السبت، 11 أكتوبر / تشرين الأول 2025
اتهمت حكومة طالبان الأفغانية باكستان بشن غارات جوية على أراضيها، محذرة من "عواقب هذا الهجوم"، فيما قالت إسلام آباد إنها تتخذ إجراءات ضد مسلحين على الحدود.
وأوضح مسؤولون باكستانيون أن 11 جندياً باكستانياً لقوا حتفهم في اشتباك مع مسلحين في منطقة تيراه قرب الحدود الأفغانية، مضيفين أن مسلحي طالبان باكستان ينفذون عمليات من داخل أفغانستان، وهو ما تنفيه كابول.
وقالت وزارة الدفاع الأفغانية في بيان إن الغارات الجوية في كابول وإقليم باكتيكا كانت "عملاً عنيفاً واستفزازياً غير مسبوق"، مؤكدة أن "العواقب ستكون مسؤولية الجيش الباكستاني" وأضافت أن الغارات لم تسفر عن إصابات.
من جانبه، قال مسؤول أمني باكستاني إن الغارة استهدفت سيارة يستخدمها زعيم طالبان باكستان تور والي محسود، دون تأكيد مصيره، فيما أحجمت وزارة الدفاع الأفغانية عن التعليق على الأمر.
وأكد متحدث الجيش الباكستاني الفريق أحمد شريف تشودري أن "الحماية واجبنا، وسنواصل كل ما هو ضروري"، مشدداً على أن مطالب باكستان واضحة: "يجب ألا تستخدم أفغانستان أراضيها للإرهاب ضد باكستان".
في المقابل، قال وزير الخارجية الأفغاني أمير خان متقي إن طالبان قضت على أي جماعات إرهابية كانت تعمل من الأراضي الأفغانية خلال السنوات الأربع الماضية، مؤكدًا أنه "لا يوجد أي منهم في أفغانستان، ولا يسيطرون على شبر واحد من الأرض".
يأتي ذلك بالتزامن مع اجتماع في كابول جمع وزراء خارجية الصين وباكستان وأفغانستان لمناقشة التحديات الأمنية والاستقرار الإقليمي وتعزيز التعاون الاقتصادي، وسط تحذيرات أفغانية بعدم اختبار صبر طالبان.
وتعد طالبان باكستان حركة مسلحة تهدف للإطاحة بالحكومة الباكستانية، ولها علاقات وثيقة مع طالبان الأفغانية. كما تتهم باكستان الهند بدعم طالبان باكستان من أراضي أفغانستان، فيما تنفي الهند هذه الاتهامات.
وتزامنت الغارات الجوية مع زيارة نادرة لوزير الخارجية الأفغاني إلى الهند، والتي أسفرت عن إعلان نيّة الهند رفع مستوى العلاقات مع طالبان، بما في ذلك إعادة فتح سفارتها في كابول بعد غلقها منذ 2021.
وفي سياق منفصل، قال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الباكستاني إن "التنسيق الأمني مع أفغانستان لم يحقق تقدماً يذكر رغم التطورات السياسية والتجارية بين البلدين".