آخر تحديث :الثلاثاء - 01 يوليو 2025 - 04:07 م

امين صالح في ذاكرة التاريخ

الخميس - 15 مايو 2025 - الساعة 09:26 م

د. فضل الربيعي
الكاتب: د. فضل الربيعي - ارشيف الكاتب


في ذكرى المناضل رحيل الوطني الجسور.

شي جميل أن تقام مثل هذه الفعاليات التي تبحث في ذاكرة الوطن من خلال استحضار مواقف واعمال ابناءه المخلصين من الرموز والنخب التي كان لها دوراً واضحاً في مسيرة الاحداث التاريخية والذاكرة الوطنية .
إن أهم ما يميز هذه الفعاليات هو تسليط الضوء على جوانب مهمة من حياة هؤلاء الرجال الابطال المتميزين اللذين كان لهم شرف الريادة والاسهام في مسيرة نضال شعبنا الطويل وتوثيق هذا التاريخ حاضرا والذي سوف يصبح مرجعاً مهماً للباحثين في فترات تاريخية قادمة، فنحن جميعاً معرضون للموت والفناء من هذه الدنيا، وما يبقى من حياتنا الا الأشياء الإيجابية ومدون بصورة موضوعية وأمانه علمية وذهنية نقدية كما يقال التاريخ هو إعادة حياة الموتى في حاضرنا.

لعل الجميع يعرف اليوم كم نحن بحاجة إلى قراءة تاريخ الرجال الأوائل واستحضار حياتهم للاستفادة من عبر ذلك التاريخ، إلاَ أنه وللأسف الشديد لم نجد هناك أي توثيق لتاريخ الكثيرون ممكن يستند عليه الباحثون أو المهتمون بذاكرة الوطن ورجالة الأوائل والاستفادة منه.
يمكن القول ان مكتبنا اليوم تفتقر إلى تلك المعلومات والذاكرة الوطنية؛ بل أن ما بقي من ذاكرة عن حياة المناضلين قد كتب بعد مماتهم بصورة مشوهه من قبل أطراف أخرى معادية ابتداء بتاريخ الثائر الوطني الكبير على أبن الفضل القرمطي، الذي شوهوا تاريخه بعض الكتاب ونقلته بعض الروايات المفبركة أو في كتابتهم الصفراء، وتعمدوا طمس تاريخه الناصع الملهم والمشّرف. وهكذا تم التعامل مع رموز ثورة 14 أكتوبر، إذ عملت مكانة اعلام نظام صنعاء طوال السنوات الماضية، بل ومازالت تنبش في أحداث التاريخ الذي يستهدف تلك الرموز الوطنية هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى عملوا على طمس المعالم واخفاء الوثائق التي تتصل بدور أبطال التاريخ في الجنوب.
اننا هنا نحيي الأخوة القائمين على هذه الفعالية التي نعتبرها بدأيه موفقة للسير في توثيق تاريخ الرموز الابطال في جنوبنا الحبيب، واتمنى أن تقام مثل هذه الفعاليات في الحفر والتنقيب والتفتيش عن مأثر ودور شخصيات وهامات كبيرة منسيه والتعمق في البحث والتحري عن تاريخها أمثال السلطان محمد عيدروس العفيفي، والسلطان العبدلي، والقعيطي، والفضلي وغيرهم من السلاطين الذين كان لهم شرف البدء في محابة ومواجهة الاستعمار الاجنبي والامامة، وغيرهم من الثوار والمناضلين والشخصيات الوطنية ما قبل ثورة 14 أكتوبر 1963م أو اللاحقين من ابطال ثوار أكتوبر امثال فيصل عبداللطيف الشعبي وعلي عنتر ومحمد صالح مطيع وفيصل عبد اللطيف، وصالح باقيس، وعوض الحامد ولبوزة وعبد القوي القديمي، وصالح مصلح والمكاوي وعلي بن علي هادي، وعلي عبد العليم وسالمين ، وعلي شايع. ومحمد صالح عولقي وسعيد صالح، والزومحي، ومحمد ثابت الخبجي وحنش ثابت وعبدالرب مصفى ، وعلوي فرحان والجابري وغيرهم كثر فالقائمة طويلة هنا لا استطيع حصرهم .
أو من تصدروا مسيرة الضال الزاخرة التي تعاظمت بعد حرب عام 1994م كالمنضال أمين صالح الذي نقف اليوم للتذكير بدوره وتاريخه المشرف وغيره كثير ممن غادرونا الحياة ولم يعرف عنهم شيء جيلنا الحاضر والقادم امثال د. صالح يحيى سعيد وجمال مطلق، وعلي السعدي، وعمر الصبيحي وغيرهم.
مازالت مكتبتنا وذاكرتنا الوطنية فقيرة جداً فقد اعتاد الناس في تاريخنا المعاصر للأسف الشديد إطلاق صفات سيئة على كل الاحداث التاريخية الماضية، وهذا المنهج يكرس في ذهنية الأجيال الإحباط والسلبية وعدم الاعتزاز بتاريخ ثورتنا والمناضلين الاوائل .
إذ تفاجئنا بعض الكتابات أو من يتحدث عن ذكرياتهم بالانحياز لقناعاتهم فقط وتخطئت الاخرين وتشويه مواقفهم، كما سبق تشويه تاريخ بعض السلاطين والقبائل والثوار الأوائل.
اننا اليوم غير الأمس وعلينا تقع مسؤولية مراجعة ذلك التاريخ الذي ظلم الكثير.
وعليه فان المسؤولية الأخلاقية والأمانة العلمية والواجب الوطني يحتم علينا اظهار الجوانب المشرقة في تاريخ وتوثيق مناقب واعمال المناضلين دون تحيز أو تعظيم أو تقليل من ادوارهم، وتوجيه الباحثين والمهتمين في كتابة التاريخ الاجتماعي وان يتبنى ذلك ضمن مشاريع اعداد الرسائل والاطروحات العلمية في الجامعة.


الحديث عن الرموز القيادية ممن تصدروا المشهد في قيادة الحركات الاجتماعية خلال مسيرة التاريخ تعد من مهامنا نحن الاحياء، خصوصا وقد شاهدنا ذلك الغياب الكبير في تدوين تلك الاحداث وتوثيقها بصورة واقعية وبمنهجية علمية محايدة حتى لا تترك هذه الاحداث للاجتهادات المشوهة، وقد شاهدنا كيف يستغل البعض ذلك الغياب التوثيقي وإظهار الصورة السلبية منه فقط.
كان المناضل الشاب امين صالح صاحب الذهنية الناضجة ممن تصدروا المشهد في البدايات لمقارعة الظلم والاستبداد الذي لحق بالجنوب وابناءه والذي عرف فيما بعد بالحراك الجنوبي السلمي، الذي يصنف ضمن حركة الاحتجاجات الاجتماعية المعاصرة بوصفها واحدة من أبرز الظواهر التي برزت في واقعنا المعاصر التي تعبر عن مصالح المجتمع ومواجهة قوى الاستبداد والظلم ممثلة بنظام صنعاء الذي اجتاح الجنوب عام 1994م بقوة السلاح تلك الحرب الظالمة الذي وضف فيها كل قوى التخلف والإرهاب للنهب والإبادة الجماعية لأبناء الجنوب كما كانت تجري حروب القرون الوسطى.
وقد جاء الحراك الجنوبي الذي تدرج عبر مراحل مختلفة، إذ شمل مجموعة من الخصائص من اهمها البناء المتميز والاستمرارية الذي سار عليها في ظروفا صعبة للغاية تحت جبروت السلطة القمعية، الا ان شدة تلك المظالم والجبروت الذي حول الجنوب الى واقع المحتل بكل ما تعنية الكلمة من معنى . كان امين صالح وزملاءه يبذلون كل جهودهم لحشد الجماهير وإظهار أهدافهم السياسية التي تسعى لتغيير الواقع وعلية فقد كان الحراك الجنوبي حركة اجتماعية واعيه تتضمن محتويات فكرية محركة له ووسائل تعبئة منظمة يقف خلفاء مجموعة من المناضلين بهدف تغيير الاوضاع والسياسات لتكون أكثر اقترابا من واقع الاحتلال وتؤمن باستعادة الدولة الجنوبية وفك الارتباط من الوحدة المشؤومة
وتحت اسم الوحدة اظهروا اعدائها حقدهم الدفين القديم الجديد على الجنوب. حقد لا يبرره الاَ السير على طبائعهم التي فطروا عليها وورثوها من أجدادهم. إذ حولوا الوحدة إلى احتلال فشنوا غزواتهم العديدة على الجنوب.
كانت الوحدة بمثابة فخا نصب للجنوبيين .. باسمها نهبوا كل مقدرات الجنوب
وشردوا ابناءه ،و داسوا على كل شئ جميل فيه ،
مارسوا السلب والنهب هذه ثقافتهم التي تغذيها العصبية المقيتة كما قال عنهم أبن خلدون في معرض حديثه عن عصبية الدولة: ( تتوغل القبيلة للاستيلاء على السلطة والحكم بواسطة الحرب لتستأثر بخيرات أراضي وثروات الغير أما لقلة عدد الغير أو لعدم التحامهم معها) على هذا النهج شنوا حروبهم على الجنوب بعد إعلان الوحدة مباشرة ليتمكنوا من استلاب السلطة والاستئثار بها.
كان امين صالح ورفاقه قد تنبهوا لهذه المخاطر وأعلنوا مواقفهم الذي يسنده كل أبناء الجنوب..
ولمعرفة اكثر بدور زميلي ورفيقي امين صالح دعوني اختزل لكم ذلك ، رغم انني اقر هما انني لا استطيع في هذه العجالة أن انصف رجلا من رجال الوطن والساسة ونعطيه حقه في بضعة صفحات أو كتابات قصيرة .
أمين صالح كما عرفته واحد من أبرز وانبل الشخصيات الناضجة الناصحة والبارزة في الوسط السياسي والاجتماعي، له من اسمه نصيب كان الأمين المؤتمن على قضية وطنه والصالح في أعماله ومواقفه.
احتل مكانه خاصة في وجدان وحياة ممن عرفوه ، كان انسانا ودودا وبارعا رصينا، مقنعا بحديثة الهادي سلس في توصيل أفكاره للأخرين.
كان رجلاً حكيما، يتحدث بهدوء، ويناقش بموضوعية، ويتمنطق بالحجج والأدلة الداعمة لأفكاره.
كان يتمتع بالصبر والمثابرة، دمث الأخلاق.
نحن اليوم نقف لنتذكر امين، نتذكر كيف كان بيننا بالأمس القريب. وكانت مسيرة حياته غنية بمعاني الإنسانية والوطنية، مملؤة بروح التفاؤل والتسامح والأخوة والكبرياء.
إنه مثالا للفارس المقدام في جود الأرض.. والطائر المحلق في سماء الآمال داعيا للحرية والاستقلال.
لم تكون معرفتي بالمناضل المرحوم معرفة عادية بل كانت كامنة تتلمس كثير من تفاصيل حياته النضالية حيث جمعنا الموقف والاتجاه وخضنا تجربة النضال من أجل تحرير الوطن خلال سنوات طوال بدء بتأسيس اللجان الشعبية اول تكوين يعلن بعد حر 1994م، وقد دخلنا السجون بعد ذلك الإعلان وتواصل نضالنا في الحراك الجنوبي ومكوناته.
استطيع القول بانه كان شجرة مغروسة في مجرى المياه تعطي ثمارها في أوانها، وورقها لا يذبل.
كان قلبه نابضا بحب وطنه الجنوب، مناضلا صامدا تبلورت شخصية الرائعة مع صراع الهوية والحضارة، كانت الجغرافيا والتاريخ والمعاناة قد صنعت منه طاقة متجددة، في مسيرة النضال.
كان وطنيا من الطراز الرفيع شامخا في العُلا وموقناً بان الحق عائد مهما طال الليل وتزاحمت الأجندات، وساد الفساد والفوضى المقصودة.
إلا أن مشيئة ربنا الاكرم كانت قد خطفته علينا قبل ان تنجو سفينتنا إلى بر الأمان وتكتحل عيناه بميلاد دولتنا المستقلة وعاصمتها عدن، والذي طالما كان توقاً لها، وعبرت عنها مواقفه وتفاصيل مسيرة حياتك النضالية..
كان كغيره من زملاءه ينتظرون شروق الشمس على ارضنا من جديد ينبلج فيها فجرا منيرا جديدا. تزهو فيها الأرض بحللها الجميلة، يزول منها الهم والاستبداد والفوضى، والنميمة، يعم فيها الخير والأمان، وتصون فيها دماء الابرار والاحرار، وتسمو فيها قيم التسامح والوفاء وما احوجنا لها .
غادرامين الحياة لكنه ترك لنا بصمات مضيئة من تاريخه تجسدت في اغلب اعماله تلك التي تحمل المعاني الوطنية والمضاميين الانسانيه الراقية تجعلنا نستحضرها في حياتنا ونستلهم منها دلالات تغني مسيرة كفاحنا وتأصل لمعاني الوطنية يسترشد فيها الاجيال اللاحقون في مسيره كفاحهم. كان امين ثائرا مخلصا اباء إلا ان يعيش في حرية وكرامة رافض للظلم والاستبداد ومصادره حقوق الآخرين، هكذا تصدر الموقف مع رفاقه الاوائل الذين رفعوا اصواتهم واقلامهم في وجه الطاغوت المستبد في مرحلة ما بعد حرب 94م مرحلة احتلال الجنوب من قبل قوى صنعاء العسكرية والطائفية والقبلية.
في زمن الصمت المطلق المفروض علينا بقوك السلاح وتهديدات الموت .
كان امين ورفاقه القليلون هم من تقدموا وأسسوا البدايات الأولى للكفاح التي عبرة عنها ذهنية وعيه المستنير لمالات مستقبل الجنوب الذي وقع في قبضة قوى الشر والتخلف والظلام.
وللأمانة سوف أورد هنا شئيا من تفاصيل معرفتي بأمين صالح، حيث كانت معرفتي بأمين صالح محمد بعد حرب 1994م، في البدايات الأولى لبحث تأسيس الحراك الوطني الجنوبي هذا العمل الذي كان قد بدأ عبر التواصل المحدود مع بعض الشخصيات والنخب ومن مختلف المحافظات الجنوبية كانت تتم لقاءاتنا لتداوس الاوضاع والبحث عن كيفية السير في النضال بدءا من تلك اللقاءات المحدودة التي كان أغلبها تتم بصوره سرية وبعيد عن الاضواء نظراً لقسوة السلطة وملاحقتها للمناضلين والناشطين.
كان منزل الاستاذ الفاضل سليمان الكثيري ابو عبدالله ربنا يعطيه الصحة هو الذي يأوي كل المناضلين ومنه تتم عملية التواصل واثراء النقاشات عن اوضاعنا المأساوية بعد الحرب، كنا نلتقي بصورة مستمرة معدل يومين في الاسبوع يوم الإثنين في منزله بخور مكسر ويوم الخميس في منزله الاخر بالدرين، احتوى كل النخب والمناضلين الأوائل للحراك الجنوبي الذين كانوا يأتون إلى المنزل من محافظات مختلفة في هذا المنزل تعرفت على امين صالح، وارتبطت به بصوره اكبر في العام 1998م عندما اسسنا اللجان الشعبية كأول مكونات ظهرت للعلن عبر الإعلان في صحيفة الايام حينها تعرضنا جميعاً في اللجان الشعبية للاعتقالات في عدن وفي الضالع الذي أعلن فيها اللجان ضمن خطة كانت معنا لإعلان اللجان في بقية محافظات الجنوب.
استمرت علاقتنا مع الاخ المرحوم امين خلال مسيره الحراك الجنوبي جمعتنا عدد من الانشطة والمواقف وبرامج العمل، عرفته انسان سياسي مرن وقيادي فطن كان فعلاً من الرموز القيادية التي تحمل رؤية واضحة في الشأن السياسي والمجتمعي. ما اود التركيز عليه هنا هو ابراز دوره ضمن الفريق الفني الذي عملنا فيه معا على مدار سته أشهر تقريبا دون ضجيج وبعيد عن الاعلام أنجزنا فكرة قيام المجلس الانتقالي عبر التواصل مع المكونات والقيادات التاريخية والنخب المجتمعية الجنوبية في الداخل والخارج لمناقشة فكرة قيام الإطار السياسي الجنوبي، وإعداد ادبيات ووثائق المجلس الانتقالي الجنوبي كنا مجموعة محدودة كفريق عمل فني عندما اسند لنا الرئيس القائد عيدروس الزبيدي مهمة اعداد الوثائق الخاصة للمجلس. كان لأمين صالح دور ا واضحا في عمل الفريق الفني واعداد وثائق المجلس، إذ كانت خبرته القيادية السابقة وعلاقاته الواسعة داخل مكونات الحراك الجنوبي والمامه بتوجهات المكونات قد ساعد على تقريب تلك التوجهات للمكونات مع مضامين ما احتوته اديبات الانتقالي. وفي عملية التواصل الواسعة مع القيادات والنخب الجنوبية المختلفة.




شاهد أيضًا

الخارجية تعيّن "محافظي خزائن" في 10 سفارات، حتى لا تضيع الفل ...

الثلاثاء/01/يوليو/2025 - 10:45 ص

أصدرت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين في الحكومة اليمنية، اليوم الإثنين، قرارات إدارية جديدة شملت تعيين مسؤولين ماليين في عدد من السفارات والقنصليات ال


أبين في الظلام لليوم الثامن.. اتهامات للحكومة بالتقاعس والجب ...

الثلاثاء/01/يوليو/2025 - 10:00 ص

لليوم الثامن على التوالي، تغرق محافظة أبين في ظلام دامس نتيجة انعدام الوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء، في ظل تجاهل حكومي وغياب أي تحرك ملموس لإنهاء


اليمن في عين العاصفة.. تقليص التمويل الدولي يُعمّق الأزمة وي ...

الثلاثاء/01/يوليو/2025 - 09:50 ص

كشف تقرير اقتصادي حديث صادر عن مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، أن اليمن يواجه تداعيات إنسانية واقتصادية قاسية جرّاء تقليص التمويل الدولي للمساعدات ا


الريال يترنح مجدداً.. فجوة كبيرة في أسعار الصرف ...

الثلاثاء/01/يوليو/2025 - 09:10 ص

سجّلت نشرة أسعار صرف العملات الأجنبية، صباح اليوم الثلاثاء 1 يوليو 2025، استمرار الفجوة بين مناطق سيطرة الحكومة ومناطق الحوثيين، وسط تقلبات حادة في ال