تستمر معارك طاحنة بين الجيش السوداني و �قوات الدعم السريع�، لليوم الثالث على التوالي في غرب مدينة الأبيض، أكبر مدن إقليم كردفان، وصفت بأنها �الأعنف والأكثر دموية منذ بداية الحرب، وسقط خلالها المئات من القتلى والجرحى من الطرفين حسب مصادر محلية، وفيديوهات بنها أفراد من الجانبين على مواقع التواصل الاجتماعي، مما جعل إقليم كردفان يتحول إلى مسرح لمعارك الحرب السودانية في الآونة الأخيرة.
وفي حين لم يصدر أي تعليق رسمي من الجيش بشان معارك في الإقليم، قالت �القوة المشتركة المساندة له إنها حققت انتصارات كبيرة على الدعم السريع�، فيما أكدت الأخيرة تحقيق انتصارات كبيرة أيضاً. وأضافت القوة المشتركة، هي مجموعة من حركات مسلحة تساند الجيش)، في بيان، أنها تمكنت من دحر �قوات الدعم السريع، وتحييد أعداد كبيرة من مقاتليها، إلى جانب تدمير أكثر من 130 عربة قتالية وأسر عدد من الجنود.
وهاجمت القوة المشتركة�، يوم الخميس بلدة أبو قعود بعد ساعات قليلة من سيطرة قوات الدعم السريع عليها، عقب كمين نفذته ضد مجموعات من قوات �كتائب البراء بن مالك� و �قوات درع السودان� اللتين تحاريان مع الجيش.
کردفان ساحة معارك عنيفة
من جانبها، قالت قوات الدعم السريع في بيان نشرته على منصة �تلغرام�، إنها الحقت هزيمة كاسحة بالجيش والحركات المسلحة المساندة له، وهي الهزيمة الثانية على التوالي قرب منطقة أبو قعود التي تبعد نحو 54 كيلومتراً من مدينة الأبيض عاصمة شمال كردفان المجاور لإقليم دارفور في غرب البلاد. وأضافت أن قواتها سحقت قوة تابعة للجيش، وقتلت منها مئات الجنود. واستولت على عشرات المركبات القتالية وكميات ضخمة من الأسلحة والذخائر.
وبات إقليم كردفان ساحة المعارك عنيفة تتصاعد بين الطرفين، حيث ينشط الجيش والقوات المساندة له، في شن هجمات مضادة لاستعادة المدن التي وقعت في قبضة الدعم السريع�، وبث الطرفان عدداً من الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي لجثث القتلى في أرض المعركة التي جرت حول منطقة أبو قعود.
ويأتي تصعيد العمليات العسكرية بين طرفي القتال في السودان، في وقت تتسابق فيه الجهود الإقليمية والدولية لوقف فوري الإطلاق النار والأعمال العدائية، ودفع الطرفين للتوصل إلى حل سياسي للأزمة عبر طاولة التفاوض.
وتشهد جبهة كردفان تطورات ميدانية متسارعة في ضوء محاولات قوات الدعم السريع إحكام السيطرة على الطرق الرئيسية التي تربط مدينة الأبيض مع مدينة أم درمان، إحدى مدن العاصمة الخرطوم.
الصراع على مدينة الأبيض
وقالت مصادر إعلامية ومحلية في الأبيض لـ�الشرق الأوسط�، إن الجيش عزز خطوط دفاعه حول المدينة، تحسباً لهجوم محتمل من قوات الدعم السريع�، بعدما حققت الأخيرة تقدماً ميدانياً كبيراً بالسيطرة على بلدات مهمة تبعد نحو 40 كيلو متراً عن المدينة.
وتخطط قوات الدعم السريع إلى عزل مدينة الأبيض من الشمال والغرب، وتطويق قوات الجيش في وسطها لإجبارها على الخروج للقتال أو الانسحاب إلى المناطق المكشوفة التي تسيطر عليها في الإقليم. ووفقاً للمصادر، فإن الجيش والقوات المساندة له تتابع التحركات العسكرية لـ �قوات الدعم السريع بشكل دقيق في كل المناطق التي تتحرك فيها غرب مدينة الأبيض�، وأن العمليات الأخيرة تهدف لصد تك الهجمات، والتوسع لاستعادة المدن التي تسيطر عليها الدعم السريع�.
وفي الأشهر الأخيرة انتقلت المعارك بقوة إلى إقليم كردفان في ظل سعي الجيش للسيطرة على الإقليم المجاور لإقليم دارفور وفك الحصار عن مدينة الفاشر، أكبر مدن إقليم دارفور، التي ظلت محاصرة لأكثر من عام، كما أنها آخر مدن دارفور التي لا تزال في أيدي الجيش، بينما سيطرت قوات الدعم السريع على بقية الإقليم.
إحالات في جهاز المخابرات من جهة ثانية. أصدر جهاز الأمن والمخابرات العامة قراراً بإحالة عدد من الضباط للتقاعد، وترقية آخرين، وتكليف مجموعة جديدة بمهام مختلفة، وذكر الجهاز في بيان أن هذه الإجراءات تأتي في إطار الترتيبات السنوية والدورية التي دأب عليها جهاز المخابرات العامة، وترسيخا لنهجه القائم على تجديد الدماء، وتعزيز الكفاءة، ومواكبة متطلبات التطور المستمر. لكن مصادر محلية تشكك في هذه الرواية، وتقول إن هذه الإحالات قد تشير إلى تغير في توجه الجيش والأجهزة الأمنية.