع المواطن

الخميس - 17 أكتوبر 2024 - الساعة 03:32 ص

حافظ الشجيفي
الكاتب: حافظ الشجيفي - ارشيف الكاتب


في زوايا الحزن التي تنبض بها شوارع المدن المحررة، حيث يتجلى الألم في عيون الأمهات وأحلام الأطفال، يقف المواطن العادي كجبلٍ صامدٍ أمام عواصف الفوضى الاقتصادية.

قد نكون نحن- الكتاب والإعلاميين والصحفيين- بعيدين عن جحيم المعاناة اليومية التي يعيشها الناس في الشوارع والأحياء. فبينما يتلقى البعض منا دعمًا من الأهل والأصدقاء الميسورين، ويستفيد آخرون من علاقاتهم مع التجار والمغتربين، نجد أنفسنا في مواجهة خيار صعب: إما الانحياز إلى السلطة، حيث يمكننا أن نطبل لمآثر كاذبة ونحقق مكاسب شخصية طائلة، أو أن نقف بجانب المواطن الذي يتجرع مرارة الأزمات.

ورغم علمنا بأن هذا الخيار قد يعرضنا لمتاعب جمة، فإن ضميرنا يصرخ في داخلنا، ليقول: "اكتب من أجل الشعب".

حيث، يواجه المواطنون اليوم أزمة اقتصادية خانقة تتجلى في انهيار الريال اليمني أمام العملات الأجنبية، وخاصة الدولار. فقد تجاوز سعر الدولار عتبة غير مسبوقة في المناطق المحررة التابعة للشرعية، مما جعل من الصعب على الأسر تأمين احتياجاتها الأساسية.

هذا الانهيار ليس مجرد رقم يتلاعب به التجار، بل هو واقع يهدد وجود المواطن ويجعل من حياته جحيمًا لا يطاق.

ما يزيد الطين بلة هو صمت الحكومة المريب وتجاهلها المستفز لهذه الأزمة. كيف يمكن لمؤسسات الدولة أن تتجاهل معاناة شعبها؟ كيف يمكن للوزراء والمسؤولين أن يعيشوا في أبراجهم العاجية بينما يتعرض المواطن لضغوط اقتصادية خانقة؟ إن هذا الصمت ليس مجرد إهمال، بل هو تواطؤ مع الفساد المستشري الذي ينخر في جسد الاقتصاد.

إن انهيار أسعار الصرف ليس نتيجة الحرب أو الأزمات العالمية، بل هو نتاج فساد ممنهج داخل مؤسسات الدولة.

التلاعب بأسعار الصرف واحتكار السوق هو الوجه الآخر لهذا الفساد الذي يستنزف مقدرات البلاد.

لقد حان الوقت لأن يدرك الشعب أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر.

فنحن بحاجة إلى صحوة جماهيرية، إلى حراك شعبي يضع النقاط على الحروف ويكشف المستور.

إن التحرك الشعبي هو السبيل الوحيد للتغيير.

يجب أن تتوحد الجهود لمواجهة هذا الفساد الذي يستنزف مقدرات البلاد ويزيد من أوجاع الناس. فالمواطن هو القلب النابض لهذه الأرض، وعليه أن يستعيد صوته ويطالب بحقه في حياة كريمة.

لنقف جميعًا معًا، ولنجعل من أصواتنا سلاحًا ضد الفساد. لنكتب تاريخًا جديدًا يليق بشعب عظيم يستحق الحياة بكرامة. فلنتحرك، ولنرفع أصواتنا عاليًا ضد هذا الصمت المطبق، ولنكن جميعًا صوت الحق.

فالوقت قد حان لنظهر للعالم أن انهيار أسعار الصرف ليس مجرد أزمة عابرة، بل هو نتيجة لفساد ممنهج يحتاج إلى وقفة جادة من الجميع.

إن المستقبل ينتظرنا، ولن نسمح للفساد أن يسرق منا أحلامنا وآمالنا.

لنكن معًا، ولنجعل من معاناتنا دافعًا للتغيير. فصوتنا هو الأمل، وضميرنا هو السلاح.




شاهد أيضًا

بوت إلكتروني وانتقام شخصي.. الأمن في عدن يطيح بمتورطة في ابت ...

الجمعة/14/نوفمبر/2025 - 12:28 م

أحبطت وحدة مكافحة الابتزاز الإلكتروني في العاصمة عدن واحدة من أخطر قضايا التشهير الرقمي خلال العام الجاري، بعد كشفها قضية ابتزاز استمرت أربع سنوات واس


عاجل 3 مباريات تحرم رونالدو قيادة البرتغال في افتتاح كأس الع ...

الجمعة/14/نوفمبر/2025 - 08:00 ص

يواجه النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو شبح الإيقاف 3 مباريات مع منتخب بلاده بعد طرده أمام أيرلندا أمس (الخميس) ضمن منافسات الجولة الخامسة من التصفيات


عاجل | البيتكوين دون 100 ألف دولار مجدداً.. هل بدأ موسم الخر ...

الجمعة/14/نوفمبر/2025 - 07:30 ص

تراجعت أسعار العملات المشفرة وهبطت عملة البيتكوين إلى ما دون 100 الف دولار يوم الخميس 13 نوفمبر، ما أثار مخاوف من أن تكون العملة المشفرة الأكبر في الع


عاجل.. وزراء مالية أوروبا يتفقون على استخدام أصول روسيا المج ...

الجمعة/14/نوفمبر/2025 - 07:00 ص

اتفق وزراء مالية الاتحاد الأوروبي، أمس الخميس، على أن تمويل أوكرانيا بما يسمى قرض تعويضات"، يعتمد على الأصول الروسية المجمدة سيكون الخيار الأكثر