آخر تحديث :الإثنين - 14 يوليو 2025 - 06:35 م

اخبار العالم

«بيزنس إنسايدر»: صور أقمار اصطناعية تكشف 5 قواعد نووية روسية سرية

الإثنين - 14 يوليو 2025 - 01:04 م بتوقيت عدن

العين الثالثة/ متابعات

تجري روسيا تحديثات على 5 من قواعدها النووية في أوروبا والمحيط الهادئ وفقا لصور جديدة بالأقمار الصناعية، بحسب موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي.

ونشر الموقع الأمريكي صورا جديدة بالأقمار الصناعية التقطتها شركة "بلانيت لابس" الأمريكية في الفترة ما بين مايو/أيار ويونيو/حزيران 2025 وتُظهر أعمال بناءٍ واسعة النطاق لمرافق سرية، محاطة بأسوار ومحمية بنقاط حراسة مغطاة في مواقع مُرتبطة بالمنشآت النووية الروسية.

ولم يصدر تعليق روسي على التقرير، ولا يمكن التأكد من مصدر مستقل بشأن ما جاء فيه.

وتأتي هذه التحديثات المزعومة مع تفاقم التوترات النووية على خلفية حرب أوكرانيا وتنامي ترسانة الصين النووية ومن المعروف أن روسيا تمتلك أكبر ترسانة نووية في العالم، تقدر بنحو 4300 رأس حربي نشط في حين تحتفظ الولايات المتحدة بمخزون يبلغ 3700 رأس حربي نشط.

قاعدة أسيبوفيتشي
تقع القاعدة الأولى في أسيبوفيتشي، وهي مدينة استراتيجية وسط بيلاروسيا الحليف الوثيق لموسكو وتظهر الصور أنه بحلول 21 مايو/أيار 2025، كان قد تم تشييد منشأة جديدة ذات إجراءات أمنية إضافية في الزاوية الشمالية للقاعدة.

وقال هانز كريستنسن، مدير مشروع المعلومات النووية في اتحاد العلماء الأمريكيين "من بين ما فعلوه هو بناء محيط يتكون من ثلاث طبقات من السياج، والطبقة الوسطى أكثر تحصينًا".

ويبدو المدخل في الزاوية الجنوبية للمنشأة مُغطى، على الأرجح ليتمكن الحراس من تفتيش الشاحنات بعيدًا عن أنظار الأقمار الصناعية.

ومن المرجح أن تكون الرؤوس الحربية النووية الحرارية المُخزنة في مثل هذه المواقع أسلحة نووية تكتيكية، وهي أسهل في الحمل وتتسبب في انفجارات وتداعيات نووية أصغر بكثير ويبلغ حجم الرأس الحربي الواحد تقريبًا حجم فرن صغير ويزن حوالي 450 إلى 650 رطلاً.

وعادةً ما يتم تكليف وحدة خاصة بنقل هذه الرؤوس الحربية، سواء عبر مروحية لتركيبها على صاروخ أو بشاحنة إلى موقع تخزين.

وحدد كريستنسن منحدرًا مغطى للتفريغ بين مجموعة من الأشجار يُرجح أنه يؤدي إلى مخبأ لتخزين الرؤوس الحربية ذات الأهمية الاستراتيجية والتي تحتوي أيضا على غازات سامة ومتفجرات كيميائية وعلى الجانب الشرقي من المجمع، يُمكن رؤية هوائي برتقالي ضخم للقيادة والتحكم.

وهذه الإجراءات الأمنية هي العلامات التي تدل على وجود مواقع نووية روسية والتي يراقبها الخبراء في صور الأقمار الصناعية.

كما تُظهر مقارنة بين صور الأقمار الصناعية من أبريل/نيسان 2021 ومايو/أيار 2025 إنشاء طريق رئيسي يؤدي إلى منصة كبيرة وهو ما يعني أنه من المرجح إدخال خط سكة حديد إلى القاعدة من خطوط القطارات البيلاروسية الرئيسية شمال غرب القاعدة.

ويعتقد المحللون أنه على الرغم من أن القاعدة مُجهزة لتخزين أسلحة النووية إلا أنه من غير المُرجح وجود رؤوس حربية هناك الآن.

ويعتقد قال بافل بودفيغ، الباحث الأول في معهد الأمم المتحدة لبحوث نزع السلاح أن الرؤوس الحربية موجودة على الأرجح في بريانسك، على بُعد حوالي 200 ميل في روسيا وأضاف "سيتم نقلها إلى أسيبوفيتشي عند الضرورة".

ويوجد في أسيبوفيتشي منشأة إضافية تدفع المحللين للاعتقاد بأن روسيا تقوم بتوسيع مواقعها النووية في أسيبوفيتشي ويُرجّح أن تكون المنشأة قاعدة لإطلاق صواريخ إسكندر الباليستية قصيرة المدى والتي يمكن تزويدها برؤوس حربية نووية حيث تُظهر الصور قاذفات لإطلاقها أمام مرآب.

كم تظهر الصور مبانٍ جديدة بحلول 15 يونيو/ حزيران 2025 في هذه المنشأة التي شهدت توسعًا ملحوظًا خلال 3 سنوات تقريبًا مع إضافة مرآبين شديدي الحراسة.

قاعدة غادجييفو
غادجييفو هي مستودع بحري يضم غواصات روسية قادرة على إطلاق الصواريخ النووية يعرف المحللون أن الأسلحة النووية تخزن فيها لأن صور الأقمار الصناعية التقطت الرؤوس الحربية سابقًا.

وعلى بُعد ميل تقريبًا إلى الشمال، توجد غواصات الصواريخ الباليستية الروسية، والتي يُمكن رؤيتها راسية على أرصفة على طول الساحل.

وتحتوي إحدى المنشآت على رافعة تسمح بتحميل صواريخ باليستية عابرة للقارات يُمكن تزويدها بأسلحة نووية استراتيجية على الغواصات.

وبحلول 28 مايو/أيار 2025، كان قد تم تشييد 6 مبان جديدة على الأقل رجح كريستنسن أنها قد تكون لتحميل أو تخزين الصواريخ التقليدية أو التي لم تُحمّل بعد برؤوس نووية.

قاعدة كالينينغراد
تقع القاعدة الثالثة في غرب كالينينغراد، وهي جيب روسي مُستقل على الحدود مع ليتوانيا وبولندا، ويقع على بحر البلطيق.

وتظهر الصور طبقات محيطية متعددة تُحيط بمنشأة في كالينينغراد وهي الطريقة التي تحمي بها روسيا منشآت التخزين النووي الخاصة بها لذا يشتبه المحللون أن القاعدة مُصممة لإيواء أسلحة نووية تكتيكية.

تُظهر مقارنة صور الأقمار الصناعية لعامي 2020 و2022 أن روسيا أزالت أحد مخابئها ثم أعادت دفنه كما ظهرت طبقات متعددة من الأسوار الجديدة ويحتوي موقع كالينينغراد أيضًا على مدخل مغطى يسمح للحراس بتفتيش الشاحنات سرًا.

كما تكشف الصور عن ظهور مبنى صغير جديد رمادي اللون بحلول 14 يونيو/حزيران 2025 ورجح مايكل دويتسمان، الباحث المشارك في مركز جيمس مارتن لدراسات الانتشار التابع لمعهد ميدلبري للدراسات الدولية، أن يكون المبنى كوخ حراسة.

وأشار إلى أن العديد من الوحدات الروسية تسحب أسلحة أيضًا من قاعدة كالينينغراد، لذا من غير الواضح ما هو النظام الذي قد يكون المبنى مرتبطًا به.

وقال كريستنسن إن المبنى الرمادي نفسه يظهر في قاعدة أسيبوفيتشي النووية وهو ما يحير عدد من المحللين.

قاعدة كامتشاتكا
تقع كامتشاتكا على الجانب الآخر من بحر بيرينغ من ولاية ألاسكا الأمريكية والقاعدة هي موطن إحدى القواعد البحرية الروسية لأسطولها في المحيط الهادئ.

وخصص الأسطول الروسي في المحيط الهادئ هذه القاعدة لاستضافة طوربيد بوسيدون العملاق الجديد المُسلح نوويًا والذي يعمل تحت الماء بالطاقة النووية وهو ما يعني أنه مصمم للسفر لمسافات طويلة بمفرده قبل أن ينفجر.

هذه القدرة، وإن لم يُعرف أنها جاهزة للعمل بعد، أثارت مخاوف في واشنطن من إمكانية استخدامها لشن هجوم نووي على الساحل الغربي للولايات المتحدة.

ومثل المواقع الأخرى، يشير هذا المحيط الأمني المحكم ومستوى الرعاية المُقدمة للمنشأة إلى أنها مخبأ لتخزين الأسلحة النووية.

وفي الشمال، يعتقد المحللون أن روسيا تحتفظ، أو كانت تحتفظ، برؤوس حربية نووية في منطقة تخزين بالقرب من هذا الجبل.

وتظهر صورة أقمار صناعية من أكتوبر/تشرين الأول 2022 أن روسيا بدأت أيضًا في تشييد مبنيين جديدين على جانبي موقع التخزين.

ويُظهر إطار المبنى الشمالي صفوفًا طويلة على أحد الجوانب، وهو ما قال كريستنسن إنه قد يُشير إلى أنه يضم حجرات للرؤوس الحربية وبدا أن البناء قد اكتمل بحلول يونيو/حزيران 2025 حيث يظهر المبنى مُغطى بالكامل، ولم يعد بإمكان الأقمار الصناعية النظر إلى الداخل.

وفي الجنوب، تم تشييد مبنى جديد على شكل حرف (T) وقال كريستنسن إن هناك "علامات نووية واضحة".

وقال دويتسمان "الأسوار المحيطة بالمنشآت الجديدة تُشبه تلك المُخصّصة لموقع الأسلحة النووية"، مُضيفًا أنها قد تكون مناطق صيانة للصواريخ الباليستية.

قاعدة سيفيرني
تقع القاعدة الخامسة في أرخبيل نوفايا زيمليا الشمالي، حيث فجّر الاتحاد السوفيتي قنبلة "القيصر" النووية الحرارية عام 1961 والتي تعد أقوى رأس حربي نووي تم اختباره على الإطلاق.

وبالقرب من موقع الاختبار، توجد قاعدة دعم في جزيرة سيفيرني حيث يتم إجراء تجارب نووية لا تتضمن تفاعلًا متسلسلًا أو انفجارًا كامل النطاق.

وقال كريستنسن "إنه المكان الذي يُصادقون فيه على تصميمات الرؤوس الحربية النووية، لكنهم لا يحتاجون إلى إجراء تجربة نووية حية تُنتج عائدًا" وأضاف أنه لو قررت روسيا تفجير قنبلة نووية في وقت ما ستقوم بذلك في هذه القاعدة.

وكانت القاعدة موقعًا لاختبار صاروخ كروز روسي يعمل بالطاقة النووية عام 2022 أطلق عليه حلف شمال الأطلسي (الناتو) اسم "سكاي فول".

وبحلول أغسطس/آب 2023، كان من الواضح أن القاعدة بدأت تشهد إضافات كبيرة، بما في ذلك مبنى جديد كبير قيد الإنشاء في الطرف الجنوبي من المجمع.

وتظهر الصور الجديدة انتهاء بناء المبنى الكبير والتوسعات الأخرى للقاعدة بحلول يونيو/حزيران 2025.

وقال بودفيغ "روسيا لديها سياسة إبقاء الموقع جاهزًا لاستئناف التجارب، إذا لزم الأمر".

أما كريستنسن فاعرب عن صدمته بسبب علامات جديدة على التوسع في مواقع الأنفاق بالقرب من القاعدة والتي يُعتقد أنها مواقع لاختبار متفجرات عالية القوة للأسلحة التقليدية الروسية.