آخر تحديث :الأحد - 28 ديسمبر 2025 - 03:50 م

صرخات في صمت الحكومة: انهيار الريال اليمني ووجع المواطن

الخميس - 17 أكتوبر 2024 - الساعة 03:32 ص

حافظ الشجيفي
الكاتب: حافظ الشجيفي - ارشيف الكاتب


في زوايا الحزن التي تنبض بها شوارع المدن المحررة، حيث يتجلى الألم في عيون الأمهات وأحلام الأطفال، يقف المواطن العادي كجبلٍ صامدٍ أمام عواصف الفوضى الاقتصادية.

قد نكون نحن- الكتاب والإعلاميين والصحفيين- بعيدين عن جحيم المعاناة اليومية التي يعيشها الناس في الشوارع والأحياء. فبينما يتلقى البعض منا دعمًا من الأهل والأصدقاء الميسورين، ويستفيد آخرون من علاقاتهم مع التجار والمغتربين، نجد أنفسنا في مواجهة خيار صعب: إما الانحياز إلى السلطة، حيث يمكننا أن نطبل لمآثر كاذبة ونحقق مكاسب شخصية طائلة، أو أن نقف بجانب المواطن الذي يتجرع مرارة الأزمات.

ورغم علمنا بأن هذا الخيار قد يعرضنا لمتاعب جمة، فإن ضميرنا يصرخ في داخلنا، ليقول: "اكتب من أجل الشعب".

حيث، يواجه المواطنون اليوم أزمة اقتصادية خانقة تتجلى في انهيار الريال اليمني أمام العملات الأجنبية، وخاصة الدولار. فقد تجاوز سعر الدولار عتبة غير مسبوقة في المناطق المحررة التابعة للشرعية، مما جعل من الصعب على الأسر تأمين احتياجاتها الأساسية.

هذا الانهيار ليس مجرد رقم يتلاعب به التجار، بل هو واقع يهدد وجود المواطن ويجعل من حياته جحيمًا لا يطاق.

ما يزيد الطين بلة هو صمت الحكومة المريب وتجاهلها المستفز لهذه الأزمة. كيف يمكن لمؤسسات الدولة أن تتجاهل معاناة شعبها؟ كيف يمكن للوزراء والمسؤولين أن يعيشوا في أبراجهم العاجية بينما يتعرض المواطن لضغوط اقتصادية خانقة؟ إن هذا الصمت ليس مجرد إهمال، بل هو تواطؤ مع الفساد المستشري الذي ينخر في جسد الاقتصاد.

إن انهيار أسعار الصرف ليس نتيجة الحرب أو الأزمات العالمية، بل هو نتاج فساد ممنهج داخل مؤسسات الدولة.

التلاعب بأسعار الصرف واحتكار السوق هو الوجه الآخر لهذا الفساد الذي يستنزف مقدرات البلاد.

لقد حان الوقت لأن يدرك الشعب أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر.

فنحن بحاجة إلى صحوة جماهيرية، إلى حراك شعبي يضع النقاط على الحروف ويكشف المستور.

إن التحرك الشعبي هو السبيل الوحيد للتغيير.

يجب أن تتوحد الجهود لمواجهة هذا الفساد الذي يستنزف مقدرات البلاد ويزيد من أوجاع الناس. فالمواطن هو القلب النابض لهذه الأرض، وعليه أن يستعيد صوته ويطالب بحقه في حياة كريمة.

لنقف جميعًا معًا، ولنجعل من أصواتنا سلاحًا ضد الفساد. لنكتب تاريخًا جديدًا يليق بشعب عظيم يستحق الحياة بكرامة. فلنتحرك، ولنرفع أصواتنا عاليًا ضد هذا الصمت المطبق، ولنكن جميعًا صوت الحق.

فالوقت قد حان لنظهر للعالم أن انهيار أسعار الصرف ليس مجرد أزمة عابرة، بل هو نتيجة لفساد ممنهج يحتاج إلى وقفة جادة من الجميع.

إن المستقبل ينتظرنا، ولن نسمح للفساد أن يسرق منا أحلامنا وآمالنا.

لنكن معًا، ولنجعل من معاناتنا دافعًا للتغيير. فصوتنا هو الأمل، وضميرنا هو السلاح.




شاهد أيضًا

نقترب من إعلان الدولة.. الانتقالي الجنوبي يرفض الانسحاب ويؤك ...

الأحد/28/ديسمبر/2025 - 03:35 م

تابعت العين الثالثة منشورًا للصحفي الإماراتي هاني مسهور على منصة «إكس»، أكد فيه أن المجلس الانتقالي الجنوبي بات قريبًا من «إعلان الدولة» في جنوب اليمن


الرئيس الزُبيدي يؤكد استقلال القضاء ويدفع بإصلاحات شاملة لمو ...

الأحد/28/ديسمبر/2025 - 03:14 م

التقى الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، اليوم الأحد، رئيس مجلس القضاء الأعلى، القاضي


القوات الجنوبية تكشف مصفاة سرية لنهب النفط داخل مزرعة متنفذ ...

السبت/27/ديسمبر/2025 - 08:12 م

ضبطت القوات المسلحة الجنوبية، ضمن حملتها لمكافحة الفساد وحماية المال العام، مصفاة نفط عشوائية وغير قانونية داخل مزرعة تعود لمتنفذ شمالي في منطقة الخشع


استقلال دولة الجنوب.. رهان الاستقرار في باب المندب ومصلحة اس ...

السبت/27/ديسمبر/2025 - 08:01 م

على ضفاف واحد من أخطر الممرات البحرية في العالم، تتراكم الأزمات السياسية والأمنية في مساحة جغرافية لم تعد شؤونها محلية. الجنوب، الممتد على باب المندب