آخر تحديث :الجمعة - 05 ديسمبر 2025 - 09:30 م

اعلان عدن التاريخي الضرورة الوطنية الجنوبية

الجمعة - 03 مايو 2024 - الساعة 12:10 م

صالح علي الدويل
الكاتب: صالح علي الدويل - ارشيف الكاتب



تمر اليوم الذكرى السابعة لاعلان عدن التاريخي ، والاحتفاء به احتفاء بارادة شعب الجنوب وتوقها للاستقلال ، وعدالة قضيته ودماء شهدائه التي أُرِيقت لاجل ذلك الهدف ، معانيه عميقة ومفصلية في وجدان كل جنوبي يهمه الجنوب وحريته واستقلاله .

تأسس عن هذا البيان المجلس الانتقالي حامل سياسي خاض ويخوض المعترك السياسي ندا جنوبيا بدون مواصفات اليمننة واشتراطات نخبها وانخرط في تاسيس عمل سياسي ، لا نقول انه حقق الاهداف ، لكنه يسير في المضمار السياسي ويتوطد بثقة لتحقيقها ، ويتمتع بسيطرة قوية في الجنوب لاتنافسه فيها اي قوة ، وهذا هو اهم معيار لتحديد ملامح المستقبل ، فانخرط في تطوير القوات الجنوبية التي هي صمام القوة التي تؤرّق اعداء الجنوب ، وصارت شريكا دوليا في محاربة الارهاب ، ولم تعد صنعاء تقوم بتخليقه وتدويره ودعوى محاربته واستثماره في الجنوب خيث ظل طيلة العقود الماضية اهم ممسكاتها لامساك الجنوب بنميطه دوليا واقليميا انه منطقة ارهاب وانها الوحيدة القادرة على محاربته


بيان عدن التاريخي عالج خلل بنيوي في الحركة الوطنية الجنوبية ففي مراحل ما قبل الحراك السلمي والمقاومة الجنوبية ظلت احزاب صنعاء ومؤسساتها الامنية تختلق التمثيل الجنوبي بمواصفاتها فلاتتجاوز فيها الشراكة الجنوبية شراكة صورة او مشاركة في الفساد بما يتفق واجندتها وصارت الاحزاب اليمنية هي الاصل والوجود الجنوبي مجرد ظل وصدى لها ، وحتى ايام الحراك السلمي لم تتبلور المكونات الجنوبية وتخلق حامل وطني للجنوب بل ظلت القضية عادلة تتنازع تمثيلها مكونات تهمها الواجهة اكثر مما تستوعب الامتداد الوطني واستعياب تنوعه وجاءت المقاومة الجنوبية التي سجلت ملاحم اسطورية ضد الاجتياح الحوثي وهزمته لكنها سلّمت انتصار الجنوب للشرعية اليمنية لانها مقاومة كالثورة السلمية لا حامل سياسي لها جاء بيان عدن التاريخي والظروف الموضوعية والشروط الذاتية في الجنوب العربي مهيأة له الى حد ما وتم اشهار المجلس الانتقالي الجنوبي الذي استطاع ان يستوعب معظم الامتداد الوطني وتنوعه بقدر ماسمحت ظروف مرحلة اشهاره وظل ومازال منفتحا للحوار على قاعدة الميثاق الوطني لاستيعاب كل من يهمه تحرير واستقلال الجنوب بل والقوى النخبوية الجنوبية التي ارتبطت مصالح بعضها بنخب اليمننة فالجنوب يسع الجميع ويضمن مصالح الجميع.

ما زالوا يراهنون على مقولتهم "ولد ميتا" ويراهنون على زواله من الساحة عبر الضغوط المتنوعة ووسعوا حربهم في الخدمات التي تمس حياة الناس ويختلقون الاختلاقات وحملات التحبيط لكن جذوره ثابته ثبات القضية الجنوبية وعدالتها ، وحلمهم بالعودة لباب اليمن من المستحيلات ، لان باب اليمن صار مستحيلا عليهم وهم يعلمون ذلك ، فما فشل السلاح في تحقيقه لن تحققه منظمات العمل المدني .





شاهد أيضًا

حضرموت بين تشابك النفوذ وتحوّلات اللحظة.. كيف أعاد الانتقالي ...

الجمعة/05/ديسمبر/2025 - 05:40 م

في محافظة تمثّل إحدى أكثر جبهات الجنوب حساسيةً وتركيباً، تتداخل فيها الجغرافيا بالثروة، والقبيلة بالسياسة، تبدو حضرموت اليوم كأنها مرآة مكبّرة للتجاذب


تحوّل مفصلي في الشرق الجنوبي.. قراءة معمّقة في مسار التقدم ا ...

الجمعة/05/ديسمبر/2025 - 04:01 م

تشهد الجغرافيا الجنوبية في الأيام الأخيرة إعادة تشكّل واضحة في معادلة القوة، بعد أن أحرزت القوات المسلحة الجنوبية تقدّمًا نوعيًا في محافظة المهرة، ممه


تحليل: الجنوب عند بوابة عُمان: كيف نفهم ما يجري في حضرموت وا ...

الجمعة/05/ديسمبر/2025 - 12:15 م

مع أولى ساعات صباح الخميس 4 ديسمبر، دوّى اسم وادي حضرموت مجدداً، بعدما اندلعت اشتباكات عنيفة في الهضبة المحيطة بمنشآت بترومسيلة النفطية بين قوات من “ا


وادي حضرموت.. لحظة الانعتاق وبداية صفحة جديدة ...

الجمعة/05/ديسمبر/2025 - 11:55 ص

في مشهد امتزجت فيه مشاعر الفرح مع الإحساس باستعادة الحق، طوى وادي حضرموت خلال الأيام الماضية واحدة من أكثر الصفحات قتامة في تاريخه الحديث، إيذانًا ببد