آخر تحديث :الأربعاء - 26 نوفمبر 2025 - 01:59 ص

القلم الذهبي... في البدء كانت الكلمة

الأحد - 28 يوليو 2024 - الساعة 04:29 م

مشاري الذايدي
الكاتب: مشاري الذايدي - ارشيف الكاتب


الأمم لا تحيا بالخبز فقط، بل بمباهج العقل ومُتع الروح، اعتَبِرْ ذلك بقياس قوة الأمم الرائدة في العالم، فلن تجد أمة مستوفية الزعامة والتأثير في العالم، إلا ولها نصيب عظيم في ميدان الثقافة وسوق الأدب، وإلا فإنك واجدٌ من الأمم أمة عسكرية أو زراعية أو صناعية، لكنها دون أثر أدبي وفنّي مستمر عريض وعميق، ستكون في الرُّتب التالية لا المتقدّمة.

عبر التاريخ، كانت هناك صلة وثيقة بين الارتقاء في الإبداع الفكري والعطاء الأدبي، ودعم الدولة وبلاطات الملوك وخزائن النبلاء والأثرياء، تجد برهان ذلك ساطعاً في ديوان المأمون العبّاسي، وفريدرك الثاني الألماني، مثلاً لا حصراً.

قبل أيام، أعلن رئيس هيئة الترفيه في السعودية الرجل المبادر، تركي آل الشيخ، عن جائزة باسم «القلم الذهبي» لإنعاش ودعم الرواية وكتابة السيناريو، وتخصيص جوائز مالية مجزية، وتكوين لجنة من نخبة أدباء وأصحاب خبرة، على رأس هذا المشروع الجميل.

الجائزة تستهدف صناعة زخمٍ تزدهر فيه الروايات الأكثر جماهيرية القابلة تحويلها إلى أعمال سينمائية، مقسّمة على مجموعة مسارات؛ أبرزها مسار «الجوائز الكبرى»، حيث ستُحوَّل الروايتان الفائزتان بالمركزين الأول والثاني إلى فيلمين.

مسار «الرواية» شمل فئات عدة، هي أفضل روايات «تشويق وإثارة» و«كوميدية» و«غموض وجريمة» و«فانتازيا» و«رعب» و«تاريخية» و«رومانسية» و«واقعية».

كما سيحصل أفضل عمل روائي مترجم وأفضل ناشر عربي على جائزة ضمن تنويعة هذه الجوائز.

هذا اتجاه رائع، فوق أنه يثري صناعة الأفلام والمسلسلات والمسرح، ويعود على منتجي هذه الأعمال بمكاسب مادية مجزية، فهو يدعم المؤلف العربي والمبدع، في وقت طغت ثقافة السوشيال ميديا الخفيفة، وضاع فيه المبدعون في الزحام.

أجِلْ بصرَك في تاريخ الأفلام المصرية الخالدة، مثلاً، ستجدها اتكأت على روايات عظيمة لمبدعين كبار، مثل نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس ويوسف السباعي وتوفيق الحكيم وطه حسين وإبراهيم أصلان.

افعل ذلك ثانية، ستجد روائع السينما الأميركية استندت أيضاً إلى حائط عظيم من الروايات الخالدة، مثل: «ذهب مع الريح»، و«العرّاب»، و«غاتسبي العظيم»، و«كل شيء هادئ في الجبهة الغربية»، و«المريض الإنجليزي»، وغيرها.

يغمرنا التفاؤل ببزوغ أمل جديد في مساندة الأدب «الحقيقي» المتولّد من قراءة أصيلة ودأب مستمر وتأمل دائم، وتجريب لا يتوقف في فنون السرد وسبر التجارب الإنسانية، خاصة في مجتمع السعودية الذي ما زال بعيداً عن التمعّن في تجاربه وسردياته وحكاياته.

أصالة النص، وفرادة السرد، وصدق الشعور، وعمق التأمل، وقوة الأدوات، هي السبيل الدائم لصناعة سردية سعودية وعربية تنعكس لاحقاً على منتجات السينما والدراما.

خطوة رائعة، وقلمٌ ذهبي مُنتظر، ليكتب الكلمة، فـ«في البدء كانت الكلمة»!




شاهد أيضًا

عاجل - تشهد الآن منطقة حي نزال في العاصمة عمان مداهمة أمنية ...

الأربعاء/26/نوفمبر/2025 - 01:59 ص

عاجل - تشهد الآن منطقة حي نزال في العاصمة عمان مداهمة أمنية واسعة تستهدف مجموعة من المطلوبين والخارجين عن القانون.. يُسمع حاليًا أصوات طائرات الدرون ف


عاجل الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو : الفشل ممنوع في هذا ا ...

الأربعاء/26/نوفمبر/2025 - 01:41 ص

عاجل الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو : الفشل ممنوع في هذا المنعطف الحاسم لوجود الجمهورية


عاجل | كوبا تتهم الولايات المتحدة بالسعي للإطاحة بالحكومة ال ...

الأربعاء/26/نوفمبر/2025 - 01:29 ص

عاجل | كوبا تتهم الولايات المتحدة بالسعي للإطاحة بالحكومة الفنزويلية عن طريق العنف


قرارات رئاسية.. قراءة في المسار والتأثير على حياة المواطن ...

الثلاثاء/25/نوفمبر/2025 - 09:14 ص

قرارات رئاسية.. قراءة في المسار والتأثير على حياة المواطن #العين_الثالثة #انفوجرافيك_العين_الثالثة