آخر تحديث :الثلاثاء - 07 أكتوبر 2025 - 07:45 م

الرئاسي يتأرجح على حبل الأزمات

الثلاثاء - 07 أكتوبر 2025 - الساعة 05:19 م

أحمد عبداللاه
الكاتب: أحمد عبداللاه - ارشيف الكاتب


مجالس الدولة والسيادة والرئاسة والقيادة وكل التخريجات في تاريخ دول الشرق ارتبطت بأوضاع حرجة وفي الغالب لم تنجح في إيصال تلك الدول إلى حالة استقرار سياسي أو تضعها على عتبة تحوّل نحو المستقبل.

من أكثر العبارات طرافة ومرارة ما قاله الرئيس معمر القذافي (رحمه الله)، في إحدى القمم العربية : "لا يوجد ما يجمعنا سوى هذه القاعة".
وقد ينطبق ذلك إلى حد كبير على مجلس القيادة الرئاسي نظراً لاختلاف المواقف والأجندات وحتى الاداء خاصة وقد أخفق، فرادى و "حاصل جمع"، في رسم وتطبيق خط واضح لانتشال المناطق المحررة وكذلك لمواجهة المخاطر والتحديات التي يتسبب بها أنصار الله. حتى انه يخشى مكاشفة الحلفاء في أمور قد تقتل الشعب في انتظار السلام الذي لا يبدو أنه يأتي قبل إطفاء حرائق الشرق الأوسط.
تركيبة كوكتيل من خلفيات و بيئات فكرية وسياسية متباينة ومرجعيات متضادة، يصعب اتساقها في مهمة انتقالية معقدة وأمام عدو بالغ العدوانية والقدرة اللامحدودة على المغامرات ولدية مرجعية أيديولوجية وإقليمية واحدة وصلبة. وعليك ايها المتابع الحصيف ان تعيد قراءة المشهد بحيادية ومهنية لترى أن البلد قد أطبقت عليه ظلمة خانقة.

ولأن "الرئاسي" موضع خلاف وفقاً للأهواء السياسية وأمزجة العوام والنخبة والمريدين، فهو، قياساً على القاعدة الفقهية، لا يُنكر ولا يُجمع عليه وتعكس أفعاله إرادة كسولة يكرّسها التراخي والاتكال وضباب الأفكار المتناقضة. في المقابل أمامه شعب أنهكته سنوات "اللاحرب واللاسلم" أكثر مما فعلته الحروب. ولهذا يتأرجح بين البقاء والسقوط منتظراً، مِثْل شعبه، للسلام الذي ستأتي به قوادم النسور من "مملكة الحزم".

لا شيء سوى "إحاطات" المبعوث الأممي الخاص (جداً) وهو يردد الخطبة تلو الخطبة على شكل تقارير لمجلس الأمن وكأنها نشرة جوية على ارض قتلها اليباس. وفي الداخل ماراثون لقاءات "أعضاء الرئاسي" مع السفراء وهو في الغالب استعراض بروتوكولي فائض عن الحاجة. لأن للرئاسة مهام أوسع: بناء أجندات متكاملة في السياسة، وفي الأمن والدفاع، والاقتصاد.

لكن أين الاقتصاد؟ أين الدعامة التي من دونها لا تستقر الحياة ولا تُكسب المعارك؟
كانت هناك فرص لإعادة ترتيب هذا القطاع عبر تفعيل دور المؤسسات الإيرادية التي تراجعت عن وظائفها بفعل قرارات سابقة جردتها من صلاحياتها وحولتها إلى هياكل بيروقراطية عاجزة. وكان من الضروري إطلاق برامج إصلاحية تبدأ بالتخطيط القائم على الشفافية، وتشمل مراجعة عميقة للهياكل الإدارية والبيئة التشغيلية. كما يعد تصحيح وضع الموانئ، وضبط الشبكات المالية، ودعم النظام المصرفي من الركائز الضرورية لتعزيز الكفاءة الاقتصادية.
ينسحب هذا المنطق على قطاع العقارات، الذي تم شنقه بحبل الوصاية، وفق ما يمكن وصفه بـ”القتل الرحيم” بدلاً من العلاج.
الإصلاحات الحقيقية وحدها هي التي تحدث أثراً اقتصادياً مستداماً بخلاف ظاهرة الفقاعات المؤقتة الناتجة عن إجراءات ظرفية لضبط سوق العملة.
ومع ذلك، تظل نتائج أي جهد إصلاحي محدودة ما دامت العوائد النفطية، (الشريان الرئيس للاقتصاد)، مقطوعة قسراً.
استمرار تعطيل موانئ التصدير يشكّل خنقاً اقتصادياً ممنهجاً للمناطق المحررة ويضع الحكومة في مأزق مالي مستدام. إنّ مواجهة هذا الواقع لا تحتمل نهج الانتظار السلبي والاستسلام لضغط الحلفاء. بل تتطلب فرض معادلة ردع اقتصادي فاعل تُجبر الطرف المعطِّل على التراجع، دون تقديم تنازلات تكرّس واقع الحصار وتؤسس لمزيد من الابتزاز مستقبلاً.

أيها "الإخوة المناضلون"، إن بقي في النضال معنى، الواجب أن تكونوا إلى جانب شعبكم والعمل ليل نهار لتنظيم وتصحيح أوضاعه. وأن تحموا رؤوسكم ليس من الرصاص وحسب وإنما من الزجاج العازل. لسنا في زمن بطولات أبي ليلى المهلهل أو ثارات العشائر، وإنما في زمن حروب حديثة تدور في الاقتصاد واستثمار العقول كما في ساحات الوغى. هذا هو التحدي على الميادين وتحت شموس عدن اللاهبة وليس في ظلال الدول المضيفة.




شاهد أيضًا

الصبيحة.. من بؤرة للفوضى إلى أنموذج للأمن والاستقرار ...

الثلاثاء/07/أكتوبر/2025 - 06:27 م

ما أن توقفت جولات ومعارك الحرب مع مليشيات الحوثي لأجل غير مسمى، بدأت في مناطق ومديريات الصبيحة غرب لحج، وفي بوابة العاصمة عدن الغربية والشمالية حرباً


استقرار حذر في أسعار الصرف مع ترقب إجراءات اقتصادية مرتقبة ...

الثلاثاء/07/أكتوبر/2025 - 02:53 م

شهدت سوق الصرف المحلية في العاصمة عدن وبقية المدن المحررة، الثلاثاء، حالة من الاستقرار النسبي في أسعار العملات الأجنبية أمام الريال اليمني، وسط توقعات


فضيحة إعلامية.. قناة "المهرية" تسقط أخلاقيًا والمهريون يصفون ...

الثلاثاء/07/أكتوبر/2025 - 12:21 م

تصاعدت موجة الغضب الشعبي في محافظة المهرة تجاه قناة المهرية، بعد سلسلة من التقارير والبرامج التي وُصفت بأنها "مسيئة ومنحطة" وتمسّ تاريخ المح


صرف مرتبات القوات الجنوبية "يوليو وأغسطس" خلال أيام.. وحقوق ...

الثلاثاء/07/أكتوبر/2025 - 08:40 ص

تعلن الدائرة المالية والإدارية للقوات المسلحة والأمن الجنوبي، أنه سيتم خلال هذا الأسبوع صرف مرتبات شهري يوليو وأغسطس 2025، للأفراد الذين استكملوا إجرا