آخر تحديث :الثلاثاء - 18 نوفمبر 2025 - 07:35 م

آراء

من الذي يعرقل مسار الإصلاحات؟

السبت - 04 أكتوبر 2025 - الساعة 02:43 م

الكاتب: ثابت حسين صالح - ارشيف الكاتب

يحسب لرئيس الحكومة الحالي سالم بن بريك أنه ادرك قولا ثم فعل، أن معركة إنقاذ الناس في الجنوب والمديريات المحررة من الشمال، من الفقر والمجاعة مقدما على الحديث عن استعادة الدولة في صنعاء، التي اصبح الحديث عنها مجرد أسطوانة فارغة مكررة منذ عشر سنوات.

اختار رئيس الحكومة أن يبدأ بخطة وقف تدهور قيمة العملة المحلية ونجح في هذه الخطوة إلى حد ما وبفترة قياسية قصيرة.

غير إن الخطوات المرافقة لخطوة وقف تدهور العملة وهي توفير ودفع مرتبات الموظفين ووقف تدهور القدرة الشرائية للمواطن وتخفيض أسعار السلع بما يتناسب مع القدرة الشرائية وقبل كل شي مع التحسن الذي حصل في قيمة العملة المحلية...لم تتحقق بعد سوى جزئيا.

يعتقد بن بريك أن "نجاح الحكومة مرهون بغطاء سياسي قوي من مجلس القيادة الرئاسي يتيح لها ممارسة صلاحياتها كاملة، ودعمه للإصلاحات الاقتصادية والمؤسسية"
وفي هذا إشارة مبطنة إلى اتهام مجلس القيادة بعدم دعم إصلاحات الحكومة بل وضعف التفاعل الايجابي والتعاطي المسؤول لاستمرار ونجاح هذه الإصلاحات.

بل أن بن بريك طالب المبعوث الاممي أن يطلع المجتمع الدولي على أسماء المعرقلين ويطالبه بعدم الاكتفاء ببيانات التعبير عن القلق إلى الانتقال لاتخاذ خطوات عملية ضد المعرقلين ودعم الحكومة سياسيا واقتصاديا.

ويرى بن بريك في المملكة والإمارات أكبر الداعمين لإصلاحات الحكومة، وهو بهذا يدحض ويبطل مفعول تعليق الفشل في الداخل على شماعة"قوى خارجية وخاصة المملكة والامارات".

الفشل بالدرجه الأساسية كما هو معروف كان ومازال مرتبطا بالدرجه الأساسية بعوامل داخلية.

أهم هذه العوامل غياب الإرادة السياسية والرؤية الاستراتيجية لدى سلطة الشرعية وخاصة مجلس القيادة وعلى رأسه رئيس المجلس والجناح الشمالي بشكل عام لاتخاذ قرارات صعبة وحاسمة لانجاح إصلاحات الحكومة، وضد الحوثيين الذين حاربوا اقتصاد الجنوب وخربوه بكل الوسائل واستغلوا ترهل وتراخي سلطة الشرعية.

ثاني هذه العوامل تكمن في غول الفساد السياسي والمالي والإداري الذي حول الكثير من قيادات وموظفي الدولة إلى تجار جشعين ومضاربين بكل شي بدءا من المال العام وانتهاء بالمساعدات الإنسانية.

خلاصة الأمر نجاح الإصلاحات مرهون لكسب ثقة الداخل المعني بالاصفحات وكسب ثقة الداعمين ليس بالخطب والبيانات بل باحراز نجاحات ملموسة وبدلائل قاطعة ومصداقية عالية.