آخر تحديث :الأحد - 06 يوليو 2025 - 01:10 ص

قضايا


حكومة بلا إنجازات ورئاسة بثمانية رؤوس: هل من أمل؟

الخميس - 24 أكتوبر 2024 - 08:00 م بتوقيت عدن

حكومة بلا إنجازات ورئاسة بثمانية رؤوس: هل من أمل؟

العين الثالثة/ تقرير خاص


في ظل التدهور المستمر للوضع السياسي والاقتصادي في اليمن، تسلط الأضواء على الحكومة الحالية ومجلس القيادة الرئاسي، في مقال ناري للكاتب السياسي خالد سلمان، وصف الحكومة بأنها "حكومة عنوانها الفشل"، بينما انتقد مجلس القيادة الرئاسي الذي يضم ثمانية أعضاء ووصفه بأنه بلا برنامج واضح يدير أولويات البلاد، وطرح رؤيته حول الأزمة السياسية التي تتجلى في عدم فعالية الحكومة ومجلس القيادة، مما يعمق حالة الإحباط في الشارع اليمني.

الحكومة بين الإنجاز والفشل
يشير خالد سلمان إلى أن الحكومات تُقاس بقدرتها على تحقيق الإنجازات وتنفيذ البرامج التي على أساسها تحظى بثقة الشعب. لكن في اليمن، يشهد الوضع حالة من الجمود، حيث لا يوجد برنامج حكومي محدد، ولا مجلس نيابي قادر على مراقبة الأداء الحكومي أو سحب الثقة. هذا الانعدام للرقابة البرلمانية الفعالة يجعل الحكومة تستمر رغم فشلها، دون أن تواجه العواقب المعتادة في الأنظمة الديمقراطية.

الحكومة، بحسب سلمان، تحولت من حكومة كفاءات إلى حكومة محاصصة حزبية ومناطقية، وهو ما جعلها تفقد بوصلتها، فبدلاً من تلبية احتياجات الشعب، أصبحت منشغلة بحماية مصالحها السياسية والحزبية وهو ما وصفه الكاتب بأن الحكومات الحزبية "تتلاعب بحرفنة كلامية بالوقائع وتعيد صياغة الإخفاقات على هيئة انتصارات."

مجلس القيادة الرئاسي: تضخم بلا فاعلية
واحدة من أبرز القضايا التي تناولها المقال هي مجلس القيادة الرئاسي، فقد أشار الكاتب إلى أن وجود ثمانية رؤساء بلا برنامج مشترك يجعل المجلس غير قادر على تقديم أي حلول للمشاكل الأساسية التي تواجه اليمن، وبدلاً من توحيد الجهود لإدارة الملفات المتعلقة بالحرب والسلام وتحسين الخدمات، يستمر المجلس في حالة من "التضخم غير المنتج" دون تحقيق أي تقدم ملموس.

سلمان يقترح بديلاً لهذا المجلس المتضخم، وهو مجلس رئاسة مكون من رئيس ونائب فقط، ويرى أن مجلس القيادة الحالي يستهلك الوقت في إدارة التباينات بين أعضائه بدلاً من العمل على حلول حقيقية، وبهذا الشكل، يُترك الشعب اليمني ليواجه مزيدًا من الإحباط في ظل عدم وجود أي إشارة على الأمل بتحسن الأوضاع.

الحل: حكومة مستقلة بصلاحيات كاملة
الكاتب يدعو إلى تشكيل حكومة تكنوقراط مستقلة، بلا وصاية حزبية أو مناطقية، وبصلاحيات مطلقة لإدارة الملفات الأساسية للدولة. ويرى أن هذا هو الحل الوحيد لإنقاذ البلاد من حالة الفوضى والتردي الاقتصادي والاجتماعي. فالحكومة الحالية، بحسب سلمان، عاجزة عن تلبية احتياجات الشعب الأساسية، سواء على صعيد الأمن أو الغذاء.

ويعتبر الكاتب أن السبيل الوحيد للخروج من هذا النفق المظلم هو إعادة هيكلة النظام السياسي بالكامل، بدءًا من الحكومة وصولاً إلى مجلس القيادة الرئاسي. ويشدد على ضرورة استبدال الحكومة الحالية بحكومة تكنوقراط، وتشكيل مجلس رئاسة مكون من رئيس ونائب فقط، لتجنب تضارب المصالح ولإدارة البلاد بطريقة أكثر فعالية.

 لا أمل مع الوضع الحالي
في ختام مقاله، يقدم خالد سلمان رؤيته بأن الوضع الراهن في اليمن لن يتغير إذا استمرت الحكومة ومجلس القيادة بنفس النهج الحالي يصف ما يحدث في اليمن بأنه "إدارة للفشل"، حيث أن الحكومة والرئاسة تعيشان في حالة انفصال عن واقع الناس ومعاناتهم اليومية ولا يلوح في الأفق أي تغيير جدي نحو الأفضل ما لم يحدث إصلاح جذري في البنية السياسية.

سلمان يختتم بدعوة صريحة لإعادة التفكير في شكل النظام السياسي اليمني، مشددًا على أن الشعب لا يحتاج إلى المزيد من الوعود أو البرامج الفاشلة، بل يحتاج إلى حكومة ورئاسة فاعلة تعمل من أجل مصلحة الوطن والشعب، وتكون قادرة على إعادة بناء اليمن على أسس من الكفاءة والشفافية.

شاهد أيضًا

عدن على حافة الغضب.. دعوات شعبية لثورة ضد الفساد وسط تدهور م ...

السبت/05/يوليو/2025 - 09:00 م

تصاعدت في العاصمة المؤقتة عدن، اليوم السبت، دعوات شعبية غاضبة تطالب بإشعال "ثورة جديدة ضد الفساد"، على وقع تدهور غير مسبوق في الأوضاع المعيشية والخدما


مدرسة تتحوّل إلى مسرح جريمة.. طالبة تتهم معلّمًا بالاعتداء و ...

السبت/05/يوليو/2025 - 01:45 م

أفادت مصادر محلية في محافظة تعز بأن طالبة في الصف التاسع بمدرسة حكومية في قرية بني جابر، قدمت بلاغًا رسميًا تتهم فيه أحد المعلمين بالاعتداء عليها داخل


الريال يترنح.. هوّة الانهيار تتسع في عدن وتُفاقم مأساة الموا ...

السبت/05/يوليو/2025 - 11:25 ص

واصل الريال اليمني انهياره الجنوني أمام العملات الأجنبية، مسجلًا اليوم السبت 5 يوليو 2025، تراجعًا قياسيًا جديدًا في العاصمة عدن، حيث بلغ سعر صرف الدو


كي لا ننسى: جرائم الغزو البربري على أرض الجنوب عام 1994م ...

السبت/05/يوليو/2025 - 10:20 ص

في مثل هذا اليوم من عام 1994م، شهد الجنوب اليمني واحدة من أحلك فصول تاريخه الحديث، حين تعرض لغزو بربري دموي تسبب في دمار هائل وارتكاب جرائم واسعة بحق