آخر تحديث :الخميس - 24 يوليو 2025 - 05:40 ص

اخبار العالم

دعم البرتغال لمبادرة الحكم الذاتي نصر دبلوماسي مغربي جديد

الأربعاء - 23 يوليو 2025 - 11:23 م بتوقيت عدن

العين الثالثة/ متابعات

أعلنت البرتغال، الثلاثاء، دعمها الكامل لمبادرة المغرب للحكم الذاتي الموسع في الصحراء المغربية، واصفة إياها بأنها “الأساس البنّاء والأكثر جدية ومصداقية” في خطوة بارزة تمثل نصرا جديدا للدبلوماسية المغربية ولمقاربة المملكة التي تحسن بناء الشراكات الاقتصادية لخدمة وحدة أراضيها.

جاء هذا الموقف خلال مباحثات جمعت وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ونظيره البرتغالي باولو رانجيل في لشبونة، في إطار زيارة تهدف إلى تعزيز الشراكة الإستراتيجية بين البلدين. وأكد الوزير البرتغالي باولو رانجيل أن مبادرة المغرب تمثل "الأساس الأكثر جدية ومصداقية" لتسوية النزاع، مشددًا على ضرورة أن يتم أيّ حل تحت رعاية الأمم المتحدة.

وأشار إلى أن هذا الموقف يعكس إدراك البرتغال لأهمية القضية بالنسبة إلى المغرب، والجهود الجادة التي تبذلها المملكة للتوصل إلى حل سياسي عادل ومقبول من جميع الأطراف. من جانبه، رحب بوريطة بهذا الدعم، معتبرًا أنه يعزز التعاون الثنائي بين البلدين ويؤكد مكانة المغرب كشريك إقليمي موثوق.

ويأتي موقف البرتغال كجزء من موجة دعم دولي متزايدة للمبادرة المغربية. وخلال السنوات الأخيرة، أبدت دول كبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا إسبانيا وألمانيا ومؤخرًا بريطانيا، بالإضافة إلى عدد كبير من الدول العربية والأفريقية تأييدها لخطة الحكم الذاتي. ويعكس الإقرار الدولي الواسع اعترافا بأن المقترح المغربي يقدم حلا واقعيا يتجنب المخاطر الأمنية والسياسية ويؤسس للاستقرار الإقليمي.

وتُعدّ مبادرة الحكم الذاتي المغربية نموذجًا للحلول السياسية التي توازن بين السيادة الوطنية والحقوق المحلية. فهي تتيح لسكان الصحراء إدارة شؤونهم بطريقة ديمقراطية، مع ضمان استقرار المنطقة وتجنب الانقسامات التي قد تؤدي إلى عدم استقرار إقليمي. كما تتماشى المبادرة مع الجهود الدولية لتعزيز السلام والأمن في شمال أفريقيا، خاصة في ظل التحديات الأمنية المتزايدة في منطقة الساحل.

ويأتي الموقف البرتغالي معززا لموقف سبق أن عبّرت عنه لشبونة في مايو 2023، عقب الاجتماع رفيع المستوى الذي ترأسه رئيسا حكومتي المغرب والبرتغال، عزيز أخنوش وأنطونيو كوستا، والذي وصف فيه المقترح المغربي بالحل “الجاد والواقعي والموثوق” في إطار الأمم المتحدة، حيث لم تستطع زيارة رسمية كان قد قام بها الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون إلى لشبونة من تغيير موقف البرتغال.

وتزامن إعلان البرتغال دعمها للمبادرة المغربية مع تأكيد الجانبين على تعزيز الشراكة الإستراتيجية التي تأُسست في مايو 2023. وأكد بوريطة أن المغرب والبرتغال تحدوهما إرادة مشتركة لتوظيف العمق التاريخي والقرب الجغرافي بين البلدين من أجل إرساء "شراكة إستراتيجية ذات مضمون نوعي."

وأوضح الوزير المغربي أن مباحثاته مع نظيره البرتغالي أفضت إلى وضع برنامج عمل لتفعيل هذا التوجه عبر تدابير عملية وملموسة، لاسيما من خلال تعميق الحوار السياسي بين البلدين، لافتا إلى تقارب المواقف بين الرباط ولشبونة بشأن مختلف القضايا، وإلى الاحترام الكبير الذي يكنه المغرب للمواقف الرصينة للبرتغال تجاه القضايا الأفريقية والدولية.

ولفت بوريطة إلى أن العاهل المغربي الملك محمد السادس يولي أولوية خاصة لتعزيز الشراكة بين المغرب والبرتغال، مبرزا الطموح إلى الارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى مستويات أعلى "بما يتجاوز بكثير ما تم تحقيقه حتى الآن، وأن زيارته إلى لشبونة تندرج في إطار تجسيد هذه الرؤية الملكية."

واعتبر محمد بودن الخبير المغربي في الشؤون الدولية المعاصرة أن موقف البرتغال الداعم لسيادة المغرب على صحرائه من شأنه أن يزود العلاقات بين الرباط و لشبونة بديناميكية جديدة، ويمثل أفضل ترجمة لزخم العلاقات الثنائية ومستقبلها في أفق التنظيم المشترك لمونديال 2030، وبالنظر إلى كون البلدين يمثلان حلقة وصل وترابط في الفضاء المتوسطي والمحيط الأطلسي وبين القارتين الأوروبية والأفريقية.

◙ إعلان البرتغال دعمها للمبادرة المغربية يتزامن مع تأكيد الجانبين على تعزيز الشراكة الإستراتيجية التي تأُسست في مايو 2023

وقال بودن في تصريح لـ”العرب” إن الموقف البرتغالي الداعم لمبادرة الحكم الذاتي يندرج في إطار توجه دولي واسع من حيث نطاقه ومكوناته، حيث أن الدول الأوروبية أصبحت جزءا من هذا المسار العملي، وبالنتيجة يعطي دفعة إضافية للدعم الدولي لمغربية الصحراء بالنظر إلى رمزية البرتغال في الساحة الدبلوماسية الدولية إذا ما استحضرنا أن الأمين العام للأمم المتحدة برتغالي ورئيس المجلس الأوروبي برتغالي وكون البرتغال مرشحة بقوة لشغل مقعد غير دائم بمجلس الأمن سنة 2027.

وقد أشاد وزير الخارجية البرتغالي بعلاقات التعاون الثنائي التي وصفها بـ"الممتازة" مع المملكة المغربية، مجددا التأكيد على الرغبة المشتركة في تعزيز الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، التي تشكل نموذجا مثاليا للتعاون، ستتوسع آفاقه مع تنظيم المغرب والبرتغال، لكأس العالم لكرة القدم 2030، إلى جانب إسبانيا، باعتبارها محطة داعمة للعلاقات الثنائية والديناميكية التي من شأن حدث بهذا الحجم أن يطلقها، من حيث الرخاء والنمو المشترك، فضلا عن التقارب الثقافي بين البلدين.

وشددت المملكة المغربية وجمهورية البرتغال، في الإعلان المشترك، على دورهما الإيجابي والبناء في الحفاظ على الاستقرار والأمن والسلام في منطقتيهما، مع تأكيد تشبثهما بهذه المبادئ، وكذلك بالحل السلمي للنزاعات واحترام الوحدة الترابية وسيادة الدول.

وباعتبارها بلدا أطلسيا أشادت البرتغال، بالمبادرات الأطلسية التي أطلقها الملك محمد السادس، لصالح القارة الأفريقية، لاسيما مبادرة “مسلسل الدول الأفريقية الأطلسية” والمبادرة الملكية الدولية الرامية إلى تسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي ومشروع أنبوب الغاز الأفريقي – الأطلسي (نيجيريا - المغرب)، ضمن الرغبة المشتركة في تعزيز التعاون في إطاريه الثنائي ومتعدد الأطراف دوليا وإقليميا.