في خضم الأزمات السياسية التي تعصف باليمن، يتجلى الصراع بين رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، ورئيس مجلس الوزراء أحمد بن مبارك، بصورة أكثر وضوحاً، حيث تصاعدت التصريحات المتبادلة بين الجانبين لتكشف عن توترات عميقة وتنافسات داخلية، تعكس هذه التوترات ليس فقط الخلافات الشخصية، بل تبرز أيضاً انقسامات أوسع في المشهد السياسي اليمني.
أبعاد الصراع
في إطار هذا الصراع، قام المدون السياسي المعروف، عادل اليافعي، بكشف تفاصيل مثيرة حول الكلمة التي ألقاها العليمي بمناسبة الذكرى ال 61 لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، حيث أشار إلى أن هذه الكلمة قد أُعدت مسبقاً بواسطة مطيع دماج، الذي يشغل الآن دور المستشار الإعلامي للعليمي.. تعتبر هذه المعلومات دليلاً على وجود تحضيرات مسبقة وأجندات سياسية تخفي خلفها استراتيجيات متعددة.
وكتب اليافعي في تغريدة على حسابه في تويتر تابعها "العين الثالثة": "كلمة 14 أكتوبر تم إعدادها من قبل مطيع دماج الذي تحول إلى مستشار إعلامي للعليمي نكاية بابن مبارك." هذا التصريح يعكس وجود استراتيجيات مخفية وموجهة، حيث تُستخدم الكلمات والمناسبات كأداة لتوجيه رسائل سياسية معينة.
الرسائل السياسية
وإضافة إلى ذلك، أكد اليافعي أن "اختيار واعد باذيب لقراءة الكلمة أراد إرسال رسالة واحدة، وهي أن بديل بن مبارك جاهز، وهو واعد باذيب، وهو المقبول لدى العليمي الذي لا يريد بن مبارك ويعرقل أي إصلاحات حكومية حتى اللحظة."
وتعكس هذه التصريحات مناخاً من عدم الثقة بين الشخصيات السياسية البارزة في الحكومة اليمنية، حيث يُنظر إلى باذيب كبديل محتمل لبن مبارك. هذا الوضع يزيد من حدة الصراع على السلطة، حيث يسعى كل طرف لتأكيد قوته ونفوذه.
سياسة دق الحجر
في تحليل أعمق للأوضاع، أشار اليافعي إلى أن "المخرج حتى 2024 لا يزال يتبع سياسة دق الحجر باختها، ودائمًا الاخت تكون جنوبية ولكن تربية تعز." هذه العبارة تعكس تباين الولاءات السياسية التي لا تزال تؤثر على التوجهات الحكومية، مشيرة إلى أن السياسات التي يتبناها العليمي تسعى لإبراز شخصيات جديدة من الجنوب، لكن الولاءات التاريخية والمناطقية تلعب دوراً حاسماً في تحديد المواقف والخيارات السياسية.
الآثار المحتملة
مع تصاعد هذا الصراع، تزداد مخاطر عدم الاستقرار في اليمن، حيث قد تتأثر جهود الإصلاح والاستقرار بتنامي الانقسامات الداخلية.. إن التوتر بين العليمي وبن مبارك لا يعكس فقط صراع الأفراد، بل يمثل أيضاً صراعاً بين رؤى سياسية مختلفة حول مستقبل اليمن.
انقسامات سياسية
يُظهر الصراع بين العليمي وابن مبارك عمق الانقسامات السياسية في اليمن، ويعكس التوترات المستمرة بين الشخصيات الرئيسية في الحكومة، في ظل الوضع الراهن، يبدو أن مشهد السلطة في البلاد سيبقى مضطربًا، مع احتمالية ظهور شخصيات جديدة على الساحة السياسية.
إن التحولات التي قد تطرأ في الفترة المقبلة ستُحدد بشكل كبير مصير الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار والإصلاح في اليمن، مما يجعل متابعة هذا الصراع أمراً في غاية الأهمية لفهم مستقبل البلاد.