آخر تحديث :الخميس - 12 يونيو 2025 - 10:00 م

قضايا


الجنوب بين الأمس واليوم.. 21 مايو يفتح بوابة الدولة القادمة

الخميس - 22 مايو 2025 - 06:00 م بتوقيت عدن

الجنوب بين الأمس واليوم.. 21 مايو يفتح بوابة الدولة القادمة

العين الثالثة/ تقرير خاص

يعود تاريخ 21 مايو كل عام ليفتح أمام الجنوبيين بابًا من التأمل والتقييم لمسار طويل من النضال والتضحيات. ففي مثل هذا اليوم من العام 1994، أُعلن فك الارتباط عن الجمهورية اليمنية، في لحظة مفصلية شكّلت نقطة تحول في وعي وهوية الشعب الجنوبي.


لكن الذكرى هذا العام لا تأتي كتقليد سياسي أو مجرد محطة رمزية، بل كاستحقاق وطني يتقاطع مع واقع جديد، فيه الجنوب أقرب ما يكون إلى تحقيق حلم الدولة المستقلة، ليس كشعار، بل كمشروع قابل للتنفيذ ومبني على أرضية مؤسسية صلبة.

من الهامش إلى مركز القرار
خلال العقود الثلاثة الماضية، انتقل الجنوب من موقع المظلومية والتهميش، إلى موقع الفعل والتأثير. ولم يعد الحديث عن استعادة الدولة مجرد أُمنية، بل صار مسارًا يواكبه بناء حقيقي لمؤسسات سياسية وعسكرية وأمنية تعمل على إدارة واقع متغير ومعقّد.

أبرز ملامح هذا التحول، تجسده تجربة المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي استطاع بلورة رؤية سياسية ناضجة، ربطت بين تطلعات الشارع الجنوبي ومقتضيات العمل السياسي الداخلي والخارجي. وبمرور الوقت، أثبت المجلس قدرته على توحيد الخطاب السياسي، وتعزيز حضوره الإقليمي والدولي، ككيان يحمل مشروعية نابعة من الشعب لا من حسابات التحالفات المتقلبة.

أمن متماسك وجيش وطني الولاء
على الصعيد الأمني والعسكري، لم يعد الجنوب رهينة للفراغ أو الفوضى. فقد تشكّلت منظومات أمنية وقوات مسلحة جنوبية لعبت دورًا محوريًا في تثبيت الأمن، ومحاربة الجماعات الإرهابية، والحفاظ على تماسك النسيج الاجتماعي، هذا الأداء الأمني، المستند إلى عقيدة وطنية خالصة، جعل المواطنين ينظرون إلى قواتهم بعين الثقة والاحترام، بعكس الصورة المهزوزة التي تطبع مناطق الشمال الخاضعة لسلطة المليشيات.

مشروع حياة لا جغرافيا فقط
ما يميز اللحظة الجنوبية الراهنة هو أن الاستقلال لم يعد يُختزل في البعد الجغرافي، بل أصبح مشروع حياة متكامل، ينشد الكرامة والسيادة والتنمية، وقد انعكس هذا في تنامي وعي شعبي يتجاوز العواطف إلى إدراك عميق بضرورة بناء نموذج مؤسسي حديث، يعالج مشاكل الماضي ويواكب تحديات المستقبل.

الجنوب اليوم، ليس مجرد مساحة جغرافية تبحث عن اعتراف، بل هو كيان سياسي منظم، يمتلك أدوات الفعل والتأثير، ويشارك في الحوارات الإقليمية والدولية بروح المسؤولية لا بردّات الفعل.

واقع جديد ودروس مستفادة
الفارق بين 1994 و2025، هو أن الجنوب اليوم لا يطالب بحقوقه من موقع الضعف، بل يفرض وجوده من موقع القوة. قوّة مستندة إلى تضحيات كبيرة، وتجارب مريرة، وصبر طويل، لكن أيضًا إلى نضج سياسي وأمني يندر أن يتكرر في تجارب ما بعد الحروب.

لم يعد الجنوب ينتظر من يمنحه أحد اعترافًا، بل يسير بخطى ثابتة نحو انتزاع هذا الاعتراف من خلال الإنجاز والبناء، لا التوسل أو الاستجداء.

في ذكرى 21 مايو لهذا العام، يتجلى الجنوب كواقع لا يمكن تجاهله، ومشروع لا يمكن إنكاره، ما كان حلمًا في 1994، أصبح مسارًا فعليًا في 2025، وبين الزمنين، قصة نضال لا تزال تُكتب، ولكن هذه المرة، بأدوات الدولة.

شاهد أيضًا

صرخة أم تُقابل بالحبس… مستشفى الصداقة يتحوّل إلى كابوس للمرض ...

الخميس/12/يونيو/2025 - 06:32 م

في شهادة صادمة نشرتها الصحفية سحر الهادي، كُشف عن واقعة مأساوية في مستشفى الصداقة التعليمي بعدن، حيث تم توقيف أم داخل المستشفى وطلب الشرطة النسائية لح


صرخة في العتمة.. العثور على رضيعة متروكة في أحد أزقة المدينة ...

الخميس/12/يونيو/2025 - 09:27 ص

في مشهد يعتصر له القلب، عُثر في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء على طفلة رضيعة متروكة في أحد أزقة حي شعبي، وسط صدمة وذهول الأهالي الذين سارعوا لإبلاغ الج


منابر الأكاذيب.. 18 قناة يمنية تحارب الجنوب إعلامياً وتعيش ع ...

الأربعاء/11/يونيو/2025 - 11:00 م

حذّر الدكتور حسين العاقل، الأكاديمي والناشط السياسي الجنوبي، من ما وصفه بـ"الحرب الإعلامية الممنهجة" التي تستهدف الجنوب وقضيته، متهماً قنوات فضائية يم


العليمي يتباهى بصورة عابرة.. العاقل: لا شرعية تُشترى بالمصاف ...

الأربعاء/11/يونيو/2025 - 08:52 م

نشر الدكتور حسين العاقل، الأكاديمي والناشط السياسي الجنوبي، صورة للواء شلال علي شائع وهو يصافح رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، وعلق عليها بمنش