تمكن اليأس من السائق محمد صقر، في أن يصل �بسكويت، تحمله شاحنته إلى الأطفال في قطاع غزة، بعدما عبر به 3 مرات من مدينة رفح المصرية إلى معبر كرم أبو سالم�، خلال الأسبوعين الماضيين وكانت القوات الإسرائيلية ترفض دخوله كل مرة، دون أسباب معلنة، فيما يرجع السائق ذلك إلى تعنت بمنع كل ما يعتبرونه رفاهية�.
قبل يومين، كانت المرة الثالثة التي يعود فيها صقر خائب الأمال، بعد ساعات طويلة من التفتيس داخل المعبر الذي تسيطر عليه قوات الاحتلال، تحت حرارة شمس حارقة. بعدها وضع المساعدات القادمة من الأردن في مخازن بالعريش، لتتكدس مع غيرها. عائداً إلى عائلته في محافظة الغربية (دلتا النيل)، خصوصاً أن الحمولة الأخيرة عصية على المرور�، وفق تصريحه لـ �الشرق الأوسط�.
ما واجهه صقر قصة تتكرر يومياً، ضمن جهود مصرية لإدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر، عقب حدوث انفراجة في 27 يوليو (تموز) الماضي، باتفاق مصري - إسرائيلي برعاية أميركية، على إدخال المساعدات.
والأربعاء، أعلن الهلال الأحمر المصري� تجهيز القافلة الرابعة عشرة من رفح إلى معبر كرم أبو سالم�، محملة بـ�أكثر من 112 ألف سلة غذائية في عدد من شاحنات المساعدات الغذائية والطبية.
يلعب الهلال الأحمر المصري الدور الرئيسي في التنسيق، واختيار الشاحنات التي ستمر إلى القطاع، بالتواصل مع المؤسسات الدولية والمحلية المختلفة، التي ترغب في تقديم المساعدات .... يعلن عن كمية المساعدات التي يعتزم تمريرها، لكن الكثير من الشاحنات يعود بعد رفض إسرائيل دخوله�، وفق محمود السيد، وهو سائق يوجد في العريش منذ 8 شهور مع حمولة من �أكياس الموتى�.
يقول السيد لـ �الشرق الأوسط�: �أولوية الهلال الأحمر حالياً تمرير الأغذية�. متوقعاً أن تمر الشحنة دون صعوبة بمجرد قدوم دوره، إذ سبق ومر بشحنة مماثلة العام الماضي من أول مرة، فيما عادت شاحنات أخرى محملة بأدوية وأغذية.
قائمة الممنوعات لا توجد قوائم معلنة الممنوعات من الجانب الإسرائيلي. المساعدات ترفض الأسباب واهية مثل أن التغليف ليس جيدا، وفي الغالب ترفض دون إبداء أسباب�، وفق ما قاله مصدر من العاملين في مجال إرسال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
يضيف المصدر، في تصريحات لـ�الشرق الأوسط�: �الكثير من المساعدات تعود. مرور الشحنة من رفح إلى كرم أبو سالم لا يعني أنها ستصل للقطاع، فالغالبية ترجع وتعيد إرسالها مرات ومرات.
وكانت المديرة التنفيذية لـ�الهلال الأحمر المصري�، الدكتورة آمال إمام، قالت خلال مؤتمر صحافي من أمام معبر رفح، الأسبوع الماضي، إن نحو 800 شاحنة مساعدات فقط تحمل 8 آلاف طن مساعدات أغلبها غذائية، هي التي دخلت فعلياً إلى قطاع غزة منذ 27 يوليو (تموز الماضي من أصل أكثر من ألف شاحنة مرت من مصر�.
وتأتي الأدوية والمستلزمات الطبية على رأس المساعدات التي تتعنت ضدها إسرائيل�، وفق المصدر، خصوصاً الأدوات التي تستخدم في العمليات، أو أسرة نقل المرضى من مواقع القصف إلى المستشفيات.
أما أدوات النظافة الشخصية�، فأفضل حظاً وفق المصدر من المستلزمات الطبية وترفض بصورة أقل، وتتضمن فوطاً شخصية للنساء، وحفاظات للأطفال وأدوات نظافة شخصية، وقوطأ، وملابس داخلية وغيرها من المستلزمات، وإن كان حجم هذه الأدوات ليس كبيرا وسط الشحنات والتركيز حالياً على إدخال الأغذية�.
وعادة ما تمر الشاحنة بأكملها أو ترفض بأكملها، بعد خضوعها لعمليات عدة من التفتيش، وفق السائقين، بداية من التفتيش من الجانب المصري قبل المرور من رفحثم ساعات التفتيش الطويلة في كرم أبو سالم، عبر آلات ومعدات، وتفتيش يدوي وباستخدام كلاب بوليسية، في عملية تمتد ساعات، والأغلبية يعود، وقد ينجح في العبور.