آخر تحديث :الإثنين - 14 يوليو 2025 - 01:10 ص

القيادة والقوات من الأزمة إلى النجاح

الأحد - 13 يوليو 2025 - الساعة 11:15 م

نصر هرهرة
الكاتب: نصر هرهرة - ارشيف الكاتب



استهدف إعلان مشروع الوحدة الفاشلة في 22 مايو 1990م السيادة والهوية الوطنية الجنوبية تمهيدا لاستباحة الأرض والثروات والموقع الجو استراتيجي للجنوب العربي وخلال المرحلة الانتقالية تبين صعوبة اندماج الجنوب مع الشمال بسبب كثير من الاختلافات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتاريخية والسياسية وكانت القيادة السياسية الجنوبية والجيش الجنوبي هي المقاومة الرئيسية لذلك النهج فجاءت حرب 1994م للقضاء عليهما وأصبح الجنوب بدون قيادة وبدون قوة تحميه.

بعد أن وضعت حرب الشمال على الجنوب أوزارها في 7/7 عام 1994م. دخل الجنوب في أزمة قيادة سياسية موحدة وفقد قواته العسكرية التي تحميه حيث تم قتل ونفي وتهميش القيادات الجنوبية والتنكيل بها وتم تدمير القوات المسلحة الجنوبية بالكامل وتم تجريد الضباط والجنود من أسلحتهم وتسريحهم من أعمالهم وتم طمس كل ما هو جنوبي وتعميم كل ما هو في نظام الجمهورية العربية اليمنية وبهذا تم ضم وإلحاق الجنوب بالشمال وكشفت السياسات اللاحقة عن ذلك وكانت تصريحات قياداتهم العلنية اعترافًا صريحًا منهم حيث تحدث رئيس مجلس النواب اليمني عن عودة الفرع للأصل وقال الرجل الثاني في الجمهورية اليمنية حينها علي محسن الأحمر لقد أدرنا الجنوب بطريقة استعمارية.

لكن المقاومة الجنوبية لم تتوقف بل اتخذت أشكالا عدة وظهرت حركة موج وحتم واللجان الشعبية رغم القمع التي واجهته من قوى الاحتلال اليمني واستخدام سياسة فرق تسد بين الجنوبيين وسياسة الترغيب والترهيب فكان لقاء التسامح والتصالح في جمعية ردفان وفي جمعية العواذل في العام 2006 م باكورة النهوض الجنوبي وتمهيدا لخوض الحراك السلمي الجنوبي في7/7 2007م الذي واجه الاحتلال اليمني بصدور عارية مقدما التضحيات من الشهداء الأبرار والجرحى والأسرى والمعاناة في معيشته وخدماته وزج أبطاله في سجون الاحتلال وعانوا من التعذيب ما يندى له الجبين، لكنهم زلزلوا الأرض من تحت أقدام الاحتلال فاهتز نظام صنعاء ثم ترنح وسقط لكن تم إنقاذه باستبدال صوري لرموزه.

وخلال هذه المسيرة النضالية استمرت أزمة القيادة السياسية الجنوبية الموحدة وأزمة القوات الجنوبية التي تحمي شعب الجنوب لكن تلك التضحيات مهدت لميلاد جديد فظهرت المقاومة الجنوبية لمواجهة غزو 2015م للجنوب والتي كانت باكورة لتكوين قوات جنوبية بدعم من الأشقاء في التحالف العربي والتي تمكنت من تحرير الأرض، لكن أزمة القيادة كانت قائمة مما ساعد ما سميت بالشرعية اليمنية حينها الهاربة من بطش الحوثي في صنعاء على الاستيلاء على النصر الجنوبي وحاولت حل المقاومة الجنوبية فنجحت في الأولى ولم تنجح في الثانية حتى أدرك الجنوبيون أن اللحظة تتطلب قيادة سياسية جنوبية تحافظ على النصر الجنوبي وتطوره إلى انتصار كامل وتحافظ على المقاومة الجنوبية وتطورها إلى قوات جنوبية نظامية.

وكان يوم الرابع من مايو 2017م هو اليوم التاريخي العظيم الذي فوض به شعب الجنوب الرئيس القائد عيدروس الزبيدي بتشكيل قيادة سياسية جنوبية برئاسته لحمل قضية شعب الجنوب وتمثيلها في الداخل والخارج وخلال أسبوع تمكن القائد من إعلان تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي في 11 مايو 2017 م وإعلان هيئة رئاسة المجلس الانتقالي تم توالت تشكيل هيئات المجلس في مختلف مواقع السيادة الوطنية بمستوياتها الثلاثة وطني، محافظة، مديرية وجمعية وطنية وهيئات تخصصية أخرى ثم مجلس مستشارين الذي يشكل إلى جانب الجمعية الوطنية مجلس العموم الجنوبي وتم تطوير قوات المقاومة الجنوبية حتى تشكلت القوات المسلحة الجنوبية والأجهزة والأحزمة والنخب الأمنية وبهذا استطاع شعب الجنوب من استعادة النصر الجنوبي الذي كاد أن يسرق منه.

وفي الوقت نفسه بدأت الحرب الظالمة، حرب الإرهاب ضد المجلس الانتقالي وضد القوات الجنوبية وقدمت التضحيات الجسام ومازال المؤامرات تحاك ضد المجلس وضد القوات الجنوبية بأشكال وطرق مختلفة منها حرب المعيشة والخدمات.

إن شعب الجنوب العظيم مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى في الحفاظ على قيادته السياسية وقواته الجنوبية والالتفاف حولهما والذود عنهما لأنهما مصدر قوته وعزته وشرط تحقيق إرادته السياسية ودعمها لتحسين أدائها في ظل الشراكة مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا وفق اتفاق ومشاورات الرياض في إطار مجلس القيادة الرئاسي وحكومة المناصفة وهيئة التشاور والمصالحة ومجلس القضاء الأعلى والمحكمة العليا وذلك على طريق تحسين الوضع المعيشي والخدمي وتحقيق هدف شعب الجنوب في استعادة سيادته وبناء دولته الجنوبية الفيدرالية المستقلة كاملة السيادة على أرضه بحدود ما قبل 22 مايو 90 م.




شاهد أيضًا

العاقل يتهم رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي بـ"قتل الجنوب" ...

الأحد/13/يوليو/2025 - 09:25 م

وجه الدكتور حسين العاقل، الناشط السياسي والمحلل الجنوبي، انتقادات حادة لرئيس هيئة رئاسة المجلس الرئاسي، رشاد العليمي، مؤكداً في منشور على صفحته بـ"فيس


العملة الحوثية الجديدة: ورقة نقد أم ورقة ضغط؟ ...

الأحد/13/يوليو/2025 - 08:11 م

في خطوةٍ بدت للوهلة الأولى إداريةً تقنية، أعلنت جماعة الحوثي عن إصدار عملة معدنية جديدة من فئة 50 ريالاً، لكنها سرعان ما تحولت إلى قنبلة سياسية فجّرت


"الناشيونال سكيورتي": حزب الإصلاح بوابة الإرهاب داخل مجلس ال ...

الأحد/13/يوليو/2025 - 08:03 م

اتهمت مجلة "الناشيونال سكيورتي" الأمريكية حزب الإصلاح اليمني، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، بلعب دور "حصان طروادة" داخل


تذبذب في أسعار العملات الأجنبية والعربية أمام الريال اليمني ...

الأحد/13/يوليو/2025 - 10:50 ص

سجلت أسعار العملات الأجنبية والعربية اليوم الأحد حالة من التذبذب في تعاملات الصرافة بالعاصمة عدن، وسط مخاوف من تقلبات مستمرة في السوق النقدي. وجاءت أس