آخر تحديث :الخميس - 31 يوليو 2025 - 04:00 ص

اخبار العالم

«صندوق أسود» يزعج ترامب.. لماذا يريد الجميع التحدث إلى ماكسويل؟

الأربعاء - 30 يوليو 2025 - 10:24 ص بتوقيت عدن

العين الثالثة/ متابعات

عندما تتشابك السياسة بالجريمة، يصبح صوت المدانين أحيانا مفتاحا لباب الحقيقة. وهذا تماما ما يثير شهية الاستماع لغيسلين ماكسويل.

غيسلين ماكسويل، الشريكة السابقة لجيفري إبستين، المتهم بالاتجار بالفتيات القاصرات، تقف الآن على عتبة اهتمام غير مسبوق، وسط توقعات بأنها قد تحمل معلومات تحدد مصير شخصيات بارزة، في مقدمتها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. بحسب صحيفة "واشنطن بوست".

ففي ظل الاتهامات الموجهة لإدارة ترامب بإخفاء معلومات مرتبطة بملف إبستين، تحول التركيز إلى ماكسويل كمصدر بديل قد يقدم إجابات.

والجمعة الماضية، استجوب تود بلانش ، نائب وزيرة العدل الأمريكية، شريكة إبستين. لكن المحامي السابق لترامب رفض الإفصاح عن مضمون ما ناقشه معها.

غيسلين ماكسويل البالغة من العمر 63 عاما، تقضي حكما بالسجن 20 عاما في فلوريدا لدورها في "استدراج واستغلال فتيات قاصرات ضمن شبكة إبستين".

عملت كمنسقة ومسؤولة لوجستية في عمليات الاعتداء، وشاركت أحيانا بنفسها في الانتهاكات.

وعن دور غيسلين ماكسويل في جرائم جيفري إبستين، ذكرت الحكومة في ملف قضائي: "بصفتها سيدة المنزل والذراع اليمنى لإبستين، كانت المدعى عليها مسؤولة عن الإشراف على وتنظيم لوجستيات واسعة النطاق لتسهيل الاعتداء الجنسي على العديد من القاصرات، وضمان ثقافة الصمت التي حالت دون كشف هذا المخطط".

وماكسويل سيدة مجتمع بريطانية واعدت إبستين، وهو ممول ثري وذو علاقات واسعة، في التسعينيات وأوائل الألفية الثانية.

وقال كثيرون إنها وجدت ضحاياها خلال أوقات عصيبة في حياتهم، وأنهم اعتبروها أختا كبرى لهم قبل أن تقودهم إلى إبستين ورجال آخرين، وتتاجر بهم، بل وتعتدي عليهم جنسيا في بعض الأحيان.

"المفترس"
وفي شهادة له أمام قاض فيدرالي، قال براد إدواردز وهو محامٍ متخصص في حقوق الضحايا من فلوريدا "بسبب شهوة إبستين المنحرفة للفتيات الصغيرات، بالإضافة إلى ثروته ونفوذه الهائلين، قد يكون أخطر مفترس جنسي في تاريخ الولايات المتحدة".

وبراد إدواردز ، حاول جاهدا منذ ما يقرب من عقدين للكشف عن حقيقة حياة وجرائم الممول والمُدان بالاعتداء الجنسي جيفري إبستين، بحسب ما طالعته "العين الإخبارية" في شبكة "أي بي سي" الأمريكية.

من المحاكمة للسجن
بدأت خيوط القضية تتكشف عام 2018 بعد أن حققت صحيفة "ميامي هيرالد" في إدانة إبستين بارتكاب جرائم جنسية في فلوريدا في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عندما حصل على صفقة إقرار ذنب سرية ومتساهلة.

بدأ المدعون العامون الفيدراليون التحقيق مع إبستين مجددا، ووجهوا إليه التهم، ووسّعوا نطاق تحقيقاتهم.

أُلقي القبض على ماكسويل عام 2020، بتهمة استغلال فتيات قاصرات والاعتداء عليهن جنسيا إلى جانب إبستين الذي توفي في السجن عام ٢٠١٩ قبل محاكمته.

وخلال محاكمتها عام 2022، ركز الادعاء على شهادات ست ضحايا، وأكد أنهن لا يمثلن سوى جزء صغير من شبكة أكبر بكثير.

وأشارت النيابة إلى أن ماكسويل كانت "المنظمة والمسؤولة اللوجستية" التي أدارت عمليات الاستغلال وفرضت "ثقافة الصمت" حولها.

ولم تقتنع المحكمة بادعاء الدفاع بأنها كانت "كبش فداء" بعد وفاة إبستين، وأصدرت بحقها حكما يفوق توصيات الدليل الفيدرالي.

هل لديها ما تكشفه الآن؟
خبراء قانون يشككون في قدرتها على تقديم معلومات جديدة وموثوقة حول من قد يكون اعتدى على الفتيات إلى جانب إبستين، خاصة وأنها لم تكشف الكثير في محاكمتها عام 2022.

لكن ذلك لم يمنع وزارة العدل من زيارتها الأسبوع الماضي في سجنها بفلوريدا، حيث أجابت عن أسئلة تتعلق بنحو 100 شخصية، وفق محاميها.

ومن المتوقع أن يُستدعى أعضاء من الكونغرس لاستجوابها الشهر المقبل.

النائب الجمهوري تيم بورشيت قال إن هذه الإفادة "ستساعد الأمريكيين على فهم كيف نجا إبستين طوال هذه السنوات من المحاسبة".

وفي جلسة الاستجواب الأسبوع الماضي، سئلت ماكسويل عن "كل شيء" و"أجابت على كل سؤال" بحسب محاميها ديفيد ماركوس.

وقال إنه لم يتم تقديم "عروض" عفو إلى ماكسويل.

خيوط تربط ترامب بإبستين
وبحسب ما كشفته وسائل إعلام أمريكية بينها صحيفة "وول ستريت جورنال"، أظهرت سجلات الرحلات أن ترامب، والرئيس الأسبق بيل كلينتون، وشخصيات مالية بارزة، استقلوا طائرات إبستين الخاصة عدة مرات.

كما زعمت التقارير زيارة ماكسويل لمنتجع ترامب في "مارالاغو"، حيث "جنّدت فتاة تدعى فيرجينيا جوفري، التي أصبحت لاحقا إحدى أبرز من تحدثن علنا عن الانتهاكات".

وأثار مسؤولو الإدارة الأمريكية غضب القاعدة السياسية لترامب بعدم الكشف عن المزيد من المعلومات من ملفات إبستين الجنائية، والآن، ركزوا على ماكسويل كمصدر محتمل لمعلومات جديدة، ومسار للمضي قدمًا. بحسب الصحيفة.

ترامب نفى كل شيء
وسعى ترامب مرة أخرى الجمعة إلى وضع مسافة بينه وبين إبستين، حيث قال للصحفيين قبل زيارة إلى اسكتلندا "ليس لدي أي علاقة بهذا الرجل".

وحض ترامب الصحفيين على "التركيز" بدلا من ذلك على شخصيات الحزب الديمقراطي مثل الرئيس السابق بيل كلينتون ووزير خزانته لاري سامرز، اللذين ادّعى الرئيس الجمهوري أنهما كانا "صديقين مقربين" من إبستين.

وعندما سُئل ما إذا كان يفكر في العفو عن ماكسويل، أجاب ترامب إنه شيء "لم أفكر فيه"، مؤكدا امتلاكه صلاحية القيام بذلك.

كما نفى تقارير إعلامية أمريكية تفيد عن احاطته في الربيع من قبل وزيرة العدل بام بوندي بأن اسمه ظهر مرات عدة في ما يسمى "ملفات إبستين".

ورفع الرئيس الأمريكي دعوى تشهير ضد صحيفة "وول ستريت جورنال"، الأسبوع الماضي، بعد أن ذكرت أنه كتب رسالة ذات إيحاءات جنسية عام 2003 إلى إبستين في عيد ميلاده الخمسين، مطالبا بتعويض قدره 10 مليارات دولار.

معضلة أخلاقية للرئيس
وفي حال قررت ماكسويل تقديم معلومات مفيدة مقابل الخروج من السجن، فسيجد ترامب نفسه أمام خيار شديد الحساسية، وهو إصدار عفو عن مدانة بجرائم جنسية بحق قاصرات. بحسب "واشنطن بوست"..

الكاتب المحافظ أندرو إيغر وصف الوضع بأنه "ورطة أخلاقية قد تجعل ترامب مضطرا لمغازلة فكرة العفو عن واحدة من أكثر المجرمات إثارة للاشمئزاز في أمريكا".

وكان ترامب وعد أنصاره بالكشف عن وثائق القضية، لكن إدارته قالت في أوائل يوليو/تموز الجاري، إنها لم تجد عناصر تستدعي الكشف عن وثائق إضافية.

كما نفت وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفدرالي وجود "قائمة" بعملاء إبستين.