آخر تحديث :الثلاثاء - 15 يوليو 2025 - 12:30 م

اخبار العالم


كيف تنظر الولايات المتحدة إلى الائتلاف الحاكم في إسرائيل؟

الخميس - 07 مارس 2024 - 09:18 م بتوقيت عدن

كيف تنظر الولايات المتحدة إلى الائتلاف الحاكم في إسرائيل؟

العين الثالثة | متابعات


في مؤشر إلى تصاعد حدة الخلافات داخل ائتلاف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن حرب غزة، جاءت زيارة الوزير بيني غانتس، عضو مجلس الحرب الإسرائيلي، واشنطن للقاء عدد من كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية، بينهم نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس ووزير الخارجية أنتوني بلينكن.

وبصرف النظر عما يجري من تجاذبات داخل الحكومة الإسرائيلية الراهنة فإن الإدارة الأميركية باتت لاعباً قوياً ومركزياً في الداخل الإسرائيلي، بخاصة أن الإدارة تريد بالفعل تغيير قواعد اللعبة، بصرف النظر عما يحدث من ارتباط الموقف الإسرائيلي من الاستمرار في خيار التهدئة على الأقل تكتيكياً، وفي إطار من الضغوط الدولية، لا الأميركية فقط، لدفع إسرائيل للتهدئة.

كما يمكن تفسير الدعوة الأميركية لغانتس، باعتبارها ورقة ضغط على نتنياهو، وبأن إدارة بايدن تفضّل التعاون مع غانتس، وفي الوقت نفسه، قد تُفهم بأنها تبعث برسالة أخرى نحو التفكير بتعجيل انتخابات برلمانية جديدة، لتجنب الضغط الدولي وحتى الداخلي حول استمرار الحرب.

أهداف محددة

تعمل الإدارة الأميركية على عدة خيارات، أولها تغيير مركبات الائتلاف الراهن، بخاصة أن التطورات الجارية في إسرائيل تشجّع الإدارة الأميركية على المضي قدماً في اتجاه التعامل مع حالة عدم الاستقرار في المشهد السياسي والحزبي، بخاصة أن كل الظروف تسمح بذلك في الوقت الراهن، حيث الصراع داخل الحكومة وداخل "ليكود" وبين وزراء مجلس الحرب والكابينت المصغر، إضافة إلى الحكومة الإسرائيلية، ما يؤكد أن الإدارة الأميركية تستثمر في إدارة المشهد الراهن اعتماداً على بعض الوجوه من أمثال يائير لبيد وبيني غانتس وآخرين.

وهذه الوجوه ترى الإدارة الأميركية أنهم يمكن أن يدخلوا في المواجهة، ويمكن أن يجري التعامل معهم. وفي نهاية المسار السياسي أو الحزبي يمكن تشكيل حكومة وحدة وطنية لما بعد وقف إطلاق النار، وبهدف تهيئة الأوضاع، لمواجهة كل التطورات في إسرائيل، بخاصة أن الأمر يمضي في سياق من الأولويات، ومع حالة التصعيد داخل الحكومة الإسرائيلية، ومنها رفض اليهود المتطرفين التجنيد. وأكد رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني ليبرمان أن الحكومة الإسرائيلية وصلت إلى نهايتها، وأن التخلص من رئيس الوزراء نتنياهو يمثل مكافأة للإسرائيليين.

ثانيها، تقييم الإدارة الأميركية المشهد السياسي والحزبي انطلاقاً من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو غير قادر على السيطرة على استمرارية الموقف الراهن، على رغم تعنته واستكباره، ومسعاه للتعامل مع المشهد بأنه ملك لإسرائيل، وهو ما يثير علامات استفهام متعلقة بالمشهد التالي، وعدم الرغبة من داخل "ليكود" لاستمراره، واحتمال صعود منافسه الأكبر.

ومن ثمّ، فإن المعركة قد تبدأ من داخل تكتل ليكود لا من خارجه، بخاصة أن المعارضة برموزها التي تناور في مساحات من السياسات المكررة التي قد لا تكون مفيدة في ظل حيل رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو. ولهذا، اتجهت الإدارة الأميركية إلى الدفع بمدير الاستخبارات المركزية ويليام بيرنز، وفريق قدير من الخارجية والاستخبارات للتدخل في إدارة المشهد، وتحريك الأمر ليس لإتمام صفقة المرحلة الثانية، وإبرام اتفاق التهدئة، بل للعمل في مواجهة ما يجري إسرائيلياً.

توجهات جادة

كان القرار الأميركي المباشر بإنزال المساعدات والتدخل علانية بإجراء اتصالات ولقاءات مع كبار المسؤولين السياسيين والحزبيين، والهدف هو الضغط على رئيس الوزراء نتنياهو للقبول بالتصورات الأميركية، وعدم التعامل فقط مع خطوات التهدئة، بخاصة أن الإدارة الأميركية باتت تعاني بالفعل تداعيات سلبية، لتبني مواقف رئيسة تجاه الحكومة الإسرائيلية، التي أقحمت الإدارة الأميركية في تفاصيل أضرت بالمصالح الأميركية، على رغم الدعم الأميركي الكبير عسكرياً واستراتيجياً لإسرائيل، بما في ذلك صفقة السلاح، التي جرى منحها تحت بند الفيدرالية والطوارئ العاجلة.

من الواضح أن الإدارة تتخوّف من رد فعل ما هو آتٍ من انخفاض شعبية الرئيس الأميركي جو بايدن بصورة لافتة، إضافة أيضاً إلى عودة ترمب في الجولة التمهيدية للانتخابات الرئاسية، ما قد يدفع إلى مواجهة في الداخل الأميركي، ويتطلب مراجعة عاجلة للسياسة الأميركية، ومحاولة الضغط في اتجاه تصويب مسار قد يكون طُرح في وقت غير مناسب، بخاصة مع تعنت رئيس الوزراء نتنياهو في تقبل الأفكار الأميركية، أو التعامل معها في ظل ما يجري من تطورات تمسّ الداخل الإسرائيلي، حيث صراع الأقطاب من المستوطنين والحريدم من أعلى في ظل ترتيبات محكمة وموجهة.

كما تتخوف الإدارة من تزايد مدّ الحراك الجماهيري، وثورة الاحتجاجات الدورية، وضغوط أسر وعائلات المحتجزين، وغيرها من التطورات المهمة التي تتحرّك في إطارها إسرائيل كحكومة قد تؤدي إلى مزيد من الانعكاسات على السلوك الأميركي الراهن، ورغبة الإدارة الأميركية في تحريك المسار السياسي والاستراتيجي، بخاصة مع بدء التركيز على حماية مصالحها الكبرى في الإقليم، وعدم المساس بمصالحها الاستراتيجية، التي يمكن أن تتأثر جراء ما يجري، وفي محاولة لبناء توافقات وشراكات أميركية عربية إقليمية متماسكة في مواجهة ما يجري من تحديات متصاعدة، ومخاوف من استهداف المصالح الأميركية.

مرجعيات منضبطة

لكل ما سبق يأتي التحرك الأميركي المخطط، وكتصوّر عاجل وملح يمكن العمل من خلاله في أقرب وقت مع التركيز على مساحات التعاون والانخراط في الداخل الإسرائيلي، بخاصة أن الإدارة الأميركية حاولت في مراحل ما قبل تشكيل الحكومة التدخل، واستبعاد بعض الأسماء التي جاءت للحكم، ودخلت الحكومة مثل سموتريتش وبن غفير، وكلاهما طلب أعضاء السفارة الأميركية في القدس عدم دخولهما الوزارة أصلاً، والالتحاق بمكونات الائتلاف، وهو ما رفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، ومضى في تشكيل حكومته وقتها.

شاهد أيضًا

الزُبيدي يعود إلى عدن بعد جولة خارجية ...

الثلاثاء/15/يوليو/2025 - 07:24 ص

عاد الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، مساء الإثنين، إلى العاصمة عدن، عقب جولة خارجية


طارق صالح يرفض حضور لقاء العليمي ويوفد نائبه.. خلافات عميقة ...

الإثنين/14/يوليو/2025 - 10:28 م

رفض العميد طارق محمد عبدالله صالح، عضو مجلس القيادة الرئاسي وقائد المقاومة الوطنية في الساحل الغربي، حضور اللقاء الذي دعا إليه رئيس مجلس القيادة الرئا


طفل وجالون ماء.. صورة تختصر أزمة وطن! ...

الإثنين/14/يوليو/2025 - 08:50 ص

في زقاقٍ منسيّ بمدينة لحج، يقف طفل صغير بجانب دِبب الماء، في مشهدٍ عابرٍ للعدسات، لكنه جارح للضمير. بين أنابيب صدئة وصفوف الجالونات الصفراء، تتجلّى حق


عدن تختنق بالدقيق: الأسعار تقفز فوق الرواتب وتهدد بمجاعة صام ...

الإثنين/14/يوليو/2025 - 08:20 ص

شهدت العاصمة عدن، الاثنين، ارتفاعًا غير مسبوق في أسعار دقيق القمح، حيث تجاوز سعر الكيس (50 كجم) حاجز 63 ألف ريال يمني، متجاوزًا متوسط رواتب الموظفين ا