آخر تحديث :الخميس - 17 يوليو 2025 - 11:33 م

اخبار العالم

كيف تهاوى عرش «أبرامز» الأمريكية في أوكرانيا؟

الخميس - 17 يوليو 2025 - 11:37 ص بتوقيت عدن

العين الثالثة/ متابعات

رغم القدرات الكبيرة التي تتمتع بها دبابات "أبرامز" الأمريكية، واجهت النماذج التي سُلّمت لأوكرانيا صعوبات كبيرة في مواجهة

الترسانة الروسية المتطورة من الأسلحة المضادة للدروع.

ووفقاً لتقرير نشرته مجلة "مليتري ووتش"، تم تدمير أو الاستيلاء على نحو 87 بالمائة من أسطول دبابات إم1 أبرامز الذي أُرسل إلى أوكرانيا منذ بدء تسليم هذه الدبابات إلى جبهات القتال في العام الماضي، حيث تشير البيانات إلى أن 27 من أصل 31 دبابة وصلت إلى كييف لم تعد صالحة للخدمة.

رسالة حرب نووية.. يد السوفيات «الميتة» تواجه «صاروخ القيامة» الأمريكي

وكانت الولايات المتحدة وعدد من حلفائها في الناتو قد تعهدوا بدعم الدفاعات الأوكرانية عبر تزويدها بعدد من الدبابات الحديثة. وشمل هذا الدعم دبابات "أبرامز" الأمريكية، و"ليوبارد" الألمانية و"تشالنجر 2" البريطانية، بهدف تعزيز قدرات أوكرانيا.

ورغم السمعة القوية التي تحظى بها سلسلة دبابات "أبرامز" كواحدة من أكثر المركبات المدرعة تطوراً وموثوقية في الخدمة حالياً، إلا أنها واجهت تحديات كبيرة في ساحة المعركة الأوكرانية. إذ ساهمت عدة عوامل في تراجع أدائها، ومن بينها نقص الدعم الجوي والمدفعي، وقلة الخبرات الفنية والميكانيكية، إلى جانب نقص الأفراد والمعدات، فضلا عن تسلم أوكرانيا نماذج قديمة من تلك الدبابات.

"أبرامز" فعالة للغاية
تُعد دبابة إم1 أبرامز أقوى دبابات القتال الرئيسية (MBT) التي دخلت الخدمة على الإطلاق. وقد تم تصميمها من قبل شركة "جنرال داينامكس" في إطار تصورٍ يعكس عناصر البقاء والفتك والفعالية القتالية. وقد تم تطوير هذه الدبابة خلال فترة الحرب الباردة، استجابة لتطور الترسانة المدرعة السوفياتية آنذاك.

وعمل الجيش الأمريكي في البداية، بالتعاون مع ألمانيا الغربية لتطوير دبابة مشتركة تحل محل دبابتي إم60 و ليوبارد1، لكن المشروع فشل لاحقاً بسبب خلافات في التصميم ومشاكل في الميزانية. ومع ذلك، أدى أحد البرامج البديلة إلى ولادة دبابة "أبرامز".

تتميز دبابات "أبرامز" بقدرتها العالية على البقاء في المعركة، إذ تحتوي على دروع "تشوبهام" البريطانية المتطورة، وهي دروع سميكة مصممة لتحمل الذخائر الخارقة والقذائف الحرارية، وتضم طبقتين بسمك قدمين من الدروع، وهو أكثر بكثير من سمك دروع إم60 السابقة التي بلغت أربع بوصات فقط.

وخضعت هذه الدبابة لسلسلة من التحديثات التكنولوجية على مر السنوات، من أبرزها، نظام معلومات داخلي بين المركبات، ونظام تحديد المواقع والملاحة ونظام "تروفي" للحماية النشطة، الذي يُعد من أبرز ما يميزها في الدفاع ضد القذائف الموجهة والصواريخ المضادة للدبابات والقذائف شديدة الانفجار.

يسهم هذا النظام الدفاعي في تعزيز قدرة "أبرامز" على الاشتباك مع دبابات العدو، وبالتالي يرفع من فرص نجاة الطاقم في بيئة القتال.

كيف تهاوت في أوكرانيا؟
لكن رغم كل هذه المميزات، فإن النماذج القديمة من دبابات M1 التي سُلّمت لأوكرانيا لم تستطع الصمود أمام الأسلحة الروسية الحديثة المضادة للدروع.

ووفقاً لتقرير المجلة، كانت معظم دبابات "أبرامز" التي تم توثيق تدميرها أو شلّ حركتها، أهدافاً لقذائف المدفعية الموجهة أو طائرات مسيّرة انتحارية.

وفي إحدى الحالات المؤكدة، تم تدمير دبابة "أبرامز" بواسطة دبابة روسية من طراز تي-72 بي3 بعد تبادل لإطلاق النار بين الطرفين قرب مدينة أفدييفكا.

ويُرجّح أن تستمر موسكو في الاعتماد على الطائرات المسيّرة كخيار أساسي لاستهداف أسطول الدبابات الأوكراني، نظراً لانخفاض تكلفتها وسهولة استخدامها مقارنة بالذخائر التقليدية الموجهة.