آخر تحديث :الجمعة - 16 مايو 2025 - 03:50 م

حمارة خالتي (الوطنية)

الخميس - 21 سبتمبر 2023 - الساعة 09:42 ص

مشعل السديري
الكاتب: مشعل السديري - ارشيف الكاتب


ذكر لي الصديق الدكتور جوزيف قطريب هذه الحادثة الحقيقية التي حدثت في لبنان أوائل الستينات الميلادية من القرن الماضي، وبطلتها (حمارة خالتي) - كما ذكر له ذلك ابن أختها - وهي باختصار: أن تلك الحمارة، انطلقت من بلدة (كفركلا) وعبرت الحدود ودخلت إلى إسرائيل، وعجزت خالتي وزوجها عن اللحاق بها، ورجعا خوفاً من الرصاص الإسرائيلي.

بعد عامٍ على اختفاء الحمارة، تفاجأت خالتي بعودة حمارتها إلى البيت، وهي تجر وراءها عربة محملة بالدراق والإجاص، وكان يتبعها عدد من أطفال القرية مهللين فرحين.

ولم تكتمل الفرحة، حيث جاء الدرك اللبناني مع قوات الطوارئ الدولية، مطالبين بتسليم الحمارة إلى (إسرائيل)، فالحمارة حبلى بجحش، أبوه حمار إسرائيلي، وبعد اعتراض ورفض، ارتفع منسوب الغضب عند أهل القرية، وراحوا يصرخون بصوت جماعي، الحمارة حمارتنا، وبعد ساعات من المفاوضات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، وبوساطة دولية، اتفق الجميع على أن تعود الحمارة لتلد هناك، شرط أن تعيد الأمم المتحدة الحمارة بمفردها بعد الميلاد.

بعد ثلاثة أشهر، هربت الحمارة من (إسرائيل) مرة ثانية إلى القرية وهي تجر خلفها العربة المحملة بالفواكه، ويركض بجوارها هذه المرة مولودها الجحش الصغير، ولم تمضِ ساعة، حتى حضرت إلى منزل خالتي قوات الدرك والأمم المتحدة، وطالبوا خالتي بتطبيق بنود الاتفاقية الموقعة، وتسليم الجحش، وكانت المفاجأة أن رفض الجحش أن يترك أمه.

وفي ضوء تهرب الجحش، تم استدعاء قوات درك إضافية، وتم تطويق المكان، وإلقاء القبض على الجحش، وربطه، وتحميله في شاحنة عسكرية إلى مركز المراقبة في الناقورة، ومن هناك، عاد الجحش الصغير مأسوراً، مكسور القلب.

حمارة خالتي تكشف حقيقة المفاوض الإسرائيلي، إنه صلبٌ وعنيدٌ وطويل البال إلى الحد الذي رفض أن يفرط حتى بجحش أبوه حمار إسرائيلي، وأمه حمارة لبنانية، فكيف سيتنازل هذا المفاوض الإسرائيلي للمفاوض الفلسطيني عن القدس وعن الضفة الغربية وعن سماء فلسطين وعن المسجد الأقصى، الذي يزعم أنه جبل الهيكل؟

كيف سيتخلى هذا المفاوض الإسرائيلي الذي لم يفرط بجحشٍ صغيرٍ، كيف سيتخلى عن 60 في المائة من أرض الضفة الغربية؟

ملحوظة مهمة: هذه القصة حقيقية، وهي موثقة في سجلات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان في تموز سنة 1962. عموماً لو كان لي من الأمر شيء، لمنحت حمارة الخالة وسام الاستحقاق على وطنيتها، وصدق المثل اللبناني القائل: نيال – أي يا بخت - من كان له مربض عنز بلبنان - هذا عندما كان لبنان (لبنان) - أما الآن يا ليتهم يستبدلون العنز بحمارة خالتي!!




شاهد أيضًا

جريمة بشعة.. الحوثي يعدم امرأة برصاص أمام نجلها في لحج ...

الجمعة/16/مايو/2025 - 01:10 ص

في جريمة تقشعر لها الأبدان، أقدمت مليشيات الحوثي الإرهابية على قتل امرأة برصاص قناص أمام أعين نجلها، أثناء مرورها بسيارة في مديرية الحد بمحافظة لحج. و


فضيحة.. ضبط شبان وفتاة في وضع مخل، صدمة كبرى جاءت في التحقيق ...

الجمعة/16/مايو/2025 - 12:30 ص

كشف الناشط صقر عبادي عن واقعة قال إنها "سابقة خطيرة" في مديرية خور مكسر، حيث داهمت قوة أمنية إحدى الاستراحات يوم الإثنين الماضي، وألقت القبض


جريمة مروعة.. اختطاف وقتل الطفلة "أنهار" على يد عاملين في من ...

الخميس/15/مايو/2025 - 10:55 م

شهدت منطقة العقلة بمديرية الصومعة في محافظة البيضاء جريمة بشعة راحت ضحيتها الطفلة أنهار عبدالله العامري، التي لم يتجاوز عمرها سنواتها الأولى، بعد أن ت


اغلاق طريق حدودي بين الجنوب والشمال.. لهذا السبب! ...

الخميس/15/مايو/2025 - 09:15 م

أغلقت القوات الجنوبية، الخميس 15 مايو 2025، الطريق الرئيسي الرابط بين مناطق سيطرة جماعة الحوثي والعاصمة عدن، مرورًا بمديرية الحد في يافع، عقب تكرار خر