آخر تحديث :الأربعاء - 23 يوليو 2025 - 11:20 م

اخبار العالم

«بلد حاو» تفاقم بين غوبالاند وحكومة الصومال.. تحرك مفاجئ وهشاشة

الأربعاء - 23 يوليو 2025 - 02:50 م بتوقيت عدن

العين الثالثة/ متابعات

عادت مدينة "بلد حاو" بإقليم غدو جنوب غربي الصومال إلى واجهة المشهد السياسي والأمني، بعد إعلان قوات ولاية غوبالاند سيطرتها عليها.

هذا التطور العسكري المفاجئ جاء عقب توتر متصاعد بين الولاية والحكومة الفيدرالية في الصومال.

وفيما اعتبرت إدارة غوبالاند، العملية العسكرية جزءًا من جهودها لضبط الأمن المحلي، نددت الحكومة الفيدرالية بما وصفته بـ"تحرك غير مشروع"، وقالت إنه "يستهدف مؤسسات الدولة ويهدد الاستقرار في المنطقة.

ويعيد هذا التطور تسليط الضوء على الخلافات العالقة بين الجانبين بشأن النفوذ والسيطرة في مناطق الجنوب، خاصة في ظل غياب توافق سياسي شامل حول إدارة إقليم غدو، ووسط دعوات من بعض الأوساط إلى احتواء التوتر عبر الحوار وتغليب الحلول السلمية.

غوبالاند تسيطر

وأعلنت قوات ولاية غوبالاند، أمس الثلاثاء، سيطرتها الكاملة على مدينة بلد حاو، وذلك بعد معارك ضارية خاضتها ضد وحدات من الجيش الوطني الصومالي.

وقالت إدارة غوبالاند، في بيان نقلته وسائل إعلام محلية، إن "القوات الأمنية للولاية فرضت سيطرتها على المنشآت الإدارية والأمنية في مدينة بلد حاو"، مضيفًة أن العملية أسفرت عن توقيف "عناصر تزعزع الأمن".

وبحسب المصادر الإعلامية المحلية، فإن المواجهات العسكرية بين قوات غوبالاند والجيش الفيدرالي اندلعت عقب وصول عبد الرشيد جنان، الذي عينته الحكومة الفيدرالية مؤخرا قائدا جديدا لوكالة الاستخبارات والأمن الوطنية، إلى المنطقة على متن مروحية عسكرية صومالية ما صعد بشكل كبير التوترات القائمة بين القوات الفيدرالية والقوات الموالية لإدارة إقليم غوبالاند.

وفي رد رسمي، أصدرت وزارة الأمن الداخلي في الحكومة الفيدرالية بيانا اتهمت فيه رئيس ولاية غوبالاند، أحمد محمد إسلام (مدوبي)، بالوقوف وراء "المواجهات المسلحة التي استهدفت مؤسسات الدولة"، من بينها مقر إدارة الهجرة والجنسية، ومواقع عسكرية تابعة للجيش الوطني.

وقالت إنها تدين هذه المواجهات وستعمل على "محاسبة المتورطين فيها وتقديمهم للعدالة".

أزمة سياسية

ويعود الخلاف السياسي المزمن بين الحكومة الفيدرالية وولاية غوبالاند، إلى الانتخابات التي أجرتها الأخيرة وأُعيد فيها انتخاب أحمد مدوبي رئيسا لولاية ثالثة في 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

ورفضت الحكومة الفيدرالية الاعتراف بنتائج تلك الانتخابات، واعتبرتها "غير دستورية"، مشيرة إلى أن الدستور الإقليمي "يفرض حدا أقصى لفترتين رئاسيتين"، كما انتقدت الطريقة التي جرت بها الانتخابات، مما أدى إلى جمود سياسي وقطيعة في التنسيق الأمني بين الطرفين، خاصة في إقليم غدو، الذي يُعد بوابة استراتيجية على الحدود مع كينيا.

وترسل سيطرة غوبالاند على بلد حاو رسالة تفيد بأن الولاية ما زالت قادرة على إدارة مناطقها الحيوية، فيما تظهر على الجانب الآخر، ووفق مصادر صومالية مطلعة، "هشاشة سيطرة الحكومة الفيدرالية على الأقاليم، رغم الدعم الإقليمي والدولي الذي تحظى به".

كما أن هذا التحول يعزز المخاوف من عودة المواجهات المسلحة بين الحكومات المحلية والسلطات الفيدرالية، في ظل غياب توافق سياسي شامل يضبط العلاقة بين المركز والأقاليم، وفق مراقبين. كما أن هذا التحول يعزز المخاوف من عودة المواجهات المسلحة بين الحكومات المحلية والسلطات الفيدرالية، في ظل غياب توافق سياسي شامل يضبط العلاقة بين المركز والأقاليم، وفق مراقبين.