آخر تحديث :الأربعاء - 14 مايو 2025 - 08:20 م

قضايا


من قلب الأزمات.. الجنوب يبحث عن ضوء فرنسي في نفق الكهرباء!

الأربعاء - 14 مايو 2025 - 05:15 م بتوقيت عدن

من قلب الأزمات.. الجنوب يبحث عن ضوء فرنسي في نفق الكهرباء!

العين الثالثة/ متابعة خاصة


في ظل تصاعد التحديات الاقتصادية والإنسانية التي تعصف بالبلاد، ووسط تعقيدات المشهد السياسي، جاء لقاء الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، مع سفيرة جمهورية فرنسا لدى اليمن كاترين قرم كمون، ليشكل منعطفًا دبلوماسيًا مهمًا في سياق الشراكة الدولية والدفع نحو استعادة التوازن في المحافظات المحررة.

رسائل سياسية ودبلوماسية مزدوجة
استهل الرئيس الزُبيدي اللقاء بترحيب دافئ يعكس عمق العلاقة بين الجنوب وفرنسا، مشيدًا بالدور الفرنسي الإيجابي في دعم مجلس القيادة الرئاسي.

ويأتي هذا التقدير في وقت تتطلع فيه الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي إلى حشد مزيد من التأييد الدولي لخطط الإصلاح وتثبيت الاستقرار.

حديث الزُبيدي عن "تفعيل مؤسسات الدولة" لم يكن مجرد توصيف تقليدي، بل حمل في طياته انتقادًا ضمنيًا لحالة الجمود والشلل التي تعاني منها كثير من القطاعات، في ظل أزمة مركبة تتجاوز الحدود الجغرافية والسياسية إلى عمق الواقع المعيشي للناس.

الملف الإنساني: مناشدة مدروسة أم تذكير بالمسؤوليات؟
ركز اللقاء بشكل خاص على مستجدات الوضع الإنساني في المحافظات المحررة، مع إبراز معضلة توقف صادرات النفط والغاز، باعتبارها السبب الجوهري في تفاقم الأزمة الاقتصادية.

لم يتردد الزُبيدي في توجيه رسالة واضحة للمجتمع الدولي، مفادها أن استمرار تراجع الدعم يضعف قدرة الحكومة على أداء وظائفها الحيوية، ويزيد من هشاشة الوضع المعيشي، خاصة مع تدهور خدمات الكهرباء في المدن الساحلية.

تأكيده على أن "الكهرباء أصبحت تمثل معضلة وجودية في المحافظات الساحلية مع دخول الصيف"، لم يكن مجرد إشارة موسمية، بل إنذار مبكر لأزمة قد تتطور إلى كارثة إنسانية ما لم يتم تداركها بدعم سريع وفعّال.

عدن ومحيطها: رهان سياسي وأمني على البنية التحتية
لم يغب عن اللقاء بحث آفاق دعم البنية التحتية، خصوصًا في العاصمة عدن، باعتبارها مركزًا حيويًا لأي ترتيبات مستقبلية تتعلق بعودة السفارات والمنظمات الدولية، فعدن، ليست فقط مدينة منكوبة بالخدمات، بل هي بوابة الجنوب للانفتاح على العالم، وتثبيتها يمثل حجر أساس في عملية السلام والاستقرار.

الدعوة لتأهيل عدن ليست مطلبًا خدماتيًا فقط، بل هي مطالبة بتهيئة الأرضية السياسية لاستعادة ثقة المجتمع الدولي، وفتح الأبواب أمام شراكات فاعلة تتجاوز النمط الإغاثي إلى مشاريع التنمية المستدامة.

قراءة في التوقيت والسياق
اللقاء جاء في توقيت بالغ الحساسية، مع تصاعد التحديات في ملفات الكهرباء، وتفاقم الأعباء الاقتصادية، واستمرار تعثر التفاهمات بين الأطراف المحلية.

وبالنظر إلى الحضور في اللقاء من قبل قيادات المجلس الانتقالي كعمرو البيض ومحمد الغيثي، يمكن قراءة الاجتماع كرسالة موجهة إلى الخارج والداخل معًا: الجنوب حاضر على طاولة القرار السياسي والدبلوماسي، ويمتلك رؤية واضحة لمتطلبات المرحلة.

الجنوب في قلب الشراكة الدولية
لم يكن لقاء الزُبيدي وسفيرة فرنسا بروتوكوليًا بقدر ما كان مناسبة لعرض رؤية جنوبية متماسكة حيال ملفات الخدمات، الدعم الدولي، ومشروع الإصلاح الوطني.

ومع استمرار الجنوب في حشد الدعم السياسي والإنساني، يبقى السؤال الأهم: هل يتحول هذا الزخم الدبلوماسي إلى التزامات فعلية تترجم على الأرض؟ أم أن وعود العواصم ستظل مؤجلة حتى إشعار آخر؟

الواقع وحده سيُجيب، لكن الجنوب على ما يبدو، لا ينتظر، بل يفرض حضوره بخطاب وطني منفتح وواقعي.

شاهد أيضًا

من قلب الأزمات.. الجنوب يبحث عن ضوء فرنسي في نفق الكهرباء! ...

الأربعاء/14/مايو/2025 - 05:15 م

في ظل تصاعد التحديات الاقتصادية والإنسانية التي تعصف بالبلاد، ووسط تعقيدات المشهد السياسي، جاء لقاء الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس ال


موقف لافت خلال قمة الرياض.. أمير الكويت يصحح خطأ حول "الشرعي ...

الأربعاء/14/مايو/2025 - 02:15 م

شهدت القمة الخليجية الأمريكية المنعقدة في العاصمة السعودية الرياض، يوم الثلاثاء، موقفًا دبلوماسيًا لافتًا عكس مدى الانسجام السياسي الخليجي في الملف ال


فجوة صرف تنذر بالخطر.. تفاوت كبير يكشف عمق الانقسام المالي ...

الأربعاء/14/مايو/2025 - 08:41 ص

شهدت أسواق الصرف في اليمن، اليوم الأربعاء 14 مايو 2025، تفاوتًا حادًا في أسعار العملات الأجنبية بين صنعاء وعدن، حيث سجل الدولار في عدن وحضرموت نحو 255


ليلى عبد اللطيف تُثير الجدل مجددًا.. تتنبأ بتوقّف شامل للرحل ...

الأربعاء/14/مايو/2025 - 06:55 ص

أطلقت المتنبئة اللبنانية ليلى عبد اللطيف تصريحًا مثيرًا للجدل توقّعت فيه إيقافًا جزئيًا أو كليًا للرحلات الجوية الدولية خلال عام 2025، مرجعة ذلك إلى م