آخر تحديث :الجمعة - 12 ديسمبر 2025 - 03:00 م

عندما يدَّعِي الظالم نُصْرَة المظلومين

الثلاثاء - 02 يناير 2024 - الساعة 04:22 م

د. عيدروس النقيب
الكاتب: د. عيدروس النقيب - ارشيف الكاتب


هي ليست المرة الأولى التي يتقمص فيها الطاغية دور النصير المنصف للمظلومين والتعاطف معهم والدفاع عن مظلوميتهم.
ويزخر التاريخ العالمي والعربي، وخصوصا اليمني بمئات الأمثلة والحالات التي تكشف هذا المضمون لتقمص الطغيان شخصية النصير العادل لضحاياه.
وتمثل الحالة الحوثية اليوم تكثيفاً مركزا لهذه الظاهرة، لكنها تأتي في زمن ما تزال هذه العصابة العنصرية تواصل حربها على اليمنيين، ثم تتظاهر بأنها تدافع عن ضحايا العدوان الصهيوني، من خلال سياسات القرصنة التي تمارسها عبر المياه الإقليمية والدولية في منطقة جنوب البحر الأحمر ومحيط باب المندب.
ليس غريباً أن تلفت الحركة الحوثية الكثير من أنظار المتعاطفين مع القضية الفلسطينية وتحقق الكثير من الإعجاب والتعاطف، خصوصاً بين عامة الناس الذين لا يأبهون للمواقف والسياسات الداخلية للقوى السياسية التي اتخذت من القضية الفلسطينية شعاراً للمزايدات والتسويق السياسي، لكن الغريب أن حركة مقاومة وطنية مثل حماس أو تنظيم الجهاد تقع في فخ الاستقطاب السلالي العنصري للجماعة الحوثية وموكلها نظام آيات الله الإيراني.
لا يمكن التصديق بأن قيادات حركتي حماس و الجهاد (الإسلاميتين) لا يعلمون عن جرائم الحوثي بحق الشعبين في شمال اليمن وجنوبه ولا يدرون أن الحوثي وحركته قد تسببوا في قتل ما يزيد عن الضحايا الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، وإن كانوا لا يعلمون فتلك المصيبة بعينها، أما إذا كانوا يعلمون فالمصيبة مضاعفة لأن الرهان على حركة عنصرية إجرامية تمييزية ما تزال الخرافة وادعاء الطهارة والاصطفاء الإلاهي هما العنصر الرئيسي في أيديولوجيتها السياسية، هذا الرهان يضر بحركة حماس وكل المقاومة الفلسطينية جميعاً إذ أنه يصب في خانة التلفيقات الإسرائيلية االتي تقدم الشعب الفلسطيني ومقاومته الوطنية على إنهم تنظيم إرهابي وأن نضال الشعب الفلسطيني من أجل حريته واستقلاله وإقامة دولته الوطنية على حدود 4 يونيو 1967م، كل هذا تقدمه إسرائيل ومن ورائها الإعلام الصهيوني العالمي، على إنه عدوان على الحقوق الإسرائيلية المدعاة زوراً وبهتاناً.
لا ينتصر الحق بمساندة الباطل له، لكنه ينتصر بالتمسك بالأحقية والعدالة والمشروعية، ولو قال قائلٌ إن إسرائيل هي على الباطل، لقال آخر أن الباطل يتصارع مع الباطل، والظالمون يقاتلون الظالمين، لكن هذا لا يعني أن أحدهما على حق، وأعمال القرصنة الحوثية في جنوب البحر الأحمر ليست سوى مزايدات إعلامية وسياسية لا تخدم نضال الشعب الفلسطيني في شيء، فالحوثيين لا يهمهم الحق الفلسطيني ولا العدوان الإسرائيلي بقدر ما يهمهم حصد المزيد من اللايكات والتأييد من قبل بسطاء الناس المخدوعين بالحركات البهلوانية الحوثية التي لا تغطي الجزء اليسير من جرائم تلك الحركة العنصرية بحق المدنيين في الشمال والجنوب.
ونصيحتي لقادة حركة حماس والجهاد وكل المقاومين الفلسطينيين: لا تبتهجوا كثيراً بمزايدات الحوثيين ومن يقف وراءهم، لأنكم بذلك تخسرون تعاطف ملايين اليمنيين الذين يكتوون يوميا بنيران أدوات قمع هذه الحركة العنصرية ويموتون كل يوم بسياط القمع والتنكيل وسياسات الحصار والتجويع والتمييز السلالي والعنصري.




شاهد أيضًا

عــاجل | استشهاد جندي وإصابة ثلاثة آخرين في هجوم بطائرة مسيّ ...

الجمعة/12/ديسمبر/2025 - 11:45 ص

استُشهد جندي وأُصيب ثلاثة آخرون، صباح اليوم الجمعة، إثر استهداف نقطة عسكرية تابعة للقوات المسلحة في منطقة عارين بمحافظة شبوة بواسطة طائرة مسيّرة، وفق


عاجل.. حلمي طولان يرد على منتقديه بعد الخروج من كأس العرب: " ...

الجمعة/12/ديسمبر/2025 - 05:45 ص

أثار حلمي طولان، المدير الفني لمنتخب مصر الثاني الجدل بعدما كتب منشورًا عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك. وتعرض حلمي طولان لانتقادات شديدة


أزمة جديدة بسبب أرض الزمالك في مرسى مطروح.. عاجل ...

الجمعة/12/ديسمبر/2025 - 05:30 ص

تلقى نادي الزمالك خطابًا من هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة جهاز تنمية القطاع الثالث للساحل الشمالي الغربي (مرسي مطروح)، يفيد بأنه في إطار التخطيط لت


عاجل - وليد جنبلاط: أؤيد إجراء استفتاء شعبي بشأن انضمام لبنا ...

الجمعة/12/ديسمبر/2025 - 04:45 ص

أعلن الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان وليد جنبلاط، أنه يؤيد إجراء استفتاء شعبي بشأن انضمام لبنان إلى الاتفاقات الإبراهيمية. وأضاف جنبلاط