آخر تحديث :الأحد - 13 يوليو 2025 - 09:25 م

منوعات

ممارسة الرياضة بانتظام تقلل الشعور بالاكتئاب والتوتر لدى الأطفال

الأحد - 13 يوليو 2025 - 01:49 م بتوقيت عدن

العين الثالثة/ متابعات

أجمعت الدراسات النفسية على أن نشاط الطفل البدني ليس مجرد وسيلة للحفاظ على لياقته الجسدية، بل يعد وسيلة مهمة لتحسين صحته النفسية؛ فعندما يمارس الطفل الأنشطة البدنية في حصص الرياضة المدرسية أو من خلال ممارستها تحت إشراف المدرب، يطلق الإندورفين، وهي مواد كيميائية في الدماغ تساعد على تحسين المزاج والشعور بالسعادة، بالإضافة إلى تحسين النوم وتقليل التوتر، وفوائد أخرى كثيرة، ما يعزز الصحة النفسية للطفل بجانب الفوائد الأكاديمية والاجتماعية كذلك، وكلها تمده بالثقة وتمنحه السعادة والبهجة.

وأظهرت دراسة علمية أن ممارسة التدريبات الرياضية بانتظام تعتبر من أفضل الوسائل لعلاج الأطفال الذين يعانون من اضطرابات الحالة المزاجية.

ووجد فريق بحثي مشترك من جامعتي جنوب أستراليا ومانشستر الإنجليزية أن الأطفال الذين يشاركون في برنامج تدريبات رياضية تتراجع لديهم أعراض الاكتئاب. واستندت الدراسة إلى نتائج 375 ورقة بحثية شملت أكثر من 38 ألف طفل تتراوح أعمارهم بين 5 و18 عاما.

وبحسب نتائج الدراسة التي أوردتها “مجلة الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال والمراهقين” المتخصصة في الطب النفسي للأطفال، تتراجع مستويات القلق والتوتر لدى الأطفال الذين يمارسون ما يعرف باسم تمارين المقاومة العضلية مثل رفع الأثقال، كما أن أعراض الاكتئاب تتراجع لدى من يمارسون التمرينات الرياضية مثل الأيروبكس وتدريبات القوة.

وتتزايد الفائدة عندما تتم ممارسة التدريبات الرياضية ما بين مرة واحدة وثلاث مرات أسبوعيا.

النتائج تشير إلى أن الرياضة قد تساعد في تحسين الحالة المزاجية للأطفال دون الحاجة إلى أدوية مثل مضادات الاكتئاب

ويقول الباحثون إن هذه النتائج تشير إلى أن الرياضة قد تساعد في تحسين الحالة المزاجية للأطفال دون الحاجة إلى أدوية مثل مضادات الاكتئاب. ويقول رئيس فريق الدراسة في تصريحات للموقع الإلكتروني “هيلث داي” المتخصص في الأبحاث الطبية “التدريبات الرياضية هي نشاط منخفض الكلفة، وتمثل إستراتيجية متاحة على نطاق واسع ويمكن أن تحدث فارقا حقيقيا في الحفاظ على الصحة العقلية للأطفال.”

وتلعب الرياضة دورا محوريا في تحسين المزاج وتعزيز الصحة النفسية. وفي ظل الضغوط الحياتية المتزايدة، أصبحت الأنشطة البدنية أداة فعّالة للتعامل مع القلق والاكتئاب، وتوفير بيئة ذهنية صحية. كما يمكن للرياضة أن تكون أحد الحلول الرئيسية للمشاكل النفسية التي يعاني منها العديد من الأشخاص.

وتعد الرياضة من أكثر الأنشطة التي تسهم في تحسين الحالة النفسية. وسواء كانت من خلال ممارسة الرياضات الفردية أو الجماعية، تعمل الرياضة على تحفيز الجسم على إفراز المواد الكيميائية المسؤولة عن تحسين المزاج مثل الإندورفين، ما يقلل من مشاعر القلق والاكتئاب.

ويؤكد خبراء اللياقة البدنية أن هناك عدة طرق يمكن أن تؤثر بها الرياضة على الصحة النفسية بشكل إيجابي، ذلك أن ممارسة الرياضة تساعد على تقليل مستويات التوتر في الجسم، ما يحسن الشعور بالراحة النفسية.

مستويات القلق والتوتر تتراجع لدى الأطفال الذين يمارسون ما يعرف باسم تمارين المقاومة العضلية مثل رفع الأثقال

ومن خلال التمارين الرياضية يمكن للمرء تحسين لياقته البدنية، وهو ما يساهم في زيادة ثقته بنفسه. وتعتبر الرياضة وسيلة فعالة للتعامل مع مشاعر القلق والاكتئاب من خلال تحسين كيمياء الدماغ.

وتترك الأنشطة البدنية أثرا إيجابيا في شخصية الطفل، وتعود عليه بالكثير من الفوائد، خاصة أمام زحف الشاشات الإلكترونية التي يجلس أمامها عدة ساعات خاملا ومتكاسلا.

كما تساعد على إيصال الأكسجين والعناصر المغذية إلى أنسجة جسم الطفل، وتحفز الجهاز القلبي الوعائي على أداء وظائفه بكفاءة أكبر، ويصبح لدى الطفل المزيد من الطاقة لأداء المهام اليومية.

وتعمل الرياضة على تقوية عضلات جسم الطفل، وتعزيز مناعته ضد الأمراض المختلفة، وتدعم قدرته على التحمل، إلى جانب فوائدها النفسية والاجتماعية.

وعلى الرغم من أن جميع أنواع الرياضات مفيدة، إلا أن بعض الأنواع قد تكون أكثر فاعلية في تحسين الصحة النفسية، من بين هذه الأنواع اليوغا والتأمل.

وتعتبر اليوغا وسيلة رائعة لتهدئة العقل والجسم وتحسين التوازن النفسي.

أعراض الاكتئاب تتراجع لدى من يمارسون التمرينات الرياضية مثل الأيروبكس وتدريبات القوة

كما تساعد الرياضة الجماعية مثل كرة القدم أو كرة السلة في بناء التواصل الاجتماعي وتحسين الحالة النفسية.

أما المشي والجري فهما من أسهل الأنشطة التي يمكن ممارستها في أي وقت، وتعتبر فعالة في تقليل التوتر والقلق.

وتسلّط الكثير من الأبحاث الأكاديميّة الضوء على الرابط المهمّ بين الرياضة وتحسّن صحّة الأطفال النفسيّة والعقليّة، حيث تؤدّي الرياضة دورًا حاسمًا في تعزيز صحّة الأطفال النفسيّة، وتقدِّم الألعاب الرياضيّة مجموعة من الفوائد التي تؤثِّر في صحّة الطفل تأثيرًا إيجابيًّا.

ويقع على الوالدين عاتق تشجيع الأطفال على المشاركة في مجموعة متنوّعة من الأنشطة الرياضيّة والبدنيّة التي يجدونها ممتعة وجذّابة، وذلك بتوفير فرص متنوّعة للأطفال، ليكونوا نشيطين بدنيًّا، سواء في أماكن منظّمة أو غير منظّمة. ويمكن للوالدين ومقدّمي رعاية الأطفال تعزيز صحّة الأطفال النفسيّة باختيار الألعاب الرياضيّة المناسبة.

وأي نشاط بدنيّ يجعل الأطفال يتحرّكون، يمكن أن تكون له آثار إيجابيّة في صحّتهم النفسيّة والعقليّة، حيث تساعد الأنشطة البدنيّة على إطلاق الإندورفين وتقليل هرمونات التوتّر. وبعد التعرّف إلى فوائد الرياضة ودور الألعاب الرياضيّة في تعزيز صحّة الأطفال النفسيّة، لا بُدّ للوالدين أو مقدّمي رعاية الأطفال اختيار النوع المناسب من الرياضات التي يمكن للأطفال ممارستها للحصول على أعلى إفادة منها.

ويجب على الوالدين السماح للطفل باستكشاف رياضات مختلفة وتجربتها للعثور على ما يستمتع به ويتفوّق فيه، إذ يمكن أن يساعده ذلك على تطوير شغفه بالرياضة مدى الحياة، مع الأخذ بعين الاعتبار قدرات الطفل. فيجب التأكّد من أنّ الرياضة مناسبة لقدراته الجسديّة وعمره، حيث يسهم ذلك في منع الإصابات أو الحدّ منها، والحفاظ على اهتمامه بالرياضة التي اختارها.

ويمكن أن توفِّر الرياضات الجماعيّة، مثل كرة القدم وكرة السلّة والكرة الطائرة، فوائد اجتماعيّة، منها تحسين احترام الذات والتفاعل الاجتماعيّ الأفضل والشعور بالانتماء إلى الفريق، بينما توفِّر الرياضات الفرديّة، مثل التنس أو السباحة أو الجمباز، شعورًا بالإنجاز الشخصيّ والثقة بالنفس، ولاسيّما للأطفال الذين يفضّلون الأنشطة الفرديّة.