يصادف الأربعاء 11 سبتمبر، الذكرى الستون لتأسيس تلفزيون عدن، الصرح الإعلامي العريق الذي لعب دورًا كبيرًا في تاريخ الإعلام الجنوبي والعربي.
ومع ذلك، يمر هذا اليوم دون أي اهتمام يُذكر من قبل وزارة الإعلام أو الجهات المعنية، وكأن هذا الإرث الإعلامي قد تم إقصاؤه من ذاكرة المسؤولين.
تأسس تلفزيون عدن في عام 1964، بعد عشر سنوات من إطلاق محطة عدن للإذاعة، ليصبح واحدًا من أقدم وأبرز محطات التلفزيون في المنطقة.
ورغم هذا التاريخ الحافل، فإن هذا الصرح، الذي شهد تطورات تقنية هامة بدءًا من البث الأبيض والأسود وصولًا إلى البث الملون والتغطيات العالمية، يعاني اليوم من حالة صمت وإهمال غير مبرر.
مسيرة حافلة بالإنجازات
بدأ تلفزيون عدن رحلته ببث أبيض وأسود من مقره القديم بجبل التواهي، حيث تم استيراد أجهزته من محطة بريطانية في قبرص. مع مرور الوقت، توسع نطاق بثه ليغطي معظم أحياء مدينة عدن باستخدام أجهزة إرسال متطورة. وفي عام 1981، خطا التلفزيون خطوات جبارة في مجال البث الملون وربط المشاهدين بالفعاليات العالمية عبر الأقمار الصناعية.
من بين أبرز إنجازاته، كان نقل الأحداث الرياضية المباشرة، حيث علق المعلق الشهير محمد سعيد سالم على المباريات من ملعب الحبيشي في تجربة كانت الأولى من نوعها في الجنوب.
محاولات الطمس والتهميش
بعد الوحدة اليمنية في عام 1990، تعرض تلفزيون عدن لطمس متعمد لتاريخه وهويته، حيث تم تغيير اسمه مرات عدة، وفي محاولة أخرى لطمس هويته، أُطلق عليه مسمى "قناة يمانية" ثم "تلفزيون 22 مايو". لكن بفضل الضغط الشعبي، استعاد اسمه التاريخي "تلفزيون عدن"، غير أنه لم يستعد مكانته كمنبر إعلامي رائد.
توقف تلفزيون عدن عن البث لأول مرة في تاريخه عام 2015، إثر اجتياح الميليشيات الحوثية للعاصمة الجنوبية عدن. ومنذ ذلك الحين، ظل التلفزيون في حالة من الصمت والجمود، مع استمرار إقصاء العاملين فيه من مذيعين وصحفيين وفنيين.
الأمل في عودة الروح
مع مرور ستين عامًا على تأسيس تلفزيون عدن، يبقى الأمل معقودًا على الجهود التي تبذل لإعادة الروح لهذا الصرح الإعلامي.
ومع كل ذكرى، يتطلع العاملون فيه والجمهور الجنوبي إلى اليوم الذي يعود فيه تلفزيون عدن إلى البث من عاصمته الطبيعية، عدن، وإلى استوديوهاته الأصلية في التواهي، ليواصل دوره الريادي في الساحة الإعلامية.