أوردت وسائل إعلام دولية وأخرى سورية ليا انعقاد مؤتمر في العاصمة البلجيكية بروكسل لبحث الوضع الراهن في سوريا بعد مرور يوم على مؤتمر مماثل عقد في مدينة الحسكة السورية وعارضته السلطات الجديدة في دمشق، غير أن مصادر سورية كشفت حقيقة التحضيرات التي تتم في العاصمة البلجيكية.
و نفت مصادر سياسية سورية مطلعة من بروكسل لـ "العربية.نت" انعقاد أي مؤتمر تقوده لجنة تنسيق المكونات السورية" الأحد، موضحة أن "هناك اجتماع تحضيري المؤتمر سينعقد في وقت لاحق وسيتم الإعلان عن موعده قريباً".
وأوضحت المصادر أن "فريق اللجنة التحضيرية للجنة تنسيق المكونات السورية يؤكد أن اللقاء المزمع عقده في العاصمة البلجيكية الأحد هو اجتماع تحضيري يهدف إلى تبادل الرؤى واستطلاع سبل العيش المشترك"، وفق تعبيرها.
كما شددت على أن "اللقاء التشاوري ليس مؤتمراً للمكونات السورية كما يشاع ولا يحمل صفة تمثيلية، وإنما خطوة أولية في إطار مسار حوار أشمل وأعمق، ومن المتوقع أن يتطور لاحقاً ليشمل طيفاً أوسع من قوى ومكونات وشخصيات سورية".
ووفق مصادر العربية نت". لا يهدف اللقاء التشاوري الذي سيليه مؤتمر سوري "إلى أن يكون مرادفاً لأي مؤتمر آخر"، في إشارة إلى مؤتمر "وحدة الموقف المكونات شمال وشرق سوريا" الذي عقد الجمعة في مدينة الحسكة الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي أبرم قائدها العام مظلوم عبدي اتفاقاً مع الرئيس السوري أحمد الشرع في 10 مارس (آذار) الماضي، يقضي بدمج المؤسسات المدنية والعسكرية في مناطق قوات سوريا الديمقراطية في الإدارة الجديدة مع ضمان الحقوق الدستورية للأكراد ومختلف المكونات السورية.
كذلك كشفت المصادر أن المؤتمر المزعم عقده في بروكسل بعد اللقاء التشاوري الأحد " يهدف لتوحيد القوى السورية داخل البلاد وخارجها" في "المرحلة الانتقالية" التي ترفض أطراف سورية عدة بينها "قسد" ومرجعيات درزية وأخرى علوية شكلها الحالي.
وتضم اللجنة التحضيرية لهذا اللقاء التشاوري شخصيات سورية تقيم في الخارج بينها أكاديميون يقيمون في الولايات المتحدة أوروبا ولا يتحدر معظمهم من أقليات دينية أو عرقية، وفق مصادر "العربية.نت".
وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" قد نقلت قبل ساعات عن مصدر حكومي قوله إن الحكومة السورية لن تشارك في اجتماعات مزمعة مع قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد في باريس بعد مؤتمر الجمعة الذي شاركت فيه شخصيات دينية وعشائرية، من بينها الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في محافظة السويداء، الشيخ حكمت الهجري ورئيس المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا، غزال غزال.
وبحسب "سانا"، قال المصدر عن مؤتمر قسد إن الحكومة السورية تؤكد على أن حق المواطنين في التجمع السلمي والحوار البناء، سواء على مستوى مناطقهم أو على المستوى الوطني هو حق مصون تضمنه الدولة وتشجع عليه، شريطة أن يكون في إطار المشروع الوطني الجامع الذي يلتف حول وحدة سوريا أرضاً وشعباً وسيادة.
وكان مؤتمر "وحدة الموقف المكونات شمال وشرق سوريا" قد رفض الإعلان الدستوري الحالي الذي وضعته الإدارة السورية الجديدة في مارس الماضي، علاوة على مطالبته بدستوري ديمقراطي تعددي يكرس ويعزز التنوع القومي والديني والثقافي ويؤسس لدولة لا مركزية.